الأحد 23 نوفمبر 2025

دكتور عبدالله العوضي يكتب:" غزة " مقسمة .. وفق الخطة ؟!

باور بريس

 

سنة أخرى مبهمة في " غزة " بعد وقف الحرب الطاحنة ، لكل معاني " الإنسانية " ، حتى أن الداخل الإسرائيلي ، و صف " نتن ياهو " ب " نصف قلب " ، لا يمكن أن إنسانا ، لأنه قتل جزء من الشعب الإسرائيلي في أسراه ، و أباد أهل غزة من دون تمييز بين " حمساوي " و أي فلسطيني آخر و إن كان جنينا في بطن أمه ، فهو ". متمرد " ، فإذا ولد يصبح مباشرة " حمساويا متطرفا " هكذا يفكر " نتن ياهو " و ثلاثة من وزرائه ، و ليس الشعب اليهودي بالطبع ، إلا شريحة صهيونية متمسحة بالتوراة و التلمود ، ألبست " الإبادة " جلباب الدين  .
منذ الإتفاق على وقف إطلاق النار ، توقفت "حرب الإبادة " و لكن القتل و الخروقات لم تتوقف ، و دخل على الأزمة " الخط الأصفر " الإسرائيلي ، بعد أن تخطت كل ألوان الطيف ، و لكن لون " السلام " المطلوب لا زال خارجا عن كل الألوان ؟! 
الآن اليمين المتطرف ، يقسم الأيمان المغلظة ، للعودة إلى بلا مبرر ، مع خلق أي مبرر لكي تثقب خطة ترامب ! 
لقد باليمين درجة من التمادي بالتهديد لضم الضفة الغربية و فق قانون صوت عليه الكنيست الإسرائيلي مؤخرا !
من الآن و صاعدا ، يدور الحديث حول " غزتين " واحدة في الجنوب و بمساحة 47% ، و ستترك مهملة إلى حين الوصول لاتفاق مع " حماس " لتسليم آخر " مدية " في مطبخها ؟! 
أما القسم الشمالي من غزة و المطلة على البحر ، فهو من اختصاص " كوشنر " صهر " ترامب ، لتسييل مبلغ 70 مليار دولار لإعادة الإعمار عن طريق بناء المنتجعات السياحية الفاخرة على شواطئ غزة الشمالية!
عندما فتح العالم أبوابه لإيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة ، قام صاحب ال " نصف قلب " ، بفتح " ربع باب " حتى تزداد آلام المرضى و الجرحى و المصابين و الجوعى ، و بذلك يطول زمن وصول المساعدات إلى من هو أحوج إليها بعد وقف حرب الإبادة الجماعية، لتبدأ مرحلة حرب الإبادة " الفردية " أو " العائلية " بسبب عودتها إلى منازلها التي ضاعت معالمها ، فكان جزاؤها القتل تحت مبرر " الخط الأصفر " لعبة موت جديدة دخلت على خط وقف إطلاق النار ، و لكن إطلاق الرصاص مستمر ؟! 
و هذا هو حقيقة ما يجري على الأرض التي لا علاقة لها باتفاق وقف الحرب ، قال مجلس الوزراء الفلسطيني، إن كمية المساعدات الإنسانية التي دخلت قطاع غزة حتى الآن تمثل من 15 إلى 30 في المائة فقط من الكميات المتفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النار  . (  صحيفة الشرق الاوسط - 26 / 10 / 2025 )
أي ما بين 150 إلى 300 شاحنة من أصل ألف شاحنة يوميا على أقل تقدير ، و هناك أيضا قرابة 6000 شاحنة خاصة بالأمم المتحدة ، بانتظار إذن السيد الأعظم للسماح لها بالعبور إلى ميدان القتال بعد وقفه .
إن لم تفتح إسرائيل كافة المعابر برا و بحرا و جوا ، فإن الوضع الإنساني أكبر من طارئ، فإن الإبطاء في العون عامل مساعد في موت المزيد من الأرواح البريئة ؟!
إسرائيل سمحت بدخول المساعدات وفقا لهواها و ليس على القانون الدولي الإنساني، مرة أخرى على أميركا التدخل من حسن سير القوافل الإنسانية فحسب.
لقد صرح وزير الخارجية المصري قوله : ترامب هو الضمانة الأولى لتنفيذ خطته في غزة، وسلاح حماس شأن فلسطيني وسيتم التعامل معه فلسطينيًا  . (  الشرق الأوسط - 6 / 10 / 2025 )
و دعا مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي، إسرائيل إلى ضمان وصول المساعدات الإنسانية فورًا وبشكل آمن إلى قطاع غزة، وأكدا التزامهما بالتعاون مع الشركاء الدوليين في إنعاش وإعادة إعمار غزة مستقبلًا .(  قناة الشرق - 7 / 10 / 2025 )

