باور بريس

دكتور عبد الله العوضي يكتب:إسرائيل “ الأسد الصاعد " .. إيران " يا علي " ؟!

باور بريس

 


كيف بدأت إسرائيل الحرب على إيران؟!
ذهب  " نتيناهو " أولا و قبل كل شيء للصلاة عند حائط المبكى ، و من ثم كتب ورقة فيها عبارة من " التوراة " استل منها شعار الحرب " الأسد الصاعد " ، ثم غرسها في جدار حائط المبكى ، هكذا بدأها حرب دينية لا سياسية ؟! 
و بعد انتهاء الحرب، أيضا عاد للصلاة معبرا عن انتصاره على إيران ، و كذلك وضع بين شقوق جدار حائط المبكى ورقة توراتية أخرى يعبر فيها استيقاظ هذا الأسد  .
أما إيران فقد بدأت ردها تحت هتافات " يا علي " ، و  ليس " يا الله أو الله أكبر " 
ما هو العامل المشترك بين أميركا وإيران و إسرائيل ، الثلاثة دول مصنوعة لا امتداد لها في التاريخ الغابر و العتيق .
بريطانيا صنعت أميركا من لفيف الأرض ، قبل اسرائيل لقرابة قرنين ، و قامت بصناعة إسرائيل بعد عن طريق " الكتاب الأبيض " و " وعد بلفور " ثم معاهدة " سايكس بيكو " ، حيث كان المستشار الفارسي حاضرا في قلب تلك المؤامرات و كافة المؤتمرات التي عقد من تجويد غرس إسرائيل في قلب الوطن العربي المقسم و المنقسم على نفسه، بكسور رياضية يصعب حل ألغازها و لا فك معادلتها الغامضة حتى الآن .
و من بعد ذلك أتت أميركا لصناعة " دولة إيران " بأطوارها الثلاثة " الصفوية و البهلوية أو الشاهنشاهية و الخمينية " المستمرة لأكثر من الفترتين السابقتين .

الأضلاع الثلاثة!

لا بد أن ندرك ، بأن هذه الأضلاع الثلاثة، يحققون مصالح بعضهم بكل دقة، و قوة تماسكها تعود لحجم المصالح المتبادلة بينهم ، و قد يوحى إلينا بأن أضلاع هذا المثلث تضعف في بعض الأحيان نتيجة ظهور التلاسن السياسي بين الدول الثلاث في ذات الوقت، حتى نشعر بأنهم أشد عداوة ، و لا يمكن أن يحدث  أي لقاء بينها  ، و هم يلتقون  منذ أكثر من أربعة عقود بصورة مباشرة في أماكن مختلفة و بصورة غير مباشرة عبر الوسطاء المُعلن عنها في كافة وسائل الإعلام  .
الآن نصل إلى معادلة سياسية واضحة، بعد مراوغة سقطت أقنعتها في الحرب الظاهريّة بين إسرائيل و إيران التي لم  تطلق رصاصة واحدة على جندي إسرائيلي عندما كان " سليماني " يشرب كأسا من الشاي الثقيل في الجولان و مع ذلك ضحى به النظام الحاكم في إيران مثله و مثل القرابين الذين سقطوا ضحايا وقوع الهيليكوبتر ، و قد رد " خامنئي على ذلك في حينه عندما أرسل بعض الصواريخ التي لم تسقط طيرا من السماء : إننا استطعنا قرص أذن إسرائيل ؟!
لماذا لم تبادر إيران للدفاع عن رئيسها في الوقت المناسب، حتى داهمتها إسرائيل في طهران ؟!
هل وعت إيران اليوم الدرس كيف رتبت إسرائيل هذه الحرب ، منذ أول يوم من موافقتها على اجتماعات " النووي " الذي لم يسعفها في يوم الكريهة ؟!

" الخداع .. المزدوج " ؟!

