دكتور عبد الله العوضي يكتب: دولة فلسطينية زوبعة ليست في " فنجان "

يفترض أننا قد انتهينا من معضلة " الدولة الفلسطينية " منذ أكثر من سبعة عقود من ، أي على الوجه التحديد في العام 1947 ؟!
أما كل ما جرى بعد ذلك، فهو تراكمات معقدة لم يتمكن أحد من حلها في العالم أجمع بما فيهم الفلسطينيين أنفسهم !
أول اجتماع بين الفلسطينيين و إسرائيل و بحضور الملك حسين رحمه الله كان في 1947 عندما طرح موضوع تقسيم فلسطين إلى دولتين ، 50 % لكل دولة ، و لكن جاء من طرف " الشقيري " الذي أصر آنذاك " من البحر إلى النهر " و قد طلب الملك حسين الموافقة على ذلك العرض قبل فوات الأوان و لكن الطرف الفلسطيني ظل مصرا على موقفه بذريعة أن ذلك يعني اعترافا بوجود دولة إسرائيل، و قد نبههم الملك خوفا من أن تمضي الأيام و لن يحصلوا على شيء من قطمير ؟!
بعد إعلان إسرائيل عن دولتها في 1948 , و قد اعترفت الدول الكبرى بها ، و وقفت في وجه كل الأخاديد حتى لا تلفح وجه إسرائيل، و لم يتوقف الصراع منذ ذاك التوقيت الذي كان مرسوما له في عام 1928 ؟!
و حانت ساعة " أوسلو و مدريد " في تسعينيات القرن الماضي، حيث ألقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات السلاح و استبدله بغصن الزيتون حتى تخلصت منه إسرائيل لكي تثبت بأن سلامها هي الحرب الدائرة اليوم في غزة ، رغم اعتراف عباس بإسرائيل مقدما شرطا لقيام دولة فلسطينية مستقلة، و هو في عرف السياسة الإسرائيلية " لزوم ما لا يلزم " ؟!
ساعة.. السلام الشامل !
و حانت ساعة بيروت في مؤتمر القمة العربية التي صدَّرت قرارات ما فوق الجرأة على جراح فلسطينية و عربية طالت مدة البرء منها عقودا ، و لكن دق جرس الوقت دق ، و العرب أجمعوا أمرهم خلف قرار الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله الذي وصل إلى مرحلة السلام الشامل و الكامل مع إسرائيل مقابل قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، و بعد ربع قرن على صدور هذا القرار الذي لا زال رابضا على الطاولة دون أن تقترب منه إسرائيل مليمتر واحد؟!
منذ إصدار توصية بيروت، و الدولة الفلسطينية تدور في فلك جعجعة سياسية و لكن بلا طحن !
بدأ سجال طويل حول مدى إمكانية إنشاء دولة واحدة بشعبين ، بدل دولة فلسطينية مستقلة.
و قد امتلأ قلب إسرائيل خوفا مضاعفاً من هذا المسار الذي يتغلب فيه عنصر القنبلة " الذٌّرية “على القنبلة " الذَّرية “ ، بمعدل سكاني واحد إلى ثمانية لصالح الفلسطينيين ، و هذا كان يعني أنه في غضون عشر سنوات فلسطين ستحكم إسرائيل بحكم الديمقراطية السياسية و ليس الأغلبية اليهودية التي ستختفي مع مرور الزمن؟!
و عندما لم تلق تلك الفكرة آذنا صاغية لدى إسرائيل عاد الحديث المكرور عن " عملية السلام " و ليس السلام، في الشرق الاوسط الذي لم يستطع " بيريز " تجديده ؟!
و في خضم " حرب غزة " ، فجرت فرنسا التي أهدت لأميركا " الحرية والعدالة والمساواة " الفضفاضة!
القنبلة الصوتية للذهاب إلى الإعتراف بالدولة الفلسطينية في اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة في شهر سبتمبر ، و سوف تقنع دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا كذلك .
دبلوماسية.. عقلانية
جاء الرد المبدئي على هذه الخطوة الفرنسية ، من قبل أميركا و هي التي تتزعم العالم حتى اللحظة، بتهديد فرنسا عبر طردها من المنظمة الدولية، ردا على هديتها السابقة " الحرية و العدالة و المساواة " ، إلى هذا المستوى وصلت ديمقراطية الولايات المتحدة الأميركية؟!
