باور بريس

دكتور عبد الله العوضي يكتب: الحرب الثالثه في " غزة " .. ريفيرا الشرق الأوسط؟!

باور بريس

 

أخيرا علمنا بأن كل تلك الحروب التي دارت في غزة العزة والكرامة منذ السابع من أكتوبر 2023 ، كان هدفها هو إعادة إعمار غزة التي لم نر منها " قبحا " لا في شكلها و لا  في جوهر أهلها، لتصبح " ريفيرا الشرق الأوسط كما يروج لها " ترامب في صفقته السياسية الراهنة . 
و لتحقيق هذا الحلم هناك شروط موضوعية قسرية أو طوعية ، خروج " حماس " من غزة و إلقاء السلاح و ترك الحكم لغيرها المجهول حتى اللحظة ، و كذلك تهجير كل سكان غزة إما إلى سيناء أو ليبيا كما ذكر في الآونة الأخيرة أو يختارون المكان الذي يرغبون الذهاب إليه في هذا العالم ، أي من الشتات السابق إلى الشتات اللاحق ؟! 
كل هذا من أجل الحفاظ على حياة الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف الإسرائيل على مدار الساعة غير المحددة بالتوقيت المعتاد !
هذا الوضع المؤقت في التهجير الطوعي أو القسري سوف يستمر حتى الإنتهاء من صناعة غزة جديدة تسمى " ريفيرا الشرق الأوسط " صناعة أميركية مثل سياراتها المعروفة ، و لكن مصانعها ليست في الصين التي لا تريد أن تخوض في هذا المشروع المستنقع السياسي الآسن ؟! 
و من يرفض ذلك، فليس له غير الموت الزؤام و الفصل التام من الحياة و الطرد من رحمة السياسة الأميركية " الترامبية " ! 
أو القبول كما صرح بذلك قائد أركان الجيش الإسرائيلي في موقعه الرسمي، بأنه في أتم سعادة لأن جيشه منذ إعلان الحرب الثالثة على غزة يقتل يوميا قراية مائة إلى مائتين من سكان غزة من الأطفال و النساء و الشيوخ الذين لا علاقة لهم بفصائل المقاومة الفلسطينية في الداخل ، و قد وصل عدد القتلى حتى هذه اللحظة إلى قرابة ستة آلاف قتيل بلا حق و لا جريرة و لا جريمة ؟!

أين المصير .. و المسير ؟!

الآن وصلنا إلى الجهة التي يحق لها تحديد مصير هذه البقعة المباركة و العزيزة من أرض فلسطين الكبرى و إن كانت محتلة ، فإن علم المستقبليات يقر بتحريرها و كذلك تقول القرارات الأممية التي فاقت أعدادها عدد سنوات الإحتلال الإسرائيلي ؟!
هل كان من مطالب سكان غزة تحويل أرضهم إلى " ريفيرا الشرق الأوسط " و لماذا الآن و ليس قبل اندلاع هذا الدمار غير المسبوق في التاريخ؟!
سكان غزة يطالبون منذ أشهر بخروج المحتل ، و تركهم يعمرونها على هواهم ، أليس هذا حق إنساني محض ؟! 
لماذا أميركا لا توفر تلك المليارات السبعين لإصلاح بنيتها التحتية منذ  أن أعلن أوباما عن اهترائها منذ عقود ، لماذا لا توفر لفقراء شعبها التأمين الصحي لأكثر من سبعين مليون نسمة ، أي ثلث الشعب الأميركي ، و لماذا لا تركز على الممتنع عن دفع الضرائب المستحقة للدولة و هي بلغت ديونها قرابة 35 تريليون دولار  ؟!
طوال حرب غزة و الممتدة لأكثر من سنة و نصف السنة ، هي الأطول في تاريخ إسرائيل ، و أميركا لا تألوا جهدا في إرسال شحنات الأسلحة كل ستة عشرة ساعة  ، و عندما جاء ترامب إلى الحكم مرة أخرى ، أطلق سراح عشرين مليار دولار من الأسلحة و الطائرات الحربية و الذخيرة و القنابل التي تخلع الجبال من أماكنها و تحيلها إلى رماد ، في نفس الوقت يدعوا إلى ضرورة وقف إطلاق النار  ؟! 
و هذا ما أطلق عليه الدكتور أنور قرقاش ب " مبدأ ترامب " في تغريدته القيمة حين قال بأن :
كلمة ترامب في الرياض، خلال جولته الخليجية الناجحة، تمثل لحظة فارقة تستحق التوقف والتأمل. فهي تعكس تحولاً واضحاً في التوجه الأميركي ، يتقاطع مع المدرسة الجاكسونية عبر التركيز على حشد الشعور الوطني وتعزيز الاقتصاد الوطني وتجنّب التدخلات الخارجية .  
خطاب يرفض تصدير القيم الأميركية ، ويحتفي بالنجاحات الوطنية للحلفاء والأصدقاء، كما يحمل نقدًا صريحًا لإرث التدخل الأميركي ، سواء من الليبراليين الدوليين أو المحافظين الجدد ، 
مقاربة جديدة تتجاوز الشرق الأوسط، وقد تُعرف مستقبلًا بـ"مبدأ ترامب"  . ( 26 / 5 / 2025 )

بشاعة الإحتلال!