" نتنياهو " خدع كل وسائل الإعلام بأساليبه الملتوية في نشر ما يرى و منع ما يشاء عن طريق الرقابة العسكرية الصارمة . 
لقد افتعل مظلة لحفل زفاف نجله ، و أشعر المجتمع  الدولي، بأنه مشغول عن إيران في أولوية توفير ضرورات الحياة العائلية لأسرته . 
إضافة إلى لقائه مع المبعوث الأميركي قبل ليلة من توجيه الضربات لإيران الغافلة عن هذا المصير المؤسف أم وصل الدخان إليها و لم تبال ؟!  
و الذي أيقن عدم المساس بإيران هو تصريح هذا المبعوث الأميركي في نبرة تفاؤل عالية عن المحادثات النووية الجارية عبر الوسطاء، و هو ينظر إلى الطائرات الإسرائيلية و هي في أتم الجاهزية للعملية التي بدأت بعد ساعات من مغادرة المبعوث الأميركي و كأنه أشعل أمام " نتنياهو " الضوء الأخضر للمضي قدما فيما تم التخطيط له منذ شهور كانت إيران غارقة في عسل المباحثات النووية، و في ذات الوقت كانت إسرائيل جادة في الهجوم المباغت داخل العمق الإيراني بعدما فُتِحت  لها أجواء السماء ؟! 
أصبح من بدهيات السياسة المعروفة سلفا بين الربيبة و أميركا، أن اسرائيل لا يمكنها التحرك عسكريا خارج نطاقها دون إذن مسبق من ولي نعمتها و حامي حماها منذ عقود ؟! 
أميركا ذاتها ليست على مسافة بعيدة عن خوض هذه المواجهة مع طهران ، ظهيرا لربيبتها ، و هو ما أكد عليه وزير الدفاع الأميركي بأن : الولايات المتحدة مستعدة لأي سيناريو مع إيران، ومصممة على منعها من الحصول على سلاح نووي ، مشيرا إلى أن بلاده تعمل على ضمان السلام في المنطقة دون الالتزام بضرب إيران أو استبعاد ذلك . (  قناة الشرق- 13 / 6 / 2025 )

السلام.. الضحية؟!

أخيرا أصبح " السلام " هو الضحية و الشماعة مع سيل من الشماتة التي تحوم حول تحقيقه ؟!
تخيل من يمكن أن يسمع صوتا للسلام عاليا ، بين أصوات الصواريخ الباليستية و المسيرات مدوية ؟! 
البيت الأبيض : إسرائيل قامت بإجراء منفرد ضد إيران " ( العربية- 13 / 6 / 2025 ) 
لماذا تترك أميركا المجال لإسرائيل بأن تصبح " ذئبا " منفردا ، و هي التي تحارب " الذئاب المنفردة في أزقتها بدعوى محاربة الإرهاب و التطرف ؟! 
إيران التي مدت نفوذها نحو الخارج و صدرت ثورتها أينما اشتهت في لبنان و اليمن و سوريا و العراق، جاء الوقت لكي تقف عند حجمها الطبيعي، و تخرج من حالة الثوران إلى وضع الدولة العادية ! 
متى يتعلم العالم بأن " الاقتصاد سياسة " منقذة للجميع، و السياسة متعبة لمن يريد انقاذ الاقتصاد من حمولات السياسة.
النفط هنا مظلوم ، هذه السلعة الإنسانية التي يتدفق منه يوميا قرابة مائة مليون برميل يراد له الانتحار و سط هذا الدمار الخارج عن نطاق أي عقل حصيف أو بصيرة مبصرة و لا أذن واعية لما يحاك لهذه المنطقة من سيناريوهات سياسية تدمر اقتصاد الدول قبل كل شيء، و ساعتئذ ليس هناك حاجة للحروب ، فأي دولة بلا اقتصاد و لا مشاريع تنموية ، فاشلة بامتياز ، و هو أحد أهداف الحروب في أي عصر اشتعلت ؟!