" غزة " ..  ما بعد العام الثاني

نطل هنا على مراكز الفكر العالمية، في تقييمها لمجريات الأمور، بعد دخول " غزة " المقسمة عامها الثالث، و لا زلت مكلومة ، و جرحها لم يلتئم و وضعها لم يستقم بعد على سكة السلام المنشود !
عبَّرت عن ذلك مؤسسة كارنيغي (Carnegie) في تقريرها: مع دخول الحرب في غزة عامها الثالث، اعترفت دول عدة بدولة فلسطين قبل وأثناء مؤتمر الأمم المتحدة، ويجب على المجتمع الدولي الآن التعاون مع الولايات المتحدة لإعادة صياغة خطة ترامب بشكل جذري بما يتوافق مع القانون الدولي. 
هذا القانون الذي وضعه " نتن ياهو " تحت دباباته و مجنزراته و  عجلات عرباته القتاليّة المدرعة ؟!
و لدى تشاتام هاوس (Chatham House) توضيح آخر عندما ذكرت بأنه : كان من الواضح أن أي خطة "لليوم التالي" في غزة أو فلسطين ستفشل إذا لم تُقدّم منظورًا واضحًا لتسوية أشمل، وفقًا لحل الدولتين، وبرغم الصعوبات والعقبات التي تواجهها الخطة المطروحة حاليًا، فإنها تُعدّ سبيلًا ممكنًا في الوقت الحالي لإنهاء العنف والمعاناة المروعة في غزة. 
أما معهد الشرق الأوسط (MEI)  فقد أشار إلى أنه : بعد عامين مريرين من الحرب في غزة، ثمة فرصة الآن لإنهائها، ولو مؤقتًا، خاصة أن المقترح المقدم يبدو فيه توجه نحو إتاحة الفرصة للإدارة الأميركية بادعاء، أو ربما حتى تحقيق، نجاح جزئي، ولكنه حاسم لهذه الجولة من العنف.
هذا و قد نوه مجلس العلاقات الخارجية (CFR) إلى أن: هذا هو العام الـ15 لنتنياهو كرئيس للوزراء، وهي أطول فترة في تاريخ إسرائيل، ومع ذلك فهو لا يزال بمنصبه، ولقد أثبت مرارًا قدراته السياسية، لكن الإخفاقات التي وقع بها بشأن غزة تشكل تحديًا له في انتخابات عام 2026. 
لقد دفع " نتن ياهو " فاتورة استمراره في الحكم لفترة مقبلة من  دماء أهل غزة ، و طلب ترامب من المحكمة العفو عنه، و هو في طريقه لإجراء تعديلات على القوانين التي أصدرت أحكاما بتهمة الفساد عليه و زوجته ، و كسب أصوات اليمين المتطرف في الكنيست للوقوف معه .
" نتن ياهو " يزحف على يديه و رجلي ، بل هو على أتم الاستعداد للعودة إلى الحرب من أجل البقاء في السلطة ، و هو يقوي حجة معارضيه مثل " لابيد "و غيره ؟! 
و ذهب معهد ستيمسون (Stimson) إلى القول بأنه : بعد عامين من الحرب، برز توجه نحو التوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن التجارب التاريخية تشير إلى احتمال عدم استقرار المفاوضات، مما يستدعي خفض التوقعات بشأن التوصل إلى حل شامل للصراع . ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية- 8 / 10 / 2025 )
و هذا على مستوى عدم التزام   اسرائيل باتفاقياتها و على مدار عقود، و ليس فقط ما يتعلق بخطة " ترامب " الأخيرة .
و الدليل من لبنان الحاضر ، و قد بلغت خروقاتها أكثر من 4000 خرقا  وفقا للحكومة اللبنانية !