نقول هذا ، عن يقين بأن سكان غزة و هم في هذا الوضع المزري لا يريدون سوى خروج المحتل و وقف الحرب ، و سوف يبهر العالم بإعادة إعمار غزة أجمل و أروع  !
هكذا يتحدث التاريخ منذ العهد النبوي عن هذه البقعة من الأرض التي لها أكثر من مسمى ؟!
غزة قبل السابع من أكتوبر 2023 لم تكن بشعة ، و لكنها اليوم تفضح بشاعة الاحتلال الإسرائيلي و من وراءه ! 
الحكومة الإسرائيلية في وهدتها الراهن تتآكل من حيث لا تشعر ، بل أكثر من ذلك ، فقد بدأت تأكل نفسها! 
إسرائيل وصلت إلى حالة من  " الهستيرية " لم تمر عليها منذ النشأة , فهي تحارب الكل ، ابتداء ممن مد إليها يد السلام و من عاداها بعد السلام و من لا يريد السلام معها ، فهي تستخدم في هذه كافة الأسلحة القذرة ، حتى أظافرها التي تخمش بها براءة الطفولة و كهولة كبار السن و عجز العجايز عن شراسة المقاومة .
و لم تقف عند هذا الحد الحاد ، بل  جعلت من الجوع و العطش و المرض سلاحا مضافا عندما تفشل الإبادة عن قتل غزة الخاوية على عروشها و ركامها الحاضنة لموتاها التي فاقت الخمسين ألف شهيد و أكثر من ثلاثة أضعاف هؤلاء من الجرحى بمختلف درجات إصاباتهم ، و من مفارقات الأرقام الصادمة أن أرباح مصانع الأسلحة التي تربحت من  دماء الشهداء بلغت أيضا أكثر من 50 مليار دولار خلال فترة الحرب الدامية ؟! 
اختلط في غزة حابل المساعدات الإنسانية ، بنابل الحرب الثالثة فيها  ،  المجلس السياسي والأمني في إسرائيل يقرر استئناف نقل المساعدات الإنسانية إلى "غزة" بشكل فوري .

ممرات .. غير آمنة ؟!

هذا موقف " المجلس " ، بالمقابل 
" نتنياهو"  يرفض إجراء تصويت على قرار الموافقة على استئناف المساعدات الإنسانية لـ"غزة" أما وزراؤه فقد حضروا مناقشة إدخال المساعدات الإنسانية إلى "غزة" ، و هم يعتقدون بأن القرار جاء نتيجة ضغوط  أميركية  . (  أكسيوس ، القناة 13 الإسرائيلية  ، يديعوت أحرونوت -18 / 5 / 2025 )
عندما ضغطت أميركا و معها دول الخليج على إسرائيل لفتح نافذة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى من يتضورون جوعا و يتساقطون عطشا كأوراق الخريف ، ذهبت إسرائيل إلى منحى آخر لمنع الضغوط للوصول إلى تحقيق أهدافها الإنسانية المجردة.
إلى درجة أن الجيش الإسرائيلي فرض مساراتِ عبورٍ غير آمنة في غزة؛ ما عرّض المساعدات الإنسانية الخاصة بالإمارات  " عملية الفارس الشهم 3 “ للسرقة .
هذا و قد أدانت الإمارات هذه الاعتداءات التي تحرم سكان غزة من الحصول على الغذاء والمساعدات الإنسانية ، حيث ناشدت المجتمع الدولي التدخل العاجل، وضمان توفير ممراتٍ آمنة ودائمة، تضمنُ الوصول السريع والآمن للمساعدات  . (  صحيفة " الخليج " - 24 / 5 / 2025 ) 
هناك معركة جديدة دائرة بين حرب القتل و السحل حد الإبادة ، و معركة سحق الإنسانية !
الخلاف بين نتنياهو و ترامب و الأمم المتحدة في كيفية توزيع المساعدات بطريقة معقدة من قبل إسرائيل ، و الهدف هو منع أفراد " حماس " من الحصول على حصة من تلك المساعدات.
هذا أمر ، و الأمر الآخر يتعلق بحشر سكان غزة في ربع مساحتها المعروفة ، و التشدد في إبراز الوثائق المطلوبة و إن كانت قد احترقت أثناء الحرب و ضاعت في خضمها ، إضافة إلى التحقيقات المطولة لمعرفة " الحمساوي  " من غيره كل ذلك في طوابير لمئات الألوف التي  تموت جوعا و هي واقفة  بانتظار كسرة الخبز ؟!

سقوط دعوى .." معاداة السامية " !

