باور بريس

"احتضنت قممًا فكرية وأدبية وعلمية منذ تأسيسها، وساهمت في تشكيل الوعي وتوضيح الرؤى" الرئيس عبد الفتاح السيسي

الأهرام.. ذاكرة وطن وضمير أمة منذ 150 عامًا

باور بريس

في سجل الأوطان تُسجل الصحف الجادة أعمار الشعوب وتُخلّد لحظات التحول الكبرى ومن بين هذه الصحف تربعت "الأهرام" على عرش المهنية والفكر والتنوير لما يقارب القرن والنصف كانت خلالها أكثر من مجرد جريدة.. كانت – ولا تزال – مؤسسة وطنية وفكرية ساهمت في تشكيل وجدان الأمة المصرية والعربية.

في الخامس من أغسطس عام 1875 وُلدت "الأهرام" على يد الأخوين سليم وبشارة تقلا في مدينة الإسكندرية قبل أن تنتقل إلى القاهرة لتبدأ رحلتها الحقيقية في قلب المشهد المصري.

 ومنذ العدد الأول بدا أن "الأهرام" لا تشبه غيرها لا في التوجه ولا في الطرح، فقد حملت منذ يومها الأول همّ الوطن وقضايا الأمة.

 محطات خالدة في مسيرة الأهرام:

 1875 – التأسيس بالإسكندرية:
صدر العدد الأول من جريدة "الأهرام" يوم 5 أغسطس 1875باللغة العربية على يد الأخوين اللبنانيين سليم وبشارة تقلا كان مقرها في حي المنشية وصدرت أسبوعية ثم تحولت إلى يومية بعد عامين.

 1899 – الانتقال إلى القاهرة:
مع توسع تأثيرها انتقلت الأهرام إلى العاصمة لتكون أكثر التصاقًا بالمشهد السياسي والثقافي المصري.

 1911 – إنشاء مطابع الأهرام الحديثة:
استخدمت الأهرام أحدث تقنيات الطباعة ما منحها تفوقًا تقنيًا وأرشيفيًا مبكرًا.

 1957 – محمد حسنين هيكل رئيسًا للتحرير:
شهدت الجريدة طفرة نوعية في المحتوى والتأثير حيث تحولت إلى منبر سياسي إقليمي وجاءت مقالات هيكل بمثابة وثائق سياسية.

 1970 – تأسيس مركز الدراسات السياسية:
بادرت الأهرام بتأسيس أول مركز دراسات استراتيجي داخل مؤسسة صحفية عربية شكل مرجعية بحثية في شؤون المنطقة.

 2000 - دخول العصر الرقمي 
كانت من أوائل الصحف التي أنشأت بوابة إلكترونية قوية ما ساعدها على الوصول لجمهور عالمي.

لم تتوقف الأهرام عن الصدور ليوم واحد محتفظة بوزنها المهني وهيبتها الثقافية في زمن تشهد فيه الصحافة تغيرات حادة.

لم تكن الأهرام يومًا مجرد ناقل للخبر بل منصة للفكر الحر وبيتًا للنخبة الثقافية والسياسية في صفحاتها كتب طه حسين، وعبّر نجيب محفوظ وساجل العقاد وأدار محمد حسنين هيكل معارك الوعي في زمن كانت الكلمة فيه تصنع مصائر.

جاءت تهنئة الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة مرور 150 عامًا على تأسيس "الأهرام" لتؤكد مكانتها الراسخة، حيث قال:

"خرجت أجيالًا من أعلام ورواد الصحفيين، وساهمت بشكل كبير في تشكيل الوعي ونشر المعرفة وتوضيح الرؤى، فكان لها هذا الرصيد المميز من التقدير والاعتزاز بدورها الصحفي الرصين على المستويين المصري والعربي."

تُعد مؤسسة الأهرام اليوم واحدة من أضخم الكيانات الصحفية في العالم العربي، بما تمتلكه من إصدارات ومطابع ومراكز بحثية وقوى بشرية صحفية وإدارية وتُعد مدرسة تخرج فيها كبار الصحفيين ولا تزال ترفد الصحافة العربية بالكفاءات والخبرة

رغم التطورات التكنولوجية والتحولات الإعلامية نجحت "الأهرام" في أن تبقى ضمن دائرة التأثير مواكبة للعصر دون أن تتنازل عن ثوابتها المهنية أدخلت الصحافة الرقمية وتوسعت في الخدمات الإخبارية المتخصصة لكنها ظلت أمينة على القيم التي تأسست عليها.

ليست الأهرام مجرد صحيفة نحتفل بعمرها المديد بل هي جزء من نسيج مصر الحديث. وكل من كتب فيها أو قرأها، أو مرّ بتجربتها يعرف أنها أكثر من مطبوعة.. إنها شاهد تاريخي وضمير وطني ونبراس معرفي ستظل لعقود قادمة عنوانًا للرصانة والاتزان وسط ضجيج الإعلام المعاصر.