مسح " إسرائيل " كيف ؟!

منذ أول يوم من اندلاع حرب  كسر العظام بين إسرائيل و إيران ، يتكرر سؤال يومي أيضا عن مشاركة أميركا المباشر مع ربيبتها أم لا ؟!
الإجابات الواضحة و هي غير مؤكدة و متوقعة و قابلة للتحقيق، بين " اللاء و اللعم و قد ؟! و على المتابع وضع الإجابة الصحيحة في الخانة السليمة ! 
إذا كانت أميركا جادة في إيقاف هذه الحرب التي تقتل الإستقرار في المنطقة و لا تجلب نماءً و لا أمانا و لا تنمية مستدامة، بل العكس، العودة إلى الوراء لعقود !
هل تستطيع إدارة ترامب وقف الشحنات العسكرية من كافة أنواع أسلحة الدمار الشامل و معها بريطانيا و المانيا و فرنسا، و هي القادرة يقينا سياسيا على فعل ذلك و قامت بذلك من قبل . 
منذ " ثورة الخميني " و " ثائرة خامنئي " ، كانت  طهران تغذي بركان "الثورات  " التي لم تخمد بعد ، ب " الوقود النووي " و جعلت إيران بعد تصدير " الثورة " إلى كل مكان طالت ذراعها ، من " النووي " فرس الرهان لعقود لم تحصل على مبتغاها حتى تاريخ ( 12 / 6 / 2025 ) الذي أكملت فيه مهلة الستين يوما من طرف المجتمع الدولي، حتى ثار " بركان " إسرائيل في طهران في اليوم التالي لانتهاء المهلة المحددة دوليا؟! 
إيران " أحمدي نجاد " الطالب الذي قام باحتلال السفارة الأميركية في طهران، لم يستطع مسح إسرائيل من الخارطة لفترتين رئاسيتين، و هو شعار حكمه الذي ألهى به دهماء المسلمين في العالم !

" رأس الأفعى " !

بعد مضي أيام من هذه الحرب المنكرة من قِبل عقلاء العالم و محبي السلام، تخشى " طهران " مسحها من خارطة النفوذ ؟! 
و سقوط الرهان على " الحصان النووي " الذي تتعرض فيه إيران الدولة و عمق الحضارة الفارسية للدمار الحقيقي ؟!
هل تستحق إيران الدولة العميقة " للسحق " من أجل عيون " النووي " ، أليس في كوريا الشمالية عبرة لأولي الأبصار ؟! 
قال وزير الدفاع الإسرائيلي إن بلاده تعاملت مع وكلاء إيران على مدار عام ونصف، لكنها تتعامل الآن مع «رأس الأفعى». 
تأتي الضربة في اليوم التالي لانتهاء مهلة الـ60 يومًا التي قال ترامب إنه سيمنحها لإيران للتوصل إلى اتفاق.
أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم الخميس الموافق 12 / 6 / 2025 , قرارًا يتهم إيران بعدم الامتثال لالتزاماتها بالضمانات النووية.
أعلن وزير الدفاع الإيراني، الأربعاء الموافق 11 / 6 / 2025 , تطوير صاروخ باليستي جديد برأس حربي يزن طنَّين. 
ربط محللون الضربة الإسرائيلية بتغير العقيدة النووية لإيران، في ظل تأكيد تقارير ظهور ملموسة على تحويل اليورانيوم إلى قدرات تسليحية. (  مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية- 13 / 6 / 2025 )

ترامب.. أبلغت مسبقا؟!