يعني صناعة المزيد من حالات التجويع القسري و هم وقوف بأبصار شاخصة أمام مراكز توزيع المساعدات الإنسانية المقطرة بدل المقنطرة !
رغم إعلانه أنه أكثر الرؤساء دعمًا لإسرائيل، يواجه "ترامب" خلافات متزايدة مع "نتنياهو" حول قضايا الشرق الأوسط و الهجوم على موظفي السفارة لم يغيّر هذا التوتر، بل زاد من تعقيد العلاقات . 
" ترامب" يربط الحادث بمعاداة السامية، بينما تراه إسرائيل امتدادًا لحربها الإقليمية (مجلة " بوليتيكو " -  24 / 5 / 2025 ) 
أما شماعة " معادات السامية " فلم تعد مجدية لإسرائيل ، بدليل من المجتمع الأميركي الذي سجل الدوائر الأمنية خلال هذا العام 2025 أكثر من 9000 قضية صنفت بأنها " ضد السامية " و هي الأعلى بين دول العالم قاطبة ؟!
و لقد صرّح الأمين العام للأمم المتحدة أن المساعدات التي تدخل غزة حالياً "ضئيلة جداً" ولا تلبّي الاحتياجات المتزايدة للسكان
و حذر من أن غياب وصول سريع وآمن للمساعدات سيؤدي إلى وفيات جديدة وعواقب وخيمة طويلة الأمد .
رغم إعلان إسرائيل دخول 300 شاحنة، أشار الأمين العام إلى أن ثلث الإمدادات فقط وصل إلى المستودعات بسبب الوضع الأمني (  قناة ". الشرق " 24 / 5 / 2025 )  
مساعدات بالتقطير من أجل إطالة أمد الحرب ، دخول خمس شاحنات لمساعدات أُممية، (19 مايو 2025 )، إلى غزة ومروها بـ"فحص أمني دقيق"، بعد انقطاعها نحو 3 أشهر , و  أكَّد نتنياهو، بأن استئناف إدخال المساعدات يأتي في ضوء الحاجة العملياتية لتوسيع نطاق القتال للضغط على "حماس"، لأن "تحقيق النصر يتطلَّب توفير الحد الأدنى" من المساعدات
من ناحية عارض " بن غفير" وزير الأمن القومي، و"غالانت" وزير الدفاع السابق، قرار إدخال المساعدات، واعتبرا أن القرار يُعزز من قدرات "حماس" داخل غزة. فيما صعّدت إدارة "ترامب" ضغوطها على إسرائيل، لاستئناف إدخال المساعدات، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية وفقًا لتقارير أميركية .

المجاعة.. " جريمة دولية " ؟!

و قد تم تطبيق آلية جديدة لإدخال المساعدات الإنسانية اعتبارًا من 24 مايو، وذلك عبر "صندوق غزة الإنساني"، بالتعاون مع منظمات دولية
و حذّرت المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية من أن أي مجاعة في غزة ستكون بمثابة "جريمة دولية"، في وقت تعاني فيه منظمات الإغاثة من نفاد احتياطيات الغذاء، وبالتزامن مع مخاوف الجيش من فقدان السيطرة على الأزمة . ( مركز الإمارات للبحوث و الدراسات الإستراتيجية 20 / 5 / 2025 ) 
طبعا في وسط هذا الركام في غزة و الصدع الإسرائيلي و الصدام البيني و الصداع السياسي و الصراع على الحكم ، دولاب المفاوضات لم تتوقف و إن تعطل في بعض محطاتها .
دخلت إسرائيل و«حماس» في جولة جديدة من المحادثات؛ تشمل مناقشة جميع الملفات دون "شروط مُسبقة".
تزامنت هذه المحادثات مع إعلان الجيش الإسرائيلي ( 16 مايو 2025 ) بَدْء المراحل الأولى من العملية العسكرية «عربات جدعون» في غزة ، و تأتي هذه الجولة في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، وسط تحذيرات من وكالات الإغاثة من خطر مجاعة وشيكة. 
باشر الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات إخلاء واسعة للسكان من شمال غزة؛ استعدادًا للمرحلة الثانية من توسيع العملية البرية ، حيث أكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن الغارات الجوية الأخيرة تهدف إلى تمهيد الطريق أمام القوات البرية للتوغل داخل غزة.
و تشير التقديرات إلى توجه الجيش نحو «سيطرة تدريجية» على مناطق داخل القطاع، مع استعدادات لوجود عسكري طويل الأمد. 
و ذكر مسؤول إسرائيلي أن نتنياهو منح فريق التفاوض صلاحيات مُوسعة، ووجّه باستنفاد كل الجهود المتاحة من أجل إعادة المحتجزين.

" صفقة جزئية " !