إعلان ماكرون نية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطينية دفع الأمور إلى ذروتها ( التايمز- 3 / 8 / 2025 )
لا حظ بأن الموضوع لا زال في طور " النية " و هي أمر خفي ، يغلب عليه الصمت ، دون أي فعل ميداني على الإطلاق، هذه النية فحسب أزعجت ترامب، فماذا سيفعل بفرنسا لو ذهبت أبعد من ذلك بقليل؟!
لا يمكن قراءة الزخم الدولي المتصاعد للاعتراف بدولة فلسطين، خصوصاً من دول وازنة كفرنسا وبريطانيا، بمعزل عن التحول في المزاج السياسي العالمي حيال الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. التحول اللافت لا يصنعه فقط صدى الكارثة الإنسانية في غزة، بل تغذّيه أيضاً جهود ديبلوماسية عربية عقلانية وفعالة، تنطلق من اقتناع راسخ بأن حل الدولتين ليس ممكناً وحسب، بل ضرورة استراتيجية لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة.
لقد أعاد مؤتمر نيويورك الأخير، بدعوة سعودية - فرنسية، الاعتراف بدولة فلسطين إلى قلب الفضاء السياسي الدولي. وجاء مقال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية الإماراتي، ليعبّر بدقة عن التوجه الإماراتي المتّزن، الذي يرى أن تحقيق السلام لا يمر عبر المزايدات، ولا عبر احتكار القرار الفلسطيني، بل عبر إعادة الاعتبار للمسار السياسي، وخلق ظروف مؤاتية لولادة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
تنظيم .. خارج الشرعية !
فإن الحديث عن “فلسطين الدولة” لا ينفصل عن ضرورة تحييد العوامل المعطّلة للسلام، وأولها سلوك "حماس" كتنظيم مسلّح خارج الشرعية الفلسطينية. فقد أثبتت الحرب، بما لا يدع مجالاً للشك، أن لا مستقبل لغزة ولا لفلسطين إذا بقيت رهينة للجماعات المسلحة التي تدار من خارج الحدود. بكل بساطة لأن البندقية التي لا تحمي الإنسان، ولا تعترف بالشراكة السياسية، تتحول إلى عبء لا إلى رافعة تحرّر.
نجاح التوجه العربي الواقعي يحتاج اليوم إلى استثمار الفرصة السياسية التي توافرت بفعل المأساة الإنسانية، ولكن قبل أن تُطوى صفحات الحرب، أو تضعف صوره في الإعلام الغربي، وتفقد القضية زخمها. فلا يُعقل أن تظل شرعية الاعتراف الفلسطيني مشروطة بانفعال لحظي أو مشهد مجاعة، بل يجب أن تُبنى على أساس قانوني وسياسي راسخ، تشارك فيه الدول العربية بدور نشط ومتكامل.
أما دونالد ترامب، العائد إلى الواجهة العالمية، فيبدو متردداً في حسم موقفه من الدولة الفلسطينية. فقد ترك الساحة لنتنياهو ليواصل حربه حتى نهاياتها الغامضة، متحدثاً عن تجويع لا يرقى إلى الإبادة، ومُلمّحاً إلى صفقات كبرى في الأفق. لكن التحوّل في الخطاب الدولي، حتى داخل إسرائيل، بدأ يشكّل ضغطاً لا يمكن إنكاره،
مع تزايد الأصوات التي تصف ما يجري في غزة بأنه إبادة جماعية، وانفتاح قطاعات من الرأي العام الأميركي على تبني الاعتراف بفلسطين.
دعم .. الإمارات
لهذا كله، فإن الطريق نحو الاعتراف الشامل بدولة فلسطين لا يزال مفتوحاً، ولكنه مرهون بحسن إدارة اللحظة، وتوفير غطاء عربي فعّال، وتفادي الأفخاخ السياسية التي قد تُفرغ الاعتراف من مضمونه، كما حدث مراراً في الماضي. ( محمد فيصل الدوسري - 6 / 8 / 2025 - جريدة النهار )
وضْع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في مقال له نُشر نقاطًا مهمةً على الحروف، بدعوته المزيد من دول العالم إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية .
أهمية تقييم سموه لتوالي اعتراف دول عالمية كبرى بالدولة الفلسطينية، حيث يراه تحوّلًا تاريخيًّا يعكس تنامي الوعي العالمي بعدالة القضية الفلسطينية، ويُمهّد لإعادة إحياء المسار السياسي المجمّد منذ سنوات طويلة ، تأكيد سموه على مسؤولية العالم عن حل القضية الفلسطينية، وضرورة القيام بتحرك عالمي جماعي مسؤول يضمن حماية الحقوق الفلسطينية، ويؤسس لسلام عادل ودائم، يستند إلى حل الدولتين .
أن زخم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هو محصلة لجهود دبلوماسية شاركت فيها الإمارات بقوة، في ظل التزام لا يتزعزع بمسؤوليتها إزاء القضايا العربية الكبرى ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية- 5 / 8 / 2025 )
هذا و قد أعرب سمو الشيخ عبدالله بن زايد عن ترحيبه بعزم كل من مالطا وكندا وأستراليا وأندورا وفنلندا وآيسلندا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا والبرتغال وسان مارينو الاعتراف بدولة فلسطين الشقيقة .
أميركا.. مستاءة؟!
و أكد سموه أن هذه المواقف تمثل خطوات تاريخية تعكس تنامي الدعم الدولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة
و أن إعلان عدد متزايد من الدول عن نيتها اتخاذ خطوة الاعتراف يشكّل دفعة إيجابية نحو تعزيز الجهود الدولية الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والدائم، ويُسهم في تفعيل المسار السياسي لحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي
و دعا سموه المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات مماثلة والاعتراف بدولة فلسطين، انطلاقًا من مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية، بما يدعم الوصول إلى حل شامل وعادل للصراع، ويعزز فرص تحقيق السلام المستدام في المنطقة ( 1 / 8 / 2025 )
أكثر من 12 دولة حتى الآن، قد صرحت عن نيتها في الإعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، المعلقة وضعها منذ عقود ، و مقابل ذلك أميركا التي نصبت نفسها " راعية السلام " لعقود مستاءة، رغم اجرام إسرائيل في حق سكان غزة باستخدام كافة وسائل الحروب القذرة و على الإمعان في قتل إنسانية الإنسان ؟!
ترى ما مبرر ترامب في وقوفه ضد قيام دولة فلسطينية مستقلة تكون سببا للسلام المنشود منذ عقود .
مسؤول في البيت الأبيض يقول بصوت عال بل قاتل لهذا السلام الذي لا يعجب الربيبة
"ترامب" يرى أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيكون مكافأة لـ"حماس" ( سكاي نيوز عربية- 1 / 8 / 2025 )
إسرائيل من وراء أميركا تتبنى ذات المبرر عندما صرحت
الخارجية الإسرائيلية قولها : نرفض بيان رئيس وزراء كندا بشأن الدولة الفلسطينية وموقف بلاده مكافأة لـ"حماس" في هذا الوقت ( سبوتنيك- 31 / 7 / 2025 )
وقفة عند .. بريطانيا!
في زمنّ أوسلو ، لم تكن " حماس " و مع ذلك كان حماس إسرائيل و أميركا لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة مشروطة باعتراف وجود إسرائيل و قد حدث ، و لكن الدولة الفلسطينية ذهبت في خبر كان و أخواتها ؟!
الدولة الفلسطينية الموعودة، ليست ل " حماس " و لا ل " عباس ، بل لشعب تعداده أكثر من 20 مليون نسمة يعيشون في الشتات، من حقهم أن تلمهم دولة واحدة مستقلة، فهي ليست أقل من أي دولة " ميكروزمية " مستقلّة في المحيطات لا يتعدى سكانها 5000 نسمة؟!
أكدت بريطانيا استعدادها للمساعدة في وضع خطة تنهي النزاع وتؤسس لدولة فلسطينية مستقلة ( قناة الشرق - 6 / 8 / 2025 )
نثمن هذا الموقف من بريطانيا في هذا الظرف العصيب ، بعد أن بلغت الأوضاع في غزة ذروتها في اللا إنسانية التي تمارس فيها إسرائيل " ساديتها " رافعة راية " التوراة و التلمود " و كأنها صحت على دين جديد يدعوا أتباعه إلى القتل و السحل و التجويع الممنهج ؟!