حق "الخرق " .. حصري ؟!

إسرائيل تعبث  بالخروقات ، كيف ما شاءت ، و على الطرف الآخر الإنصياع فحسب، و إلا .. ؟!
سيتقاطع " الخط الأصفر " ، مع العين فوق البرتقالي، 
حصيلة كل ذلك هي في 
إيعاز نتنياهو بشن ضربات على غزة ، و  قد وجّه بتنفيذ ضربات قوية وفورية على قطاع غزة، ثم أبلغ الجانب الأميركي بالقرار، في ظل تأكيد مصادر مطلعة أن "أي خطوة في غزة تحتاج إلى موافقة أميركية .
عدم وجود موافقة أميركية نهائية حتى الآن على توسيع نطاق السيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة، في ظل استمرار النقاشات حول اتخاذ إجراءات للرد على "خروقات حماس لاتفاق وقف إطلاق النار" 
تقديرات بشأن صمود اتفاق غزة بأن الضربات الموجّهة ضد حماس لن تتطور إلى عودة شاملة للقتال، في ظل توقعات ترجح صمود وقف إطلاق النار رُغم التحديات 
لأن هناك معارضة أميركية لأي تغييرات في الخط الأصفر و أن الولايات المتحدة تُعارض تنفيذ اجتياح بري للقطاع، أو إجراء تعديل جوهري على "الخط الأصفر" (الذي تنتشر خلفه القوات الإسرائيلية مُنذ بدء سريان الاتفاق) .
قوات من سلاح الهندسة القتالي الإسرائيلي نفذت عملية في رفح، بعد الاشتباه بوجود مسلحين في منطقة عميقة تحت الأرض، وسط ترجيحات بأن العملية استهدفت جزءًا مركزيًا من آخر شبكات الأنفاق في المنطقة . (  صحيفة " يديعوت أحرونوت ، و القناة 13 الإسرائيلية ، و صحيفة يسرائيل هايوم ، و موقع  "و اللا " - 29 / 10 / 2025 )
الإشتباه وحده كاف لدى إسرائيل لارتكاب أفظع الجرائم و الخروقات ، و إن عطلت مسار الإتفاق و حيده عن تحقيق أهدافه السلمية . 
حركة "حماس" صرحت   : لا علاقة لنا بحادث إطلاق النار في رفح، ونؤكد التزامنا باتفاق وقف إطلاق النار ، و نطالب الوسطاء الضامنين للاتفاق بالتحرك الفوري للضغط على إسرائيل، لوقف انتهاكاتها (  الأناضول - 29 / 10 / 2025 )
و  قال مسؤولون إسرائيليون : 
كل خطوة إسرائيلية في غزة تحتاج لموافقة أميركية مسبقة وتم توضيح ذلك لنتنياهو ، لا يمكننا تنفيذ كل ما نريده في غزة بسبب القيود الأميركية . (  الجزيرة عن هيئة البث الإسرائيلية - 29 / 10 / 2025 ) 
و ذكر تقرير سري لهيئة رقابية  أميركية كشف أن وحدات من الجيش الإسرائيلي ارتكبت "مئات" الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان في غزة، وأشار التقرير إلى أن مراجعة هذه الانتهاكات قد تستغرق سنوات، ما يثير شكوكًا حول مساءلة إسرائيل عن أفعالها (  صحيفة " واشنطن بوست  -  31 / 10 / 2025 )

إسرائيل.. و " اللا تريد  " ؟!