هل من الحكمة السياسية مشاركة أميركا في ضرب إيران مع ربيبتها ؟! 
بعض وسائل الإعلام الأجنية ذكرت الآتي : لم تتعرض المواقع النووية الإيرانية في "فردو" و"أصفهان" لـ الضربات الإسرائيلية، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية (  " لو دوفيني  " الفرنسية- 13 / 6 / 2025 )
و عندما باشرت أميركا و جازفت في الدخول مع إسرائيل  لضرب إيران ، حامت أيضا شكوك حول تدمير منشأة فوردو ، عن خبراء قولهم إن منشأة "فوردو" لا يمكن تدميرها بالقنابل الأميركية الخارقة للتحصينات، مضيفين أن هذه المنشأة موقع محصَّن لا يمكن تدميره إلا بأسلحة نووية أو قوات برية تفجره ( مجلة " الإيكونومست - 22 / 6 / 2025 ) 
و من المهم بمكان ، هذا الإعتراف الأميركي الذي كثر جدال المحللين حوله ، أن ترامب قال : إنه "أُبلغ مسبقًا" بالضربات الإسرائيلية، مؤكدًا أن "طهران لا يمكنها امتلاك قنبلة نووية"، معربًا عن أمله في عودة المفاوضات للأضواء ( فوكس نيوز- 13 / 6 / 2025 ) 
ترى ما هي الرسائل التي تريد إسرائيل إيصالها من خلال هذه الضربة التي قيل بأنها كانت مخادعة لكل الأطراف المعنية ، و مباغتة لإيران التي توقعت أن تكون المحادثات النووية قارب نجاة من كل أزماتها السياسية والاقتصادية و الأمنية مع دول العالم و دول الجوار لم تكن استثناء في ذات الوقت .
فيما يعكِسُ التزامًا إسرائيليًا بالعقيدة الأمنية الإسرائيلية، نفّذت إسرائيل (13 يونيو 2025 ) ضربة جوية وصفتها بـ"الوقائية" داخل الأراضي الإيرانية .

" تعقيم .. التخصيب " ؟!

يُمكِن فهم ذلك بالنظر إلى عبارة نتنياهو"لا نستطيع ترك التهديدات للأجيال القادمة"، التي تُجسِّد البُعدين العقائدي والاستراتيجي لأركان العقيدة النووية الإسرائيلية، على النحو الآتي: اتِّباع إسرائيل نهجًا استباقيًا لمواجهة التهديدات وإضعاف القدرات العسكرية الإيرانية، وإرسال رسالة ردع واضحة، بأن إسرائيل لن تتسامح مع المخاطر الوجودية. 
استمرار التمسُّك بالنهج التقليدي تجاه التهديدات النووية، كما حصل عند استهداف إسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981، والمفاعل النووي بدير الزور السورية في 2007.
نقل المعركة إلى الداخل الإيراني من خلال استهداف القادة البارزين ومتخذي القرار ومنشآت التهديد النووي نفسها. ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 13 / 6 / 2025 ) 
الهدف من هذه الحرب الخاطفة " تعقيم التخصيب " و قطع نسله عن انتاج ذرية صالحة للتفجير النووي .
لكن النظام يمضي عكس اتجاه الأحداث بالتلويح عن اجرءات نووية تصعيدية، هذا ما صرح به المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني بأن : أعضاء اللجنة طالبوا، خلال اجتماع طارئ لبحث الهجوم الأميركي ، بانسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وأنه تقرر إدراج هذا المقترح على جدول أعمال البرلمان .

الطرفان .. منتصران؟!