لنا عتب شديد على بريطانيا العظمى ، التي رضيت طوعا الإنسحاب كل مستعمراتها ، و تعيش في جزيرة صغيرة بعيدة عن إمبراطوريتها القديمة و التي غابت عنها الشمس و غربت و غرَّبت ؟!
بريطانيا من دون أي دولة أخرى و التي قامت بغرس بذرة الصهيونية في أرض فلسطين و لا نقول " اليهود " لأنهم كانوا متواجدين منذ القدم في مختلف بقاع الأرض و فلسطين ليست استثناء، و لكن الإحتلال يختلف عن الإستقرار و الإستيطان المتعمد لبلع الأرض و سرقتها بتصريح موقع من بريطانيا العظمى ؟
أفضل.. أمل
نقول بأن " وعد بلفور " اليوم و قبل هذا اليوم وصمة عار في التاريخ البريطاني و ليس بصمة تفتخر بها و لا انجاز مشرف مهما وضعت من الأقنعة السياسية على وجهها و صبت أطنانا من المكياج عليها ، و ستبقى بريطانيا المسؤولة الأولى عما يحدث في فلسطين الكبرى و ليست غزة فحسب ، أما أميركا فقد جاءت متأخرة بعد سلمت بريطانيا الراية لها من بعد الحرب العالمية الثانية؟!
بريطانيا اللحظة الراهنة إذا كانت جادة سياسيا و إنسانيا، فعليها الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة طبيعية كبقية الدول، ليس تفضلا و منة منها ، بل جزء يسير من التكفير عن جريمتها التي لا تغتفر بصك الغفران ، بل بالإقرار أن الفلسطينيين بشر مثلهم و ليسوا " أغيارا " كما تحلوا للصهاينة وصفهم مع غيرهم ؟!
نقلًا عن مصدر حكومي بريطاني قوله بان : ستارمر أراد تطبيق خطة الاعتراف بدولة فلسطينية في وقت يحدث فارقًا في حياة الفلسطينيين ( التايمز- 3 / 8 / 2025 )
حتى يحين ذلك الوقت، ترى كم فلسطيني يكون قد فارق الحياة ، و كم يكون قد مضى على ولوغ يد " نتنياهو " الجرباء في دمائهم ؟!
و كذلك أستراليا ونيوزيلندا تستعدان للاعتراف بالدولة الفلسطينية ، إعلان رئيس الوزراء الأسترالي
اعتزام بلاده الاعتراف رسميًا بدولة فلسطين في سبتمبر 2025، خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مع تأكيده أن حل الدولتين هو «أفضل أمل لكسر دائرة العنف في الشرق الأوسط».
الإستقرار .. و " حل الدولتين "
تصريح وزير خارجية نيوزيلندا، أن حكومته تدرس القرار الرسمي، وستتخذ موقفها في سبتمبر 2025، مشيرًا إلى أن الأمر مسألة «متى سيتم؟ وليس ما إذا كان سيتم».
شروط سياسية ومواقف داخلية ، اشتراط أستراليا التزامات السلطة الفلسطينية بنزع السلاح والاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، وإجراء إصلاحات سياسية ، هذا وقد صرح رئيس الوزراء الأسترالي قوله بأن : نتنياهو في حالة إنكار للوضع الإنساني في قطاع غزة ، و تردّد حكومة نتنياهو في الاستماع لحلفائها ساهم في قرارنا اعتزام الاعتراف بدولة فلسطينية . ( الجزيرة - 12 / 8 / 2025 )
مع تبني نيوزيلندا نهجًا حذرًا يعتمد على تقييم الوضع الأمني والسياسي وفق مصالحها الوطنية.
رفض المعارضة اليمينية في البلدين للخطوة، باعتبارها «سابقة لأوانها» قد تُفسر كمكافأة لحركة «حماس»، مقابل ترحيب التيارات اليسارية والمنظمات المدنية بوصفها «خطوة أخلاقية مطلوبة».
زخم دولي متصاعد للاعتراف بفلسطين ، اعتزام نحو 15 دولة غربية الاعتراف بدولة فلسطين كجزء من دعم حل الدولتين، بينها 9 دول أبدت استعدادها للاعتراف الرسمي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025.