في معظم أدبيات " طوفان الأقصى " ، عن سبعة أكتوبر    2023 ، حتى دخول السنة الثالثة، في خطة ترامب لوقف الحرب ، لا يعرف العالم إسرائيل ماذا تريد؟! ، أو يمكن اختصار ذلك في " نتن ياهو " ماذا يريد على وجه الدقة!
دمر غزة ، و كان بالإمكان احتلالها من دون إبادة جماعية إضافة إلى تسوية كل قائم بالأرض، مقارنة بأي دولة مستعمرة !
الآن جاء دور استحقاق السلام ليس في فلسطين وحدها ، بل في العالم أجمع ، شخص واحد لا يريد دولة فلسطينية من دون العالمين ، و قد جف حبر قلم أوسلو من هذا المطلب الدولي. 
المطلوب في هذه اللحظة الحرجة تشكيل " قوة دولية " متعددة الجنسيات ضامنة لاستمرار وقف الحرب ، و لكن إسرائيل كعادتها المملة " لا تريد " ماذا ؟! 
خلافات حول شكل القوة الدولية المقرر تشكيلها في غزة ، تل أبيب لا تريد "قوة أممية رسمية" في غزة على غرار "يونيفيل" في لبنان ، و لا تريد مشاركة السلطة الفلسطينية في القوة الدولية في غزة ، و من المرجح أن يضغط ترامب على نتنياهو لتقديم تنازلات بشأن القوة الدولية في غزة (  العربية عن وسائل  إعلام إسرائيلية - 29 / 10 / 2025 )

لا .. لتركيا ؟!

و أوضح دليل على هذا " اللاتريدية " ، رفضها مشاركة تركيا بالقوة الدولية في غزة
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي (27 أكتوبر 2025 ) ، أن تل أبيب ترفض مشاركة قوات تركية ضمن أي قوة دولية مقترحة للعمل في قطاع غزة بموجب الخطة الأميركية الرامية إلى إنهاء الحرب. 
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في بودابست مع نظيره المجري، حيث أوضح بأن إسرائيل لن تقبل سوى  مشاركة دول تُظهر قدرًا من الحياد في مواقفها تجاهها.
تطالب إسرائيل بتحديد هوية الدول التي ستشارك في القوة الدولية، في إطار تصوراتها لضمان الأمن بعد الحرب، حيث ترى أن إشراك قوات من دول تتبنى مواقف منحازة ضدَّها، يشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي. 
عبّر نتنياهو (22 أكتوبر 2025 ) ، عن معارضته لأي دور تركي في غزة، مشددًا على أن قرار السماح بدخول قوات أجنبية يجب أن يكون بيد إسرائيل وحدها. 
تُبدي تركيا رغبة واضحة في الانخراط في ترتيبات ما بعد الحرب، إذ أعرب أردوغان مؤخرًا عن استعداد بلاده لتقديم كافة أشكال الدعم لغزة. 
كانت تركيا طرفًا في قمة السلام بشرم الشيخ التي وضعت معالم خطة ترامب في غزة، في ظل اضطلاع مؤسسات تركية بارزة بدور مهم في القطاع، مثل هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات.
يعكس الرفض الإسرائيلي لمشاركة تركيا ضمن القوة الدولية في غزة صراع نفوذ أعمق يتجاوز نطاق الخلافات الثنائية المعهودة، ويُجسد في مضمونه قلقًا متناميًا من تصاعد الدور التركي كمنافس استراتيجي في المنطقة. 
بالتوازي، تشير تقديرات إلى أن هذا الموقف، في ظل التماهي الأميركي ، يدعم احتمال أن أي ترتيبات أمنية وسياسية لمرحلة ما بعد الحرب ستظل محكومة بالمتطلبات الأمنية الإسرائيلية. ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 29 / 10 / 2025 )

قوة الإستقرار.. الدولية!

