باور بريس

الرئيس السيسي يستقبل نظيره اللبناني جوزاف عون ويؤكد دعم مصر الكامل لاستقرار لبنان وسيادته

جانب من المؤتمر الصحفي
جانب من المؤتمر الصحفي

 

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، بقصر الاتحادية، الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون، في أول زيارة رسمية له إلى مصر منذ توليه مهام منصبه رئيسًا للجمهورية اللبنانية، حيث جرت مراسم استقبال رسمية، تخللتها عزف السلامين الوطنيين للبلدين.

وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيسين عقدا اجتماعًا مغلقًا أعقبه جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، تم خلالها بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في عدد من المجالات الحيوية، شملت الاقتصاد، والطاقة، والبنية التحتية، إضافة إلى جهود إعادة إعمار لبنان. كما تناولت المباحثات دعم استقرار لبنان، والحفاظ على أمنه في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة.

وفي مؤتمر صحفي مشترك، أعرب الرئيس السيسي عن ترحيبه بالرئيس عون، مؤكدًا أن زيارته لمصر تحمل رمزية خاصة تعكس متانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، مشددًا على أن مصر ولبنان يمثلان نموذجًا للأخوة العربية الممتدة عبر العصور.

وأوضح الرئيس السيسي أن المباحثات شكلت فرصة لتبادل الرؤى حول تعزيز التعاون المشترك، خاصة في مجالات التجارة والاقتصاد، مؤكدًا حرص مصر على دعم جهود لبنان في إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية المتقدمة في هذا المجال.

وجدد الرئيس السيسي التأكيد على موقف مصر الثابت الداعم لوحدة وسيادة لبنان، ورفضها القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي اللبنانية واحتلالها لأجزاء منها. كما دعا إلى انسحاب إسرائيل الكامل وغير المشروط من جميع الأراضي اللبنانية المحتلة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بالكامل ودون انتقائية، بما يضمن بسط الدولة اللبنانية سيادتها على أراضيها، خاصة جنوب نهر الليطاني.

وفي الشأن الإنساني، شدد الرئيس السيسي على أهمية تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في إعادة إعمار لبنان، داعيًا الجهات المانحة والهيئات الدولية إلى المشاركة الفاعلة في هذه الجهود، لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي نحو السلام والتنمية.

كما تطرقت المباحثات إلى تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أكد الرئيسان ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي فورًا، واستئناف اتفاق وقف إطلاق النار، مع إطلاق سراح جميع الأسرى والرهائن، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. وجدد الجانبان رفضهما القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم، مؤكدين أن الحل العادل يقوم على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وتناول اللقاء كذلك تطورات الأوضاع في سوريا، حيث أعاد الجانبان التأكيد على دعم الشعب السوري، وضرورة إطلاق عملية سياسية شاملة وغير إقصائية خلال المرحلة الانتقالية، مع رفض كل مظاهر الطائفية والتقسيم. كما أدانا الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، مؤكدين أهمية احترام وحدة سوريا وسحب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة.

وفي ختام كلمته، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن مصر ستبقى داعمة للبنان الشقيق، ولجهود قيادته في الحفاظ على استقراره ووحدة أراضيه، مؤكداً تطلع مصر لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وتمكين لبنان من استعادة دوره كمنارة للثقافة والتنوير في المنطقة العربية.

كما أشار إلى عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين الممتدة منذ عصور الفينيقيين والمصريين القدماء، ومروراً بالتعاون الثقافي المشترك في العصر الحديث، لافتاً إلى أن مصر كانت من أوائل الدول التي دعمت لبنان منذ استقلاله، وستظل شريكًا فاعلًا في مسيرته نحو التعافي والنهوض.