محمد الشاهد يكتب : البخل مش قلة فلوس… ده قلة أصل

البخل مش دايمًا سببه ضيق في الحال، ساعات بيكون طبع في الإنسان، حتى لو كان معاه كتير. في ناس ربنا موسّع عليهم، وعندهم دخل ثابت ومريح، لكن لما تيجي للمواقف تلاقي الإيد مش بتطلع من الجيب، والنية مش صافية، وكأن كل قرش هيتحسب عليه حساب عمره.

تتعامل مع ناس تفتكرهم كرماء من شكلهم وكلامهم، بس أول ما تحطهم في اختبار بسيط، تكتشف إن الكرم ما هواش في الجيب، الكرم في القلب. تلاقيهم بيفاصلوا في كل حاجة، مهما كانت بسيطة، ويحسبوها عليك وعلى نفسهم وكأنهم داخلين صفقة، مش علاقة فيها عشرة وثقة.

وفيه نوع تاني، أهدى بس أذكى، يقدّم نفسه على إنه شايل عنك، وبيقوم بدور المتعاون، بس في الآخر تكتشف إن الموضوع كان فيه مصلحة صغيرة ليه. مش لازم يقول، ومش لازم يبان، بس التفاصيل بتتكلم، والنية بتكشف نفسها مهما طال الوقت.

اللي زي ده، مش بس بخيل، ده بيخسر نفسه قبل ما يخسر الناس. لأن الناس مش بتنسى، مش بتنسى اللي شاركهم من قلبه، ولا اللي استغلهم في لحظة كان المفروض يبقى فيها سند. ومهما كانت العلاقة قوية، التفاصيل الصغيرة دي بتكسر حاجات كبيرة.

الكرم عمره ما كان بس في الفلوس، الكرم في الروح، في النية، في إنك تحب الخير للي حواليك زي ما بتحبه لنفسك. اللي قلبه واسع، عمره ما يضيق على حد، وعمره ما يستغل موقف علشان يكسب منه قرشين.

زي ما قالوا زمان: “اللي يعطي من قلبه، عمره ما يفتقر. واللي يحسبها على الناس، عمره ما يرتاح.”
خليك كريم في تصرفاتك، حتى لو مش غني في جيبك، لأن الغنى الحقيقي بيبدأ من جواك