باور بريس

عودة مصافي النفط المتوقفة في الصين تثير مخاوف من تخمة جديدة في السوق العالمية

باور بريس

أثار استئناف عدد من مصافي النفط المتوقفة في الصين نشاطها مجددًا، مخاوف من حدوث تخمة جديدة في سوق النفط العالمية، في وقت تشهد فيه البلاد ذروة استهلاك البنزين وتباطؤًا في الطلب على الديزل، بفعل التوسع في استخدام السيارات الكهربائية.

فقد استأنفت إحدى ثلاث مصافٍ صغيرة في إقليم شاندونغ – كانت قد أعلنت إفلاسها في عام 2024 – عملها بعد استحواذ شركة "ويفانغ هونغرون بتروكيميكال" عليها، حيث أعيد تشغيل مصفاة "شاندونغ تشانغيي" في يونيو الماضي باستخدام خام محلي. وتجري في الوقت نفسه مفاوضات لإعادة تشغيل المصفاتين الأخريين: "تشنغه غروب" و"هواشينغ بتروكيميكال غروب"، بحسب مصادر مطلعة.

وتسعى هذه المصافي الثلاث للحصول على حصص لاستيراد النفط الخام من الحكومة المركزية، مما يمكّنها من الوصول إلى خام أرخص مثل الإيراني، ويعزز من فرصها في تعويض هوامش الربح المنخفضة.

ورغم تعهدات بكين المتكررة بكبح فائض السعة الإنتاجية في قطاعات استراتيجية، أبرزها تكرير النفط، فإن الدعم المحلي والثغرات التنظيمية ساعدت هذه المصافي الصغيرة، المعروفة باسم "أباريق الشاي"، على الاستمرار.

وتطالب المصافي الثلاث مجتمعة بحصة استيراد تصل إلى 300 ألف برميل يوميًا، وسط استمرار غموض الموقف الرسمي بشأن الموافقة عليها. وتمثل مصافي شاندونغ نحو 2.5 مليون برميل يوميًا من إجمالي واردات النفط اليومية للصين، والتي بلغت 12 مليون برميل في يونيو الماضي.

وتطرح هذه العودة تساؤلات حول الجدوى الاقتصادية على المدى الطويل، حيث تشير ميا غينغ، المحللة في شركة FGE، إلى أن إعادة تشغيل المصافي يأتي مدفوعًا بمخاوف محلية تتعلق بالتوظيف أكثر من كونه خطة نمو صناعية مدروسة.

في ظل استمرار هذه الديناميكية، تبقى المخاوف قائمة من انعكاسات هذا الانتعاش على توازن سوق النفط العالمي، خاصة مع تزايد الإنتاج وتباطؤ الطلب المحلي الصيني.