أفادت مصادر في "حماس" بأن الوسطاء مارسوا ضغوطًا على الطرفين؛ لكسر حالة الجمود، بينما أشار مصدر إسرائيلي إلى أن هناك «تغييرًا معينًا» في سلوك "حماس" التفاوضي.
و أبرزت تقارير إعلامية عرضًا تقدّمت به "حماس" يتضمن وقفًا لإطلاق النار لمدة شهرين، مع اشتراط ضمانات أميركية قوية ببدء مفاوضات جدّية لإنهاء الحرب خلال هذه الفترة. 
تصاعد التوقعات بأن تلجأ إسرائيل إلى «تصعيد ميداني محدود»، على الأقل خلال المرحلة الحالية، بهدف تكثيف الضغط على "حماس" ودفعها لتليين موقفها.
رُغم شكوك «حماس» في جدية قدرة واشنطن على الضغط على "نتنياهو" للالتزام بأي اتفاق، إلا أن ثمة مؤشرات على استعدادها للتجاوب مع صفقة جزئية، شريطة أن تضمن أفقًا لتهدئة طويلة المدى. ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 18 / 5 / 2025 ) 
نشير إلى صورة من عملية الصدام اليومية بين مختلف مؤسسات الدولة في إسرائيل ، و لا يظنن أحد بأن هذا الإختلاف بينهم هو من أجل سواد عيون سكان غزة ، بل هو مناورات سياسية داخلية تمضي في اتجاه تحقيق الهدف المنشود من الحرب و ليس لوقفها   ، فهم يختلفون فيما بينهم و لكنهم يتفقون جميعا على سكان فلسطين الكبرى ؟! 
مثال ذلك هذا الصدام بين وزارة المالية والمؤسسة العسكرية بسبب زيادة النفقات لتوسيع القتال في "غزة" ، حيث قام وزير المالية  بتوبيخ المؤسسة الأمنية بسبب ارتفاع النفقات لتوسع القتال، في مناقشة عقدها "نتنياهو"  . (  الجزيرة- هيئة البث الإسرائيلية - 25 / 5 / 2025 ) 
لاحظ موقف ذات الوزير المالية اليميني المتطرف من الضفة الغربية ، و بكل بساطة أعلن عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة مع تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والمستوطنين ، و يزيد هذا الأمر من حدة الخلاف بين إسرائيل والمجتمع الدولي الذي يرفض هذه المستوطنات قانونيًا (  فرانس 24  -  29 / 5 / 2025 )

" ويتكوفكم .. و يتكوفنا " ؟!

وهذا الرفض شكلي لا أكثر ، فلم يستطع المجتمع الدولي طوال أكثر من سبعة عقود إيقاف مد غول الإلتفاف حول أعناق الفلسطينيين و قضم أراضيهم كلما اشتهت إسرائيل ذلك و في أي وقت و إن كانت حرب غزة في أوارها ، و لا  يمنعها ذلك من بناء المستوطنات غير الشرعية لدى أي احتلال عسكري ؟! 
و في نفس الوقت كان مدعي عام المحكمة الجنائية كان يستعد لإصدار أوامر اعتقال بحق "سموتريتش" و"بن غفير" ، بسبب 
القضايا المرفوعة ضد الوزيرين الإسرائيليين بشأن دورهما في توسيع المستوطنات بالضفة الغربية ، و المحكمة تدرس ما إذا كان "سموتريتش" و"بن غفير" قد ارتكبا جرائم حرب و تحقق مع مسؤولين إسرائيليين آخرين بشأن دورهم في توسيع المستوطنات (  وورد ستريت جورنال - 28 / 5 / 2025 )
هذا البعد القانوني ضروري لبقاء القضية الفلسطينية في تفاصيلها المصيرية و العادلة، حاضرة في أذهان أحرار العالم .
و من غرائب السياسة الإسرائيلية الإستعجال في عدم الوفاء رغم كثرة العهود و المواثيق طوال فترة الحرب على غزة .
ويتكوف، المبعوث الأميركي يعلن قرب تقديم اقتراح جديد لوقف إطلاق النار في "غزة" وإطلاق سراح الرهائن، معربًا عن تفاؤله بحل طويل الأمد .
ما لدى أميركا غير ما عند إسرائيل و هي تقول :  "ويتكوفنا " مختلف عن " ويتكوفكم " ، لذا تنفي وجود أي اتفاق وتحذر من حرب نفسية، بينما "حماس" تدعي تحقيق تقدم في المفاوضات  . (  صحيفة يديعوت أحرونوت - 29 / 5 / 2025 ) 
لا نعرف أي ويتكوف هذا الذي يقول بأن : إسرائيل وافقت على اقتراح صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة  . 
و الاتفاق المقترح يشمل إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء ونصف جثامين الرهائن القتلى ، و من ثم وقف إطلاق النار سيمهد لمفاوضات جدية لإيجاد مسار نحو وقف دائم لإطلاق النار .

زعزعة.. الأمن !

