الخميس 03 يوليو 2025

دول الخليج تُحكم قبضتها على أسواق الطاقة: 23.3% من إنتاج النفط العالمي و21.4% من احتياطي الغاز

باور بريس

بينما تزداد سخونة مشهد الطاقة العالمي وتحتدم المنافسة على مصادر الوقود في عالم يسعى للانتقال إلى مصادر أكثر استدامة تبرز دول الخليج العربي كأحد الأركان الثابتة في معادلة الطاقة بعد أن أظهرت بيانات دولية حديثة استحواذها على نحو 23.3% من إنتاج النفط العالمي و21.4% من احتياطيات الغاز الطبيعي، ما يضعها في موقع متقدم لا يتحكم فقط في الإمدادات بل في توازنات السوق ذاته.

ثِقل رقمي يتجاوز الجغرافيا

اللغة الباردة للأرقام تكشف واقعًا استراتيجيًا دافئًا تحت الرماد حيث تمثل دول مجلس التعاون الخليجي كتلة متماسكة من الدول ذات الاحتياطات الهائلة والسياسات البترولية النشطة والمواقع الجغرافية الحساسة ما يمنحها "قبضة طاقوية" تتجاوز مجرد الإنتاج إلى التأثير في التسعير واتجاهات العرض والطلب والتحالفات الكبرى داخل وخارج أوبك+.

   السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم تواصل الحفاظ على طاقتها الإنتاجية العالية بينما تعيد رسم دورها في توازنات العرض العالمي.

   قطر التي تحتل موقعًا متقدمًا في قطاع الغاز المسال تدير مشروعات توسعية ضخمة تعزز موقعها كمورد استراتيجي للأسواق الأوروبية والآسيوية.

   الإمارات من خلال أدنوك تستثمر في كل الاتجاهات من الاستكشاف والإنتاج إلى الطاقة المتجددة.

   الكويت، عُمان، البحرين: تحركات محسوبة في البتروكيماويات والوقود النظيف وتحديث البنية التحتية.

ليست الهيمنة الخليجية مجرد أرقام في تقارير الطاقة بل هي ورقة نفوذ تُستخدم في رسم السياسات الإقليمية والدولية فالموقع الجيوسياسي والاحتياطات الضخمة وخبرة الإدارة والعلاقات مع كبار المستهلكين كلها تجعل من دول الخليج لاعبًا لا يمكن تجاوزه في أي طاولة نقاش تخص أمن الطاقة العالمي.

ففي أوقات الأزمات كما حدث خلال الحرب الروسية الأوكرانية أو اضطرابات الشرق الأقصي كان الخليج هو الضامن الأخير للاستقرار والمصدر البديل الأكثر موثوقية والشريك الذي يعرف كيف يوازن بين مصالحه ومصالح السوق.

اللافت أن هذه السيطرة الخليجية تأتي في وقتٍ يتحرك فيه العالم نحو تحولات جذرية في أنظمة الطاقة إلا أن دول الخليج بدلاً من التراجع اتخذت مسارًا مزدوجًا تعزيز موقعها في سوق الطاقة التقليدية والاستثمار بقوة في مسارات الطاقة النظيفة.

من مشاريع الهيدروجين الأزرق والأخضر إلى تمويل مشاريع الطاقة الشمسية إلى استراتيجيات خفض الانبعاثات… الخليج اليوم لا يتخلى عن النفط لكنه أيضًا لا ينتظر قطار الطاقة الجديدة بل يصنع مقاعده فيه منذ الآن.

إذا كانت الطاقة هي مفتاح الاقتصاد العالمي فإن الخليج العربي بات هو "الخزنة" التي تحتفظ بالمفتاح.