أسابيع مقبلة ، لاستقبال هذه القوة التي لا تزال تنتظر قرار " التفويض " الدولي "
هذه سابقة لم تشهد " غزة " فلسطين مثيلا لها منذ " وعد بلفور " و " الكتاب الأبيض " و معاهدة " سايكس بيكو " .
ستكون تجربة مليئة بالتحديات في الميدان ، و أي فلتان يعني إشعال حرب أخرى مختلفة عن المواجهة مع إسرائيل .
و المقارنة في ذلك مع أفغانستان و لبنان و ما جرى في يوغوسلافيا ، ليست عادلة و لا مشابهة للظروف الفلسطينية بشكل و موضع غزة من الإعراب السياسي ، فعرابي هذه الخطة ، وتكوف و كوشنر و فانس ليسوا على دراية كافية بما ستؤول إليه الأمور ، إذا لم تتمكن تلك القوة ردع إسرائيل أولا إذا خرجت عن الخطة عنوة ؟!
لترسيخ هذه " الخطة الجديدة " تجري أميركا محادثات مع مجموعة من الدول حول تشكيل قوة دولية لنشرها في قطاع غزة، على أن تعرض الخطة رسميا خلال الأسابيع القليلة المقبلة. 
و قال مسؤول أميركي إن القيادة المركزية الأميركية تتولى إعداد خطة القوة، التي تنص على إنشاء جهاز شرطة فلسطيني جديد يتم تدريبه وفحصه من قبل الولايات المتحدة ومصر والأردن، إلى جانب قوات من دول عربية وإسلامية ، مثل أندونيسيا و أذربيجان و تركيا أبدت استعدادها للمشاركة ، بينما أبدت دول أخرى تحفظاتها بسبب الوضع الأمني المضطرب في غزة . 
و قال أحد المخططين : " إذا لم تكن لدينا منظومة أمنية و حوكمة موثوقة في غزة يوافق عليها  الإسرائيليون فسنجد أنفسنا عالقين في وضع تكون 
فيه إسرائيل تهاجم باستمرار .

عشرون.. بند !

و وفقا لخطة " ترامب " المؤلفة من 20 بندا فإن نشر "قوة الاستقرار الدولية" يعد شرطاً أساسياً لانسحاب إسرائيل الإضافي من نحو 50% من أراضي غزة التي لا تزال تسيطر عليها. وستُكلّف هذه القوة بتأمين الحدود مع إسرائيل ومصر ومنع تهريب الأسلحة.
لكن تنفيذ الخطة يعتمد على موافقة حماس على التخلي عن سلطتها وعن جزء من ترسانتها العسكرية. ويرى بعض التيارات اليمينية في إسرائيل والولايات المتحدة أن الحركة لن تقدم على هذه الخطوة طوعاً، مما يعني أن إسرائيل قد تُضطر لاستئناف الحرب. وقد زادت الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على رفح، رداً على هجوم مزعوم لحماس، من احتمالية هذا السيناريو.
ويحاول المسؤولون الأميركيون جاهدين تجنب عودة الحرب، ويعتبرون أن "قوة الاستقرار الدولية" عنصر أساسي في تحقيق هذا الهدف، لكنهم يشددون على ضرورة عدم التسرع. قال مسؤول أميركي رفيع " من الأفضل أن نتحرك ببطء وننجز الأمر بشكل صحيح لأننا لن نحصل على فرصة ثانية".
وكان موضوع "قوة الاستقرار الدولية" محوراً رئيسياً في الاجتماعات التي عقدها المبعوثان الأميركيان ستيف ويتكوف (Steve Witkoff) وجاريد كوشنر (Jared Kushner)، إلى جانب نائب الرئيس فانس (Vice President Vance) ووزير الخارجية ماركو روبيو (Marco Rubio)، خلال زياراتهم الأخيرة إلى إسرائيل.


وقد أجرى كوشنر وويتكوف قبل أسبوعين مشاورات موسعة مع مجموعة من كبار الضباط الإسرائيليين للحصول على آرائهم بشأن الخطة.

