باور بريس

"لولاهم"... حملة إنسانية تُنصف الأبطال الخفيين وتُعيد إليهم بريق التقدير

باور بريس

في زمنٍ أصبحت فيه السرعة عنوانًا، وغابت فيه الأسماء خلف المهام اليومية، أطلقت مجموعة من طالبات كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا حملة إنسانية مميزة بعنوان "لولاهم"، تستهدف إعادة الاعتبار لفئة طالما وُضعت على هامش المشهد، رغم أنهم في صميم تفاصيله.

"لولاهم" ليست مجرد حملة توعية، بل هي صرخة امتنان واعتراف، ووقفة إنسانية حقيقية مع من نسير فوق تعبهم، ونأكل من جهدهم، ونحيا بفضل صبرهم: عمّال النظافة، الفلاحون، عمّال البناء، الطهاة، سائقي التوصيل، وغيرهم من جنود الظل، الذين يعملون في صمت ولا يطلبون شيئًا سوى الاحترام.

جاءت الحملة ثمرة وعي طلابي متقد، يحمل في طياته رؤية إعلامية راقية ومسؤولية مجتمعية حقيقية، حيث ركزت على تقديم قصص واقعية لهؤلاء الأفراد، ونقل تجاربهم بلغة إنسانية صادقة، تُعبّر عن الامتنان وتدعو إلى الاعتراف بدورهم المحوري في دورة الحياة.

"الحياة لا تكتمل إلا بهم… لولاهم، اليوم ما يكملش"، بهذا الشعار البسيط والعميق، تُذكّر الحملة المجتمع بأن البطولة لا تُقاس بعدد المتابعين أو شهرة الأسماء، بل بما يُبذل من عرقٍ بصمت، وما يُمنح من وقتٍ دون انتظار الثناء.

وقد لاقت الحملة تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث شارك العديد من المستخدمين صورًا وقصصًا عن الأبطال الخفيين في حياتهم اليومية، مؤكدين أن هذه المبادرات هي ما يُعيد للمجتمع توازنه الإنساني.

"لولاهم" ليست فقط حملة، بل هي حالة وعي يجب أن تستمر، ورسالة يجب أن تُتداول جيلاً بعد جيل: الاحترام لا يُمنح بالمكانة، بل يُستحق بالفعل.