وتبع ذلك مباشرة تحذير الترويكا لإيران ، حيث  صرّح مكتب رئيس الوزراء البريطاني بأن زعماء دول الترويكا الأوروبية يحثّون إيران على عدم اتخاذ أي إجراء قد يقوّض استقرار المنطقة، مؤكدين أنهم سيواصلون الجهود لنزع فتيل التوتر وضمان عدم اتساع رقعة الصراع  ( 22 / 6 / 2025 ) 
أول حرب في تاريخ الحروب المعاصرة، يخرج الطرفان منتصران " ؟!
الكل منتصر و منتشي ، و لكن الداخل الإسرائيلي لم يقر بالنصر ، بل بسيل من الأسئلة عن مفهوم النصر الذي يلفه الغموض و هو في معناه أوضح من ضوء الشمس في وضح النهار الذي يتصل  بالليل في و قت الحروب؟! 
أما الداخل الإيراني بعد زعم الانتصار، تفرغ النظام لتتبع " مرتزقة الكيان الصهيوني " ، و ترك العالم الخارجي يقرر له ما يريد منه فيما بعد؟! 
استمرار الجهود الأمنية , مقتل شخصين واعتقال أكثر من 50 آخرين وصفتهم بـ«مرتزقة الكيان الصهيوني» في جنوب "سيستان وبلوشستان"، موضحةً أن الاتهامات الموجّهة لهؤلاء الأشخاص هي نشر الفوضى وتنفيذ عمليات تخريب ضد البنية التحتية( وكالة تسنيم - 2 / 7 / 2025 ) 
و مضيا مع التصعيد النووي ،  أوقفت هيئة السلامة النووية الإيرانية قنوات الاتصال مع مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ما أدى إلى تراجع ملحوظ في التواصل بين الطرفين. في المقابل، أوعز الرئيس الإيراني، ببدء تنفيذ قانون تعليق التعاون مع الوكالة . ( بلومبيرغ - 2 / 7 / 2025 )

كشف .. الأوجاع ؟!

بعد تهدئة الأوضاع ، تنكشف ما بينها من الأوجاع ، أقرّ وزير الخارجية الإيراني، بتعرّض منشأة "فوردو" النووية لأضرار وصفها بـ"جسيمة وفادحة" نتيجة القصف الأميركي ، مُشيرًا إلى استمرار التقييمات الفنية لحجم الخسائر، كذلك أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية تضرّر المواقع النووية، ونفت وجود اتفاق وشيك على استئناف المفاوضات . ( قناة سي بي إس- 2 / 7 / 2025 ) 
و أيضا وجّه «عراقجي»، في اتصال هاتفي مع كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، انتقادًا إلى مواقف بعض الدول الأوروبية، دون تسميتها، لدعمها قرار مجلس محافظي الوكالة ضد إيران وتجاهلها القصف الإسرائيلي–الأميركي للمنشآت النووية، محذّرًا من أن "استمرار هذا النهج الهدّام سيُعقّد أي مسار دبلوماسي محتمل"
و من ناحية أخرى أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، عبر منصة "إكس"، استعداد الاتحاد للتوسط من أجل استئناف المفاوضات النووية "في أقرب وقت ممكن"، داعيةً إيران إلى استئناف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والامتناع عن التهديد بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي .
بالموازاة مع أوروبا ، هناك 
دعوة جادة و صادقة من مصر و عُمان للحل السلمي حيث دعا وزير الخارجية العُماني، خلال مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع نظيره المصري إلى حل الأزمة النووية عبر التفاوض ورفض استخدام القوة. فيما صرّح "عبد العاطي" بوجود تعليمات مباشرة من الرئيس "السيسي" لتعزيز الاتصالات مع سلطنة عُمان دعمًا لجهود التهدئة .

برلين .. " هجوم مدبر "