اعتراف 147 دولة حاليًّا من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية، ما يرفع الضغط على الدول المترددة.
الإعلان الأسترالي والنية المماثلة من نيوزيلندا يمثلان تحولًا سياسيًّا مهمًّا في موقف حلفاء تقليديين لإسرائيل، ويأتيان في سياق دولي بات يرى الاستقرار من خلال "حل الدولتين" .
إسرائيل.. و تآكل الدعم؟!
الخطوة تَبرز كمؤشر على تآكل الدعم التقليدي لإسرائيل في الغرب، في ظل اشتداد الكارثة الإنسانية في غزة وتراجع الرهان على الحلول العسكرية. ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 11 / 8 / 2025 )
و تمضي اسبانيا و فقا لتصريح وزير خارجيتها الخارجية : على الاتحاد الأوروبي أن يتخذ إجراء فورية لمنع موجة جديدة من العنف الإسرائيلي في غزة، و لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي أمام تصاعد الاحتلال العسكري الإسرائيلي والمجاعة ، لقد
حان الوقت لنحذو كاتحاد أوروبي حذو إسبانيا ونعترف بدولة فلسطين ( الجزيرة - 11 / 8 / 2025 )
و سنواصل العمل لتطبيق حل الدولتين وهو السبيل الوحيد للسلام ( العربية- 5 / 8 / 2025 )
و لم تختلف أي دولة في هذا الإعتراف ، و لا أميركا التي تستنكف اليوم ، على أن السلام الدائم مشروط باعتراف الجميع بهذا الحل و الحق الشرعي للفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، و كانت إسرائيل ما قبل " نتنياهو " لا تعترض على هذا الحل السياسي؟!
و لنا في كندا سندا لهذا القرار المنصف و المناسب للمرحلة الراهنة ، قبل الوصول إلى طريق مسدود أو نفق مردوم ؟!
يقول رئيس وزراء كندا: نعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل( الحدث - 1 / 8 / 2025 ) ، و يثمن الرئيس الفلسطيني الموقف الكندي التاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين . ( العربية- 1 / 8 / 2025 )
الإعتراف .. بدون " حماس "
و لكن اعتراف كندا جاء مشروطا بما صرح به رئيس وزراءها بأن : الاعتراف بدولة فلسطين يستند إلى التزام السلطة الفلسطينية بالإصلاح و على السلطة الفلسطينية الالتزام بإجراء انتخابات عامة في 2026 بدون "حماس" و نندد بسماح الحكومة الإسرائيلية بحدوث كارثة في غزة ( العربية - 31 / 7 / 2025 )
و قد أكدت على ذلك رئيسة الفريق التفاوضي في الخارجية السعودية : مؤتمر حل الدولتين شكل نقطة تحوّل نحو سلام عادل ودائم
و مع ضرورة إنهاء الحرب وتأسيس دولة فلسطينية ، و المملكة العربية السعودية
تسعى للسلام الإقليمي بالاعتراف بدولة فلسطين .( 2 / 8 / 2025 )
و قد أكد وزير الخارجية السعودي على أن : مخرجات المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية تشكل إطار متكاملا لتطبيق حل الدولتين ( الشرق- 31 / 7 / 2025 )
و نرحب بإعلان كندا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل ( الجزيرة - الإليزيه- 31 / 7 / 2025 )
السفارة الإسرائيلية في "أوتاوا": اعتزام كندا الاعتراف بدولة فلسطين يعزز موقف "حماس" في المفاوضات . ( الحدث - 31 / 7 / 2025 )
في الوقت الذي يسعى العالم الحر لإنهاء الصراع الإسرائيلي- العربي، عن النية في الإعتراف بالدولة الفلسطينية، إسرائيل تلوي ذراع السلام من جديد و ترفض التعامل مع غصن الزيتون، بعد قتلها المتعمد لحمامة السلام التي باتت تحلق في سماء الشرق الاوسط لعقود حتى قامت إسرائيل بإطلاق السهم عليها لإسقاطها على رؤوس مطلقيها؟!
" مسألة .. إنتحارية " ؟!
