باور بريس

" نحن دهب في أماكننا" ... رسالة لكل فتاة مصرية

حين تنطق الجدارية: حكاية فتاة من الجنوب كتبتها ملامحها

اسراء مصطفي
اسراء مصطفي

لم تكن صورة الفتاة التي تصدّرت إحدى الجداريات في شوارع أسوان مجرد عمل فني بل كانت بداية لحكاية إنسانية تُشبه آلاف الحكايات التي تبدأ من الجنوب وتشق طريقها نحو الحلم.

"ملامحك مصرية جدًّا منحوتة وفيها روح المرأة الصعيدية" بهذه الكلمات خاطبتها الفنانة التشكيلية مها جميل قبل نحو تسعة أشهر حين كانت تعمل على مشروع فني وسياحي كبير تابع لمحافظة أسوان تحت اسم "دهب أسوان" والذي يهدف إلى تحسين الهوية البصرية للمحافظة عبر إبراز الوجوه الحقيقية لناسها.

تم اختيار صورة إسراء مصطفى لتكون ممثّلة للمرأة المصرية الأصيلة لتوضع على جدارية ضخمة تتوسط أحد الميادين وبدأ الناس يتساءلون: "من تكون هذه الفتاة؟" وعندما عرفوا قصتها، تغيّرت نظرتهم للجدارية فلم يعودوا يرون ملامح جميلة فقط بل باتوا يرون قصة كفاح وإصرار وطموح صادق تمثّل رحلة آلاف الفتيات في مصر.

تقول إسراء: "الصورة كانت من أجمل الأشياء التي حدثت لي لأنها لم تكن تجميلًا خارجيًّا بل تعبيرًا عن حكاية حقيقية شعرت أن الوجوه يمكن أن تكون رسائل وأنني حين ظهرت على الجدار كنت أمثّل كل بنت تؤمن بنفسها وتسعى لتحقيق حلمها".

من هي إسراء مصطفى؟
إسراء شابة مصرية من محافظة أسوان درست إدارة الأعمال وحصلت على درجة الماجستير في التسويق عملت لسنوات في مجال الأدوية قبل أن تقرر الانتقال إلى القاهرة منذ عام ونصف بحثًا عن فرصة حقيقية في مجال الإعلام وهو الحلم الذي لطالما راودها منذ الطفولة.

شاركت في برنامج "الدوم" ضمن فئة التقديم التلفزيوني والذي كان نقطة تحوّل فارقة في مشوارها حيث كان أول احتكاك حقيقي لها بعالم الإعلام، ومن خلاله قررت أن تبدأ تغيير مسارها المهني بالكامل ومنذ أسابيع فقط بدأت رسميًّا رحلتها الجديدة في الإعلام كمقدمة برامج اجتماعية.

وعن تكريمها من الدولة، تقول:

"تم تكريمي من قِبل وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي كواحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في صعيد مصر وكان ذلك شرفًا كبيرًا بالنسبة لي وشعرت حينها أن كل خطوة وتعب بذلته قد قُدّر وأن رسالتي بدأت تصل".

لم يقتصر نشاط إسراء على الإعلام فقط، فهي أيضًا رحالة منفردة سافرت إلى 22 دولة حول العالم وكانت في كل تجربة تنظر إلى العالم بعين مصرية، وتحكي عنه بطريقتها الخاصة هذا الشغف بالسفر والمعرفة ألهمها لتقديم محتوى رقمي متنوع يُسلّط الضوء على جمال مصر خاصة في مدنها السياحية وتاريخها الغني بأسلوب قصصي بسيط ومؤثر.

حاليًّا تعمل إسراء على سلسلة وثائقية قصيرة عن معالم القاهرة كما تولي اهتمامًا خاصًّا لأسوان مدينتها الأولى التي تصفها بأنها "قطعة من القلب" وتسعى من خلالها لإيصال جمال مصر الحقيقي إلى العالم.

وعن تمثيلها للفتاة المصرية خصوصًا من الجنوب، تقول:

"أنا أعبّر عن الفتاة التي لا تنتظر الفرصة بل تخلقها الفتاة الطموحة المتعلّمة الشجاعة المرتبطة بجذورها والتي ترى أن الأصالة لا تتعارض مع الحلم وأنها تستطيع أن تظل متمسكة بهويتها وفي الوقت نفسه تطل على العالم بثقة".

أما عن الرسالة التي ترغب أن تصل من خلال صورتها، فتقول:

"خلف تلك الصورة، تقف قصة طويلة من التحديات والسفر والدراسة والعمل أردت أن تصل رسالة مفادها أن كل فتاة يمكنها أن تبدأ بخطوة صغيرة وتحدث فرقًا ليس هناك مستحيل فقط إيمان بالنفس واعتزاز بالأصل وإصرار على الاستمرار كوني فخورة بنفسك وبمكانك وبلهجتك… وكلّنا نستطيع أن نكون دهب في أماكننا."