خط نيتسانا يرفع صادارت الغاز الاسرائيلي الي مصر ل110 مليارات قدم مكعب ..تعرف علي التفاصيل
 
في ظل التغيرات المتسارعة في سوق الطاقة العالمي، وما يشهده شرق المتوسط من اكتشافات ضخمة للغاز الطبيعي، عاد خط الغاز الرابط بين مصر وإسرائيل إلى واجهة الأحداث يأتي إنشاء خط الأنابيب الجديد ضمن خطط مصرية إستراتيجية لتنويع مصادرها من الغاز لتلبية الطلب المحلي المتزايد، بالإضافة إلى هدفها في التحول لمركز إقليمي لتداول الغاز
يمثل خط أنابيب نيتسانا للغاز -قيد التطوير- حلقة مهمة في حصول مصر على كميات إضافية من الغاز الإسرائيلي، ضمن مستهدف البلاد للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
وتأتي أهمية الخط الجديد ضمن اتفاقية بقيمة 35 مليار دولار وقّعتها القاهرة في أغسطس الماضي، تهدف إلى استيراد 130 مليار متر مكعب من حقل ليفياثان الإسرائيلي حتى عام 2040.
ويتضمن الاتفاق الذي يعد امتدادًا لما وُقِّع في 2019، حصول مصر بداية من العام المقبل (2026) على 20 مليار متر مكعب من الغاز، ومن ثم كميات إضافية تصل إلى 110 مليارات متر مكعب، بمجرد اكتمال الخط الجديد "نيتسانا" والانتهاء من مشروع توسعة حقل ليفياثان وبعد إعلان شركة شيفرون الأمريكية الاتفاق على بدء بناء خط أنابيب نيتسانا أبرز المعلومات عن الخط المقترح.
رغم أن 2023 كان بمثابة نقطة تحول حاسمة في مشروع خط أنابيب نيتسانا للغاز مع موافقة الحكومة الإسرائيلية على إنشائه، فإنه واجه بعض العراقيل التي أخّرت بدء تنفيذه بسبب خلافات حول التكلفة بين مطوري حقلي ليفياثان وتمار بقيادة شركة شيفرون الأميركية، وشركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية.
وبعد تجاوز الخلافات، توصلت شيفرون في 16 سبتمبر 2025 لاتفاق مع شركة تشغيل خطوط الغاز الإسرائيلية يتضمن بدء أعمال بناء خط "نيتسانا" لنقل الغاز من حقل ليفياثان إلى مصر
وخط أنابيب نيتسانا هو عبارة عن أنبوب بري يمتد لمسافة 65 كيلومترًا من منطقة "رامات حوفاف" في صحراء النقب إلى "نيتسانا" المنطقة الحدودية مع مصر، إذ لا يبدأ مباشرة من حقل "ليفياثان" البحري، بل من محطات المعالجة التي تستقبل غاز الحقل عبر خطوط بحرية.
ومن المتوقع أن ينقل الخط الجديد نحو 600 مليون قدم مكعبة يوميًا (6 مليارات قدم مكعبة سنويًا) من الغاز الطبيعي بعد اكتمال تنفيذه خلال 3 سنوات.
وبذلك، يسهم خط أنابيب نيتسانا في رفع قدرة تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر عبر الأنابيب لأكثر من 2.2 مليار قدم مكعبة يوميًا،
ويعتمد نقل الغاز من إسرائيل إلى مصر -حاليًا- على خط أنابيب "العريش-عسقلان"، ويُسمى -أيضًا- خط أنابيب غاز شرق المتوسط، وهو خط بحري فرعي تابع لخطّ أنابيب الغاز العربي.
وكان يُستعمل الخط في السابق، وتحديدًا منذ عام 2008، لنقل الغاز المصري إلى إسرائيل، لكن في عام 2019، اتفق البلدان على عكس اتجاه تدفق الغاز، وذلك في ظل انخفاض إنتاج القاهرة من الغاز، وتزامنًا مع اكتشافات تل أبيب لحقول الغاز البحرية.
وتتمتع مصر بميزة مهمة فهي الدولة الوحيدة في منطقة شرق المتوسط التي تمتلك قدرة كبيرة على إسالة الغاز، تتجاوز 12 مليون طن سنويًا، عبر محطتي دمياط وإدكو.
وفي المقابل، يمثّل خط أنابيب نيتسانا فرصة لإسرائيل لنقل الغاز المكتشف في حقولها إلى الدول الأوروبية عبر مصر، خصوصًا أنها لا تمتلك منشآت لإسالة الغاز.
علاوة على ذلك، ما تزال خطط إسرائيل لتصدير الغاز عبر خط أنابيب يربطها بقبرص واليونان إلى أوروبا في مرحلة الدراسة، مع أنباء عن توقُّف تلك الخطط بسبب تحديات فنية ومالية ونزاعات إقليمية بين تركيا وقبرص.
وعلى جانب آخر، تخطط قبرص لاستعمال البنية التحتية للغاز المسال في مصر لتصدير الغاز مع بدء الإنتاج من حقولها، حيث تمتلك احتياطيات مكتشفة تصل إلى 15 تريليون قدم مكعبة، وهو ما يدعم إستراتيجية القاهرة لتكون مركزًا إقليميًا.
وبحسب تصريحات وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، تخطط البلاد لتوجيه إنتاج حقلي أفروديت وكرونس، إلى مصر.