هناك صفقة على الطاولة وعلى "حماس" أن تقبلها ، و ما سمعته حتى الآن من "حماس" كان مخيبًا للآمال وغير مقبول على الإطلاق (  أكسيوس  - 26 / 5 / 2025 )
مبعوث السلام منقسم على نفسه، و في حيرة في أمره و غير مدرك للحقائق التي تسمل العين ، فحديثه في إسرائيل أمر و مع الوسطاء " خمر " كما تقول العرب في أمثالها الحكيمة ؟!
هناك إجماع عالمي على أن الحل الواقعي و الأمثل لوقف الحروب التي تتوسطها الصراعات الدامية للقلب و للجسد الفلسطيني منذ أكثر من سبعة عقود ، دولة فلسطينية مستقلة لا تختلف في طبيعتها عن أي دولة استقلت بشأنها في التاريخ المعاصر أو الحديث .
و في فترة الحرب"  اللامتناظرة " في غزة خرج ماكرون عن الصندوق الأوروبي ليؤكد على أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي". ويشق "ماكرون" طريقًا وعرًا نحو هذا الاعتراف، في وقت تستعد فيه فرنسا والسعودية لاستضافة مؤتمر للأمم المتحدة من 17 إلى 20 يونيو، يهدف  لرسم معالم خارطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية، مع ضمان أمن إسرائيل (  فرانس 24 - 30 / 5 / 2025 )
ألا تبحث إسرائيل عن الأمن ، ألا تعيش فرَقا  من التأسيس عبر ولادة قيصرية ، هاجسا وجوديا ، فهل حربها الحالية أهدتها  سبل السلام أم  أدخلتها  مغارات و ملاجئ تحت الأرض طوال هذه الفترة  الطويلة من زمن " اللاأمن " ؟!
إسرائيل لا تريد هذا العرض الذي فيه " ضمان الأمن " ، لأنها تعتبر نفسها صمام الأمان في المنطقة، بل هي ترنوا إلى أكثر من ذلك خلال الخارطة التي عرضها " نتنياهو " في الأمم المتحدة، العام 2024 ، قضم المزيد من الأراضي في فلسطين أولا و من ثم الإنتقال إلى لبنان و سوريا و الأردن و غيرها من البلدان العربية الأخرى ، لذا تمارس دور زعزعة الأمن في مختلف دول المنطقة، تحت ذريعة زعمها الحفاظ على أمنها المستباح  ؟!

حرب بمسارين!

تمضي إسرائيل في مسارين مختلفين في حرب غزة ، الأول نجده عند الجيش الإسرائيلي يستدعي كافة ألوية المشاة
والمدرعات إلى "الهجوم البري ، و المسار الآخر، هناك إجماع داخل الأجهزة الأمنية في إسرائيل حول إمكانية التوصل إلى صفقة مع "حماس"، بالرغم من سحب "نتنياهو" الوفد المفاوض من "الدوحة"  . (  تايمز أوف إسرائيل و آي 24 نيوز - 24 / 5 / 2025 ) 
الأرض تحترق في غزة ، دون أي اختراق في سير المفاوضات ، في كل لقاء تفاوضي هناك حجر عثرة إسرائيلية ، و في كل يوم هناك معدل 100 شهيد يدفعون ثمن تلك المفاوضات غير المتناهية ؟! 
الداخل الإسرائيلي مدرك تماما ، بأن سبل التخلص من حكومة نتنياهو لابد و أن تمر عبر محاكمته على جرائم الفساد مع زوجته ، إضافة إلى مستجدات " قطر جيت "  ، يبدو أنه كلما طال أمد الحرب في غزة ، طالت نتنياهو ملفات أخرى .
و هنا شبه إجماع لدى المجتمع الإسرائيلي بأن سبب استمرار نتنياهو في الحكم يعود بشكل مباشر إلى عدم توقف الحرب و إن توقف اطلاق النار لأشهر معدودة ؟! 
هذه الحلقة المفرغة لن تنتهي قبل عام من الآن و الخبر اليقين من أروقة المحاكم الإسرائيلية .
" نتنياهو" يبدأ الثلاثاء الموافق 3 /6 / 2025 , الجزء الأهم من محاكمته ولن يسمح له بالتحدث لمحاميه خلال الاستجواب
و سيُجبَر خلال محاكمته على الإجابة عن أسئلة صعبة في عملية قد تستغرق عامًا كاملًا (الجزيرة  ، القناة 13 الإسرائيلية - 31 / 5 / 2025 ) 
هذا الوضع يعطي " نتنياهو " مساحة كافية للإستمرار في حربه حتى سنة 2026 بكل أريحية ، و دون عوائق سياسية من خصومه السياسيين و حلفائه الغربيين . 
فيما العالم مشغول و غارق في تفاصيل المفاوضات و سيل المقترحات المملة ، بسبب المماطلة المتعمدة من قبل " نتنياهو " فحسب .

قتلا .. طوابير الإنسانية ؟!