صرح وزير الخارجية الإسرائيلي في هذا السياق بقوله إن : الاعتراف بدولة فلسطينية يجعل إسرائيل بحدود لا يمكن الدفاع عنها و قيام دولة فلسطينية سيكون "مسألة انتحارية" بالنسبة لإسرائيل ، أما " حل الدولتين" بالنسبة لي هو "وهم الدولتين" (الجزيرة - قناة نيوز ماكس- 14 / 8 / 2025 )
أما وزير المالية الإسرائيلي، فقد أعلن عن خطته لغرس بذور " الإستيطان عندما قال:
سأقدم خطة لبناء 3 آلاف و400 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة "معاليه أدوميم"، في الضفة الغربية
و يأتي ذلك بعد أكثر من 20 عامًا من الجمود السياسي نتيجةً لضغوط شديدة من دول العالم والسلطة الفلسطينية ، فخطتنا الاستيطانية الجديدة "ستدفن فكرة الدولة الفلسطينية" ( يديعوت أحرونوت - 14 / 8 / 2025 )
فيما وصفت حركة «السلام الآن» (اليسارية) الخطة بأنها «ضربة قاضية لحل الدولتين».
يتزامن الإعلان مع إدانات عربية شديدة لتصريحات رئيس الحكومة، نتنياهو، حول «الارتباط برؤية إسرائيل الكبرى»، التي تشمل المناطق المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، والضفة الغربية، وقطاع غزة، وسيناء، والجولان.
تُغطي منطقة E1 مساحة 12 كيلومترًا مربعًا، وتُشكل ممرًا استراتيجيًا من شأن تطويره تقسيم الضفة الغربية إلى جزأين غير متصلين (شمالًا وجنوبًا)، ما يجعل إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية أمرًا «شبه مستحيل».
الدنمارك .. لا تعترف !
من شأن الخطة أن تؤدي إلى استكمال الطوق الاستيطاني حول القدس الشرقية، ما يزيد من عُزلتها عن محيطها الفلسطيني ويُقوض الاقتصاد الفلسطيني، الذي يعتمد عليها بشكل كبير الى جانب أهميتها التاريخية.
يُمثل الإعلان تقدمًا جوهريًا في مشروع E1 المُجمّد مُنذ أكثر من 20 عامًا بسبب رفض الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة اعتبرت المشروع تهديدًا لأي اتفاق سلام مستقبلي مع الفلسطينيين.
تُمثل الوحدات المُزمعة (3,400 وحدة) زيادةً بنحو 33% في الوحدات الاستيطانية، ما يُشكل توسعًا كبيرًا لمنطقة حافظت على عدد سكان ثابت قرابة 38 ألف نسمة خلال العقد الأخير.
رُغم عدم إقرار الخطة رسميًا، إلا أن الإعلان عنها يعكس امتدادًا واضحًا لسياسة «فرض السيادة الفعلية»، كما يُشكل رسالةً تحدٍ صريحة للدول التي أعلنت مؤخرًا اعترافها بالدولة الفلسطينية.
يشير هذا الإعلان، من حيث توقيته ومضمونه، إلى محاولة مدروسة لكسر التفاهمات الدولية القائمة مُنذ اتفاقية أوسلو 1993 واستغلال الضغط الدولي المحدود لفرض واقع جديد. (4) ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية- 14 / 8 / 2025 )
و من ناحية أخرى رفض الدنمارك الاعتراف بفلسطين رُغم انتقادها نتنياهو*": قالت رئيسة الوزراء الدنماركية إن بلادها لا تدعم في الوقت الراهن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنها وجهت انتقادًا حادًا لنتنياهو ، واصفةً إياه بأنه "مشكلة في حد ذاته".
معاقبة.. السلطة!
أما رئيس الوزراء الفلسطيني قال بأن : القرار الإسرائيلي بتوسيع الاستيطان بالضفة الغربية هدفه تقويض قيام دولة فلسطينية مستقلة ( سكاي نيوز عربية - 18 / 8 / 2025 )
و حركة "فتح" صرحت بأن : إسرائيل تعتقد أنها تعاقب السلطة الفلسطينية على حل الدولتين . ( العربية - 1 / 9 / 2025 )
بأن نتنياهو يحاول اتخاذ إجراءات ضد السلطة الفلسطينية ردًا على الاعتراف الدولي المتزايد بالدولة الفلسطينية . ( القناة 14 - 2 / 9 / 2025 )