باور بريس

منيرة محمود تكتب : حين تتكلم الدبلوماسية بالعربية: لماذا خاطبت سفارة بريطانيا المصريين مباشرة بعد أزمة «الحواجز» ؟

باور بريس

في يومين حدثت ثلاث مشاهد : القاهرة أزالت الحواجز الخرسانية حول مبنى السفارة البريطانية في جاردن سيتي  السفارة أعلنت إغلاق المبنى الرئيسي مؤقتًا «حتى تقييم تأثير التغييرات» ثم أعادت فتحه سريعًا بعد ساعات/أيام قليلة من الإغلاق بالتوازي، خرجت رسالة باللغة العربية على منصّات السفارة تشيد بالدور المصري في إدخال المساعدات إلى غزة وتحيل إلى بيان وزير الخارجية البريطاني أمام البرلمان حول المجاعة هناك.

الرسالة كانت موجهة للجمهور المصري أولًا لا للبريطانيين المقيمين في القاهرة.

هذه اللقطات المتتابعة تقول الكثير عن لحظة «إدارة الانطباعات» بين لندن والقاهرة وعن يقظة المزاج العام المصري وقدرته على التأثير في سلوك البعثات الدبلوماسية على أرضه
ماذا جرى بالضبط؟

   إزالة الحواجز: السلطات المصرية نزعت الحواجز المحيطة بمبنى السفارة في جاردن سيتي بعد جدل شعبي وإعلامي أعقبته السفارة ببيان إغلاق المبنى إلى حين التقييم.
 
 إعادة الفتح: بعد فترة وجيزة، أعلنت وسائل إعلام أن السفارة أعادت فتح المبنى الرئيسي واستئناف العمل.
   
  رسالة بالعربية: تزامنًا مع كلمة وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أمام البرلمان بشأن غزة—والتي توفّرت بنسخة عربية رسمية—نشرت السفارة مضمونًا بالعربية يبرز «الدور الحيوي» لمصر في تدفق المساعدات مع إعلان دعم مالي إضافي قدره 15 مليون جنيه إسترليني للإغاثة هذه اللغة واختيار المنصات يعكسان استهدافًا مباشرًا للرأي العام المصري.

رأيي أن ما حدث يثبت ثلاث حقائق عن دور مصر وأهمية شعبها

-الدولة تدير الملف بتركيبة «هادئة–حازمة»: هدوء في الشكل وحزم في المضمون  النتيجة: رسالة وصلت بلا ضجيج. 
- الشعب يقظ ويقرأ السياسة: التفاعل الشعبي مع مشهد «الحواجز» لم يكن فوضويًا كان مطالبة واضحة بمعاملة متكافئة وبتقدير لحساسية الظرف الإقليمي استجابة السفارة بخطاب عربي مباشر تعني أن الصوت مسموع.

-القضية الفلسطينية معيار أخلاقي وسياسي في وعي المصريين.. غزة ليست خبرًا خارجيًا هي اختبار جدّي لكل علاقة دولية حين تقول لندن بالعربية إن مصر «حيوية» في تدفق المساعدات وتعلن زيادة الدعم فهي تدرك معيار الحكم الشعبي على شركاء القاهرة.