حماس تقترح تسليم 4 رهائن فقط في اليوم الأول من الاتفاق
و على 3 دفعات تمتد 60 يومًا .
و هذا المقترح لا زال  في المهد ، حتى تقبله إسرائيل ، يكون آلاف الشهداء أخذوا طريقهم إلى اللحد ؟!
" نتنياهو " لا ينتظر الإنتهاء من تسليم الرهائن ، دون أن  يدفع المستوطنيين لممارسة رياضتهم اليومية في الاعتداء على سكان الضفة الغربية المحتلة 
قوات الاحتلال تقتحم مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية
و مستوطنون يعتدون على فلسطينيين بمنطقة الطفوف في بلدة سعير شمال الخليل بالضفة الغربية  . (  العربية ، القناة 13 الإسرائيلية  و الجزيرة - 31 / 5 / 2025 ) 
سجال ثلاثي الأضلاع حول المفاوضات الجارية على قدم معطوب و ساق معكوفة بين إسرائيل و ويتكوف ، و " حماس ، هذا الإلتفاف السياسي الثلاثي الأبعاد لم يسفر حتى اللحظة عن أي تقدم ملموس لإنهاء الحرب و ليس وقف مؤقت للنار ؟! 
يقول ويتكوف، المبعوث  الأميركي للشرق الأوسط : رد "حماس" على المقترح الأميركي غير مقبول على الإطلاق و"يعيدنا إلى الوراء"، وعليها قبول مقترح الإطار الذي طرحته الولايات المتحدة كأساس لمحادثات التقارب و"التي يمكننا بدؤها فورًا الأسبوع المقبل" . 
و هي الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، والذي بموجبه يعود نصف الرهائن الأحياء ونصف المتوفين إلى عائلاتهم . (  رويترز - 1 / 6 / 2025 ) 
تعيش غزة مرحلة إبادة جديدة ، و تتعلق بالسكان المهرولين لسد الرمق في المكان الذي حددته إسرائيل، كي تصطادهم و تمعن في قتلهم .
مصادر فلسطينية  تقول بأن : آليات إسرائيلية تطلق النار وتقتل 22 فلسطينيًا كانوا ينتظرون المساعدات غربي رفح ( الشرق - 1 / 6 / 2025 )

الطريد .. الصياد ؟!

أما النتيجة التي توصلت إليها إسرائيل هي  أن الحكومة تدرس تغييرات محتملة في المساعدات الإنسانية إلى غزة  ، ( هيئة البث الإسرائيلية - 1 / 6 / 2025 ) 
و الأدهى والأمر في موقف القاتل الإسرائيلي في الميدان يقول بكل وقاحة : لا معلومات عن وقوع إصابات برصاص قواتنا داخل مركز لتوزيع المساعدات بغزة والأمر قيد التحقيق  . ( الجيش الإسرائيلي - 1 / 6 / 2025 ) 
أما القاطنين في ركام و رماد غزة الذين يحترقون يقولون بأن: 
الاحتلال ارتكب مجزرة وحشية باستهدافه آلاف المواطنين الذين توجهوا لمراكز توزيع مساعدات غرب رفح ( حماس - 1 / 6 / 2025 ) 
كلما تقدمت " حماس " مع الوسطاء خطوة ، جرّت إسرائيل رجليها إلى الخلف خطوات تعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر ، 
فهي تقول نحن مستعدون للشروع الفوري في جولة مفاوضات غير مباشرة للوصول إلى اتفاق بشأن نقاط الخلاف .
وهدف المفاوضات "تأمين إغاثة الشعب الفلسطيني وإنهاء المأساة الإنسانية وصولًا إلى وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية"  . (  سكاي نيوز عربية - 2 / 6 / 2025 ) 
إليكم أسلوب الرد الإسرائيلي على خطوة " حماس "  ، عبارة عن 
حجم انفجارات غير عادي في شمال قطاع "غزة" ، و الجيش يفجر عددًا كبيرًا من البنى التحتية داخل الأراضي الفلسطينية و دوي هذه الانفجارات المتتالية في "غزة" يُسمع في أنحاء "النقب" ونوافذ المنازل تهتز من شدتها . ( سكاي نيوز عربية ، موقع اللا  الإسرائيلي 2 / 6 / 2025 ) 
مفاوضات جارية في أنهار من دماء الأبرياء، تجري في كل أودية العالم، و لا من مغيث و لا قوة على وجه الأرض تقف أمام نتنياهو الذي تسميه الصحافة في إسرائيل " الطريد المطلوب للعدالة الداخلية و الدولية ، و قد تحول إلى " صياد " يعيث و يلغ في بركة من دماء الأطفال الرضع ، و آخرهم تسعة لأم واحدة و هي طبية تداوي جروح الآخرين و قتلاها لا دواء لهم عند هذا " الطريد " الذي لا تطاله يد أي قانون  بالمطلق ، بل الغريب أنه المقيِّد له  . ؟!

زلزال الأقصى .. هزات ارتدادية!