الإنهيار .. الأخير

وقال مسؤول إسرائيلي إن
 الجانب الأميركي قدم تصورات حول حجم القوة، فيما شدد الإسرائيليون على أن "الشرعية لدى السكان المحليين واستعداد القوة للقتال أهم من عددها".
ويأتي هذا التحرك في ظل الانهيار الأخير لوقف إطلاق النار يوم الثلاثاء 26 / 10 / 2025 ، ما أظهر هشاشة الوضع الأمني في غزة. غير أن فكرة إنشاء "قوة الاستقرار الدولية ISF" التي تتضمنها خطة  ترامب تثير أسئلة سياسية معقدة لإسرائيل وحركة حماس والدول المرشحة لإرسال قوات.
وقال مسؤول  أميركي : "الإسرائيليون قلقون لأنهم لم يعودوا يسيطرون على مجريات الأمور، وقد قلنا لهم: فلنُهيئ الظروف المناسبة ثم نرى مدى جدية حماس".
وفي المقابل، لا تبدو الكثير من الدول راغبة في إرسال قواتها إلى غزة خوفا من الانخراط في مواجهة مع حماس أو الوقوع بين نيران الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.
وأعربت تركيا عن استعدادها للمشاركة في القوة، لكن إسرائيل تعارض أي وجود عسكري تركي في غزة. ومع ذلك، ترى واشنطن أن إشراك تركيا إلى جانب قطر ومصر ضروري لأنها تعتبر هذه الدول الأكثر قدرة على التأثير في حماس ودفعها إلى "الالتزام بالاتفاق".
وقال مسؤول أميركي : "تركيا لعبت دورا مهما في إنجاز اتفاق غزة، وانتقادات نتنياهو لأنقرة كانت غير بناءة". وأضاف: "نحن ندرك المخاوف الإسرائيلية ونعمل على إيجاد صيغة تحقق الاستقرار وتكون مقبولة من الجانبين".

قوة احتلال .. أم استقرار ؟!

ويتمثل الهدف الرئيسي في هذه المرحلة بالحصول على موافقة حماس على نشر "قوة الاستقرار الدولية"، إذ قال مصدر مشارك في العملية: "إذا رأت حماس أن هذه القوة قوة احتلال، فسيكون من الصعب دخول غزة، لكن إن وافقت، فسيختلف الوضع تماماً".
وفي هذه الحالة، لن تضطر القوة إلى خوض حرب ضد حماس، بل ستعمل على فرض الأمن والتصدي للعناصر التي تعرقل تنفيذ الاتفاق.
ويشير المسؤولون الإسرائيليون و الأميركيون إلى أن حماس تستغل وقف إطلاق النار لإعادة تنظيم صفوفها، لكن سيطرة إسرائيل على نصف القطاع وإغلاق الحدود مع مصر يحدّان من قدرتها على إعادة التسلح.
ويؤكد هؤلاء أن الحركة تمر بأضعف مراحلها منذ نحو عشرين عاما، وتتعرض لضغوط كبيرة من دول عربية وإسلامية للتخلي عن السلطة ونزع سلاحها والانخراط في خطة السلام التي يقودها ترامب.
وقال مسؤول أميركي 
إن مصر وقطر وتركيا أبلغت واشنطن بأن حماس قد توافق على نشر القوة الدولية، بل وربما تسمح لها بمراقبة الحدود وتنفيذ مهام داخل غزة.
لكن العقبة الأساسية، بحسب المسؤول نفسه، تتمثل في ضرورة أن تقتنع حماس بأن مقاتليها سيمنحون فعلا عفوا عاما في حال موافقتها، وألا يتعرضوا للملاحقة لاحقا من قبل القوة أو خصومهم الفلسطينيين.


الجنوب .. أولا

 

ويرى مستشارو ترامب أنه من الضروري "ألا يمنح حماس أي مبرر لرفض الخطة"، رغم إدراكهم لاحتمال رفضها. وفي حال تعذر الاتفاق، قد تُنشر القوة أولاً في جنوب غزة، حيث لا تسيطر حماس، لتأمين منطقة آمنة تُمكّن من بدء إعادة الإعمار.
ويقول المسؤولون  الأميركيون إنهم أحرزوا تقدما ملموسا في الأيام الأخيرة في صياغة مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يمنح "قوة الاستقرار الدولية" تفويضاً قانونياً يسمح للدول بالمشاركة فيها.
ووفقا لمصادر مطلعة، فإن القرار لن يجعل من القوة بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، بل ستبقى الولايات المتحدة مسؤولة عن الإشراف والمراقبة والتأثير في عملياتها.
ومن المتوقع اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تشكيل القوة خلال الفترة  المقبلة، على أن تُعرض الخطة النهائية على إسرائيل والدول المحتمل مشاركتها خلال الأسابيع القادمة.
وقال أحد المسؤولين المشاركين في إعداد الخطة إن الفريق 
الأميركي يحاول التعلم من إخفاقات مهام حفظ السلام السابقة في لبنان وأفغانستان.
وقال مسؤول  أميركي  آخر: "هناك اهتمام كبير من دول المنطقة بالمشاركة في القوة، ولم يرفض أحد الفكرة حتى الآن، والجميع ينتظر رؤية الشكل النهائي للخطة".
وأضاف مصدر مطلع: "معظم من يعرفون تاريخ هذا الصراع لا يمنحون الخطة فرصة كبيرة للنجاح، ويجب أن تكون ساذجاً لتخلو من الشكوك، لكن في الوقت ذاته، لا أحد يريد أن يقف في مواجهة ترامب".
المصدر 30 / 10 2025)
(  Rt - axios