أما في إيران ، حيث بؤرة الصراع المؤلم الذي يتصاعد وتيرته ، مع ظهور
بوادر توتر دبلوماسي بين إيران وألمانيا ، لقد نفت طهران عقب استدعاء سفيرها في برلين، اتهامات بالتورّط في "هجوم مدبّر" على مؤسسات يهودية في العاصمة الألمانية، وذلك بعد توقيف شخص في الدنمارك يُشتبه بتلقيه أوامر من الاستخبارات الإيرانية لجمع معلومات عن مواقع وأفراد يهود في برلين ( 2 / 7 / 2025 )
هذا الجو الملبد لا يزال يشكل خطورة على الأمن الإقليمي أكثر من الدولي ، نظرا للقرب الجغرافي ،  فالاستقرار السياسي ضرورة ملحة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط.
هل يا ترى إيران ما بعد الحرب قادرة على فرض إرادتها على أميركا التي فاجأت العالم بمشاركتها في حرب إسرائيل ضدها؟! نأخذ المطالب من 
نائب وزير الخارجية الإيراني حيث قال بأن : الولايات المتحدة يجب أن تستبعد أي ضربات أخرى على إيران إذا كانت تريد استئناف المحادثات الدبلوماسية ، و 
إدارة ترامب أبلغت إيران عبر وسطاء أنها تريد العودة إلى المفاوضات هذا الأسبوع
يمكن لنا مناقشة مستوى التخصيب، لكن أن يُقال لنا يجب يكون لديكم صفر تخصيب، وإذا لم توافقوا سنقصفكم، هذا هو قانون الغاب .
رغم أن بعض الإيرانيين قد ينتقدون بعض تصرفات الحكومة، إلا أنهم سيتوحدون في مواجهة أي عدوان خارجي .

لا للحرب  .. بل حوار

حلفاء إيران العرب يبذلون قصارى جهدهم لتهيئة الأجواء اللازمة للحوار .
لا نريد حربًا.  بل نريد الحوار والدبلوماسية، لكن علينا أن نكون مستعدين، و أن نكون حذرين، حتى لا نفاجأ مرة أخرى . (  بي بي سي - 1 / 7 / 2025 ) 
هذا المشهد المقتضب، ينم عن عدة قضايا رئيسية غاية في الأهمية و الخطورة، منها العودة إلى الحرب في أي وقت ما دامت المفاوضات معلق مصيرها عند المرشد .
سنوات مضت على المحادثات و المفاوضات ، لم تقف حائلة دون الحرب ، و هل رأيتم حربا لا يمارس فيها قوانين الغاب  ، هل نسيت إيران حرب الثمانية سنوات مع العراق ، و ليس اثني عشر يوما مع إسرائيل و أميركا ؟!
علينا أن نبحث عن الفروقات السبع في حروب إيران من بواباتها و حدائقها الخلفية ، و حربها مع إسرائيل و أميركا؟! 
نحن هنا لا نستحضر التاريخ بمجرياته، بل نتدبر بصائره التي أصابها العمى في الحروب الحاضرة أمام المسرح العالمي ؟! 
لم يبلغ العالم حتى اللحظة الراهنة سن الرشد السياسي الذي يترك فيه مساحة للتعقل و الحكمة ، و خاصة مع الذين ضيعوا بوصلة التاريخ في حروبهم العبثية؟!
لو طبق على البشرية قانون الغاب أثناء الحروب لكان أرحم مما نراه اليوم على الهواء بلا مونتاج و لا مكياج و لا رتوش !
من قوانين الغاب ألا تضع الأفعى سمها إلا في من آذاها ، أما أفعى الإنسان ،  فإنها تلتف حول الجميع بلا تفرقة بين المسيء و غيره .

" قانون الغاب " .. أرحم ؟!

أما ملك الغابة ، فإنه لا يأكل فريسته إن لم يكن جائعا  ، و لا يقتل عدوه إن لم يهاجمه ، و أيضا رحمته تصل إلى الجنين في بطنها ، فلا يفترسها و إن كان جائعا ؟! 
الغابة يحكمها قانون الفطرة ، و لكن بعض عوالم البشر عند الحروب تنتكس فطرتهم الإنسانية ، فيرتكبون فضائع لا مثيل لها في عالم الحيوان ؟! 
عندما يجرد العقل من عقاله و يمنع الظل من ظلاله و يغذى الحليم بالحيرة لا بالبصيرة و يغلف الغموض السياسة و  العدالة بالضلالة و الحق بالمخاتلة يعيش 
العالم في هذه الحالة.
التدوال سنة الحياة أما التطاول على الضعفاء فهي سبة و عار على الحضارات الراقية التي ترفع راية الإنسانية أو تحتفظ بها لنفسها " المتضخمة ؟