طوفان الأقصى ، أو حرب الإبادة الجماعية في غزة ، أحدثت هزات ارتدادية في الغرب على مستوى القول و الفعل ، أي بمعنى الدفاع عن الحق الفلسطيني في حياة آمنة و كريمة  ،  انتقاد و رفض ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات و ممارسات عنصرية و وحشية بلا قيد ولا حدود ؟! 
هجوم بـ"قنابل مولوتوف" على مسيرة مؤيدة لإسرائيل بمدينة "بولدر"، في ولاية "كولورادو"
تقارير أولية عن إصابة ما لا يقل عن 5 أشخاص في الهجوم ، و شرطة مدينة "بولدر" تخلي عددًا من المباني وتُعلن إلقاء القبض على المشتبه به  ( إذاعة كولورادو العامة - 2 / 6 / 2025 )
و لن تتوقف هذه الموجات ما دامت الحرب مستمرة ، و أميركا معنية من دون العالمين لفعل شيء يدخلها عالم الإنسانية، بعيدة عن إرهاصات السياسة الدولية، فهي قادرة على هذا الفعل و تقول لإسرائيل :  إلى هنا و كفا ؟!
مثل تلك الحوادث غير متناهية سواء في أميركا أو غيرها من الدول.
و من ذلك اعتقال مواطن أميركي حاول إلقاء قنبلة على مكتب سفارة "واشنطن" في "تل أبيب" و هو متهم أيضًا بتهديد حياة أميركيين والتهديد باغتيال "ترامب" ، و سوف يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 20 عامًا في حال إدانته ( وزارة العدل الأميركية - 25 / 5 / 2025 ) 
و قبل ذلك بأيام  ، نقلًا عن مصادر أمنية: قتل شخصان في إطلاق نار قرب المتحف اليهودي في العاصمة واشنطن ، أحدهما 
موظف بالسفارة الإسرائيلية ( إيه بي سي نيوز - 22 / 5 / 2025 )
بما أن السفارات و المؤسسات الديبلوماسية ليست ميادين عسكرية، فإن الدول المحبة للسلام ، تستنكر مثل تلك الأعمال و إن رفع مرتكبها شعار " فلسطين حرة  " ، إذا لم يستطع أهل الشأن تحريرها، فالذئاب المنفردة لن تستطيع، بل تزيد الأمر سوءا .

جرائم فردية.. إضرار بالتحرير!

و من هذا المنطلق دولة الإمارات تدين مقتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن ( وام - 22 / 5 / 2025 ) 
هذه الجرائم الفردية قد تضر ملايين المسلمين من   الأميركان و غيرهم من العرب و المسلمين الذين هاجروا إلى تلك القارة بحثا عن الأمان و سعيا للزرق مع تحقيق أحلام المستقبل من رفعة المكانة المرموقة في الغربة . 
نقول بأن أميركا مهما كانت لصيقة بإسرائيل، و هي بالنسبة لها البوابة الخلفية لها في منطقة الشرق الاوسط، و ليس إلا، و إسرائيل تدرك ذلك تماما، و لو وجدت أميركا من يملأ هذا الفراغ و إن كانت إيران على سبيل المثال فلن تتردد لحظة في سياق أميركا أولا و لست إسرائيل بالطبع!
بناء على ذلك، أقالت إدارة "ترامب" في الأيام الأخيرة 3 مسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، يُعتبرون مؤيدين جدًا لإسرائيل ، و جاءت هذه الخطوة على خلفية خلافات بين "ترامب" و"نتنياهو" بشأن إيران وقطاع "غزة" ، و تتمحور هذه الخلافات حول رغبة إسرائيل في شن هجوم "منفرد" على إيران، حتى لو كان ذلك من دون موافقة "واشنطن"، وكذلك استمرار الحرب في "غزة"( سكاي نيوز عربية، صحيفة يديعوت أحرونوت - 3 / 6 / 2025 ) 
لا نعرف السر الكامن وراء تجاهل إسرائيل لمطالب أميركا في غزة ، بتمادي رئيس الأركان الإسرائيلي في "توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة إلى مناطق إضافية" . ( يديعوت أحرونوت - 2 / 6 / 2025 )
بعد تهجير سكان غزة إلى الجنوب و بمساحة 20% من المساحة الكلية للقطاع، و حشر قرابة 2 مليون نسمة في تلك الزاوية الضيقة، من أين تأتي المناطق الإضافية لاستمرار العملية العسكرية؟! 
نتيجة هذا الصراع مع حراك للسكان يمنع و يسرة طوال فترة الحرب التي جاوزت ال 600 يوم 
" حماس" فقدت السيطرة الأمنية على "غزة"، وجماعات متطرفة بدأت تستعيد صفوفها وتضم عناصر جديدة، في ظل غياب منظومة "حماس" الأمنية .(  العربية - 2 / 6 / 2025  ) 
ما مصلحة إسرائيل أن تتحول غزة إلى منطقة تسودها الفوضى و التطرف، و ما النتائج السلبية المتوقعة من ذلك الوضع المستجد على الساحة التي تعاني من حرب ضروس لم يشهدها التاريخ المعاصر منذ قرابة القرن و في الماضي البعيد منذ خمسة قرون أثناء محاكم التفتيش بالأندلس  إسبانيا .
انطلق أول هاجس القلق من عقاله عندما أبلغت مصادر أمنية عائلات الرهائن  ، بأنه في حال انهيار "حماس" سيقع الرهائن بأيدي مليشيات مسلحة ، حيث 
أكدت ضرورة الضغط للتوصل إلى اتفاق قبل فوات الأوان طالما أن المختطفين بيد "حماس"  . ( الجزيرة، يديعوت أحرونوت - 3 / 6 / 2025 )
في هذا السياق المربك ، يظهر جليا عدم تلاقي خطوط الاتصال و التوافق بين المستوى الأمني و السياسي، فما نراه من عدم اكتراث الحكومة بأوضاع الرهائن التي يعتبرهم نتنياهو ثمنا لبقاء إسرائيل و لو ذهبوا كلهم إلى مصيرهم بيد الجيش الإسرائيلي ، و قد حدث ذلك مرارا خلال فترة الحرب المبيدة لكل متحرك في غزة؟! 
الوسطاء في سباق مع الزمن، و إسرائيل بالمقابل تمشي كالسلحفاة نحو الهدف الغامض أو المجهول، كل يوم على غزة ، تدفع ثمنا باهظا من دماء الشهداء .
هذا بيان مصري-قطري بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة  : نواصل جهودنا لتقريب وجهات النظر وتذليل الخلافات للتوصل لاتفاق بغزة بناء على مقترح "ويتكوف" ، و نتطلع للتوصل لهدنة 60 يومًا تؤدي لاتفاق لوقف إطلاق نار دائم بغزة يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية (  الخارجية القطرية - 1 / 6 / 2025 )

