باور بريس

التغيرات المناخية تهدد 90% من الموانئ العالمية

باور بريس

أصبح نحو 90% من المواني الرئيسة عالميًا البالغ عددها 3 آلاف و700 عُرضة حاليًا لمخاطر تغير المناخ المدمرة  ما يهدد البنية التحتية والتجارة العالمية المقدّرة قيمتها بمليارات الدولارات، وفق تقرير حديث صادر عن شركة التأمين العالمية العاملة في مجال النقل والخدمات اللوجستية تي تي كلوب (TT Club) بالتعاون مع شركة الاستشارات الهندسية الدولية هاسكونينغ (Haskoning).

ويقدّم التقرير الذي يحمل عنوان "سلسلة إمدادات مستعدة للمناخ: إرشادات عاجلة للمواني، والممرات المائية والعمليات اللوجستية" تقييمًا شاملًا للتهديدات المناخية التي تواجه البنية التحتية البحرية، ويحدد الإجراءات المباشرة والإستراتيجية طويلة الأمد لبناء المرونة عبر القطاع.

وقالت العضوة في مجلس إدارة شركة "تي تي كلوب" الرئيسة التنفيذية لشركة إن إس دبليو بورتس (NSW Ports) ماريكا كالفاس: "المواني هي شريان التجارة العالمية، عير أنها تقف في الخطوط الأمامية لتأثيرات تغير المناخ".

وأضافت: "هذا التقرير يقدّم خطوات عملية لفهم مخاطر تغير المناخ، وتخطيط الاستجابات التكيفية، وتضمين المرونة في إستراتيجية الأعمال الرئيسة".

تواجه صناعة الشحن البحري تهديدات متصاعدة من ارتفاع منسوب مياه البحار، وظروف الطقس المتطرف، وتحوّل اللوائح.

وسرد التقرير أمثلة تاريخية عديدة، بما في ذلك غلق المواني الواقعة على ساحل خليج أميركا خلال إعصار كاترينا، وكذلك الأضرار التي تكبَّدها القطاع جراء إعصار تسونامي في اليابان في عام 2011، البالغة قيمتها 12 مليار دولار.

وتعكس تلك الأحداث الآثار الاقتصادية والاجتماعية السيئة عندما لا تكون إجراءات المرونة كافية.

وقال مدير تقييمات المخاطر في "تي تي كلوب" تيل دالوس: "تغيُّر المناخ لم يُعدّ تحديًا بعيدًا، بل واقع ملحّ"

وأضاف: "عدم الاستجابة السريعة يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الصيانة والإصلاح إلى جانب تعطلات مطولة وإيرادات مفقودة"، 

وتابع: "في المقابل، فإن التدابير الوقائية، مثل التكيف الوقائي، يمكن أن تحقق وفورات على المدى الطويل، وأمانًا على المستوى التشغيلي".

يؤكد التقرير أن الأحداث المناخية حتمية وليست افتراضية؛ ما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لمواجهتها.

وإضافةً إلى الخسائر المادية، فإن غلق المواني لأسباب ترتبط بالتغيرات المناخية، يهدد أنشطة تجارية بقيمة 67 مليار دولار سنويًا، ما قد ينتُج عنه تأخيرات باهظة التكلفة وخسائر في الإيرادات وتأثيرات في الاقتصاد الأوسع.

وبسبب ذلك؛ فإن التأخر في اتخاذ إجراءات التكيف قد يؤدي إلى تفاقم الأضرار وارتفاع التكاليف، في حين إن التخطيط الاستباقي يمكن أن يمنع الخسائر الفادحة ويضمن القدرة التنافسية في المدى الطويل، وفق التقرير.

وإلى جانب تخفيف المخاطر، يُبرز التقرير العديد من الفرص الناشئة السانحة أمام المواني في مجال تغير المناخ.

وتتمثل إحدى تلك الفرص -على سبيل المثال- في قدرة المواني على استغلال بيانات المناخ، وأنظمة المراقبة المدعومة بتقنية "إنترنت الأشياء"، والتحليلات التنبؤية القائمة على الذكاء الاصطناعي؛ بهدف تحسين أداء الأصول وخفض التعطل التشغيلي، وتعزيز الجاهزية في أوقات الطوارئ.