الغطرسة.. و العجرفة!

من ناحية أخرى عقد مؤتمر صحفي للجنة الوزارية العربية الإسلامية في "عمّان" لبحث سبل وقف الحرب في غزة حيث أدلى المشاركين بما يلي : 
وزير الخارجية الأردني قال بأن 
اللجنة تعمل على حشد الجهود لدعم القضية الفلسطينية ، 
و أكدت ضرورة إطلاق تحرك حقيقي لتجسيد دولة فلسطينية ذات سيادة .
أما وزير الخارجية السعودي صرح بأن رفض إسرائيل زيارة وفد اللجنة إلى رام الله يؤكد تطرفها ، و السلطة الفلسطينية مستمرة في القيام بواجباتها و من يرى أن حل الدولتين هو الخيار عليه الاعتراف بدولة فلسطين . 
و قال وزير الخارجية المصري: بحثنا التحضير لعقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة ومستقبل القطاع ، و أما رفض إسرائيل زيارة الوفد دليل جديد على الغطرسة والعجرفة ورفض جهود السلام (  الحدث - 1 / 6 / 2025 )
ليس لدى إسرائيل أدنى  استعداد لقبول أي شكل للتعاون من أجل التوصل لإيقاف الحرب في غزة ، و اللجنة المعنية ماضية في مساعيها في تحقيق السلام و الذهاب إلى ضرورة الإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة التي عليها التعويل لحل الصراع بالطرق السلمية و المزيد من الديبلوماسية بدل الخوض في حروب متواصلة لا تصل إلى أي مبتغى غير ما نرى نموذجه في غزة . ؟!
فجأة اسرائيل تهرول إلى " قطر " التي سمتها ب " العدوة " ، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي أجرى "اتصالًا استثنائيًا" مع وزير الخارجية القطري، بضغط مباشر من "ويتكوف"؛ لكسر حالة الجمود بمفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة  . ( الأناضول - 4 / 6 / 2025 ) 
و في هذا السياق مجموعة الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، تطالب التصويت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال جلسة مرتقبة اليوم الأربعاء ( الشرق - 4 / 6 / 2025 ) 
و هو مطلب " حماس "المتكرر طوال الفترة الماضية و السارية من الحرب الدائرة حتى اللحظة الراهنة بلا توقف ، لا يمكن أن نوافق على أي اتفاق لا يضمن وقف الحرب في غزة . ( سكاي نيوز عربية -4 / 6 / 2025 )

حقيقة.. قاسية

ننهي الجولة حول هذه الحرب الشرسة بكل المقاييس التي تحكم علاقات الدول ، فضلا عن غيرها من صنوف المقاومة التي تهدف إلى تحرير أي بلد من نير الاحتلال ، 
ولنا مقولة في العقلنة السياسية سطرها الدكتور أنور قرقاش عبر منصة إكس قوله : " بدء الحرب أسهل من إنهائها. من غزة إلى أوكرانيا إلى السودان، يُعلّمنا التاريخ هذه الحقيقة القاسية، لكن العالم نادرًا ما يتعلم ( 2 / 6 / 2025 )