الخطة .. و إطالة عمر السياسة

الخطة لا تعالج القضيا النهائية لكن البديل ليس اتفاقاً “أكمل” بل انهيارا أسرع. منطق المرحلة يقتضي بناء “سلال أمان” تمنع الارتداد... إنها براغماتية إنقاذ تُ لإطالة عمر السياسة .
واشنطن تدفع نحو التنفيذ السريع، و اليمين الإسرائيلي يلوح بالعودة إلى الحرب .
و " حماس " تعيش تناقض البقاء السياسي مع شرط نزع السلاح . 
خمسة أيام هادئة تلاها اشتباك في رفح كاد يطيح بالهدنة .
الرسالة الأهم ليس " من بدأ "
بل في أن أي فراغٍ رقابي سيتحوّل فوراً إلى ثغرةٍ ينفذ منها المخرّبون، وأن الإيقاع الأميركي - إيفاد كوشنر وويتكوف ولقاءات نائب الرئيس جي دي فانس - هو ما أعاد الأطراف إلى النص بعد ساعات من الانفلات.
 مشكلة نتنياهو مزدوجة ، انتخابات يلوّح  بها و يمين متطرف يطالب بإكمال الحرب في وقتٍ تتزايد تكلفة العزلة الدولية وتصدّعات الداخل الإسرائيلي اقتصادياً ومجتمعياً. 
لذلك يتصرّف على حافة الاتفاق؛ يلوّح بتعديل خطوط الانسحاب ويستخدم المعابر كورقة ضغط، ثم يتراجع تكتيكياً تحت سقف الضغوط الأميركية، في سلوك يؤكد أن الضمانة ليست “نوايا” الحكومة بل تكلفة الخروج على الخطة عندما تُقاس يومياً وتُعلن للرأي العام.
التحول الجاري في الولايات المتحدة نفسها. الإجماع التقليدي على دعمٍ غير مشروط لإسرائيل يتآكل داخل النخبة والرأي العام، بما في ذلك بين اليهود الأميركيين والشباب الجمهوريين. 
هذا لا يعني انقلاباً فورياً في السياسات، لكنه يقلّص هامش المناورة أمام أي حكومة إسرائيلية ترغب في الاستمرار في “حربٍ بلا نهاية” أو إدارة احتلالٍ معلن في الضفة والقطاع. بكلمات أخرى، تثبيت الاتفاق هو أيضاً طريق إسرائيل الوحيد لترميم صورتها وشراكاتها، لا سيما وقد باتت عبارة “العزلة الدولية” جزءاً من قاموسها الداخلي
هل تكفي الخطة الأميركية بذاتها ؟. لا. ما يرجّح كفّتها هو تحويلها من “صفقة” إلى “مسار”. مراقبة متعددة الجنسيات تبدأ عملها فوراً وتصدر تقارير مختصرة يومياً، خرائط انتشار وانسحابات معلنة لا تُترك لتأويلات “الخط الأصفر” على شاشة هاتف، وتدرّج واقعي في ملف السلاح يربط كل خطوة بتحسّن أمني وإنساني قابل للقياس. 
الخطر على الإتفاق حقيقي ، لكنه ليس قدرا ، و كلفته على المعرقلين يجب أن ترتفع سياسيا و ماليا و أخلاقيا ، و تكلفته على الملتزمين يجب أن تنخفض عبر مكاسب ملموسة للناس. ( أحمد فيصل الدوسري- النهار العربي - 22 / 10 / 2025 )

جاء دور .. المساحيق ؟!

بعد أن سحقت إسرائيل " غزة " بكل تفاصيلها ، و تلطخ وجهها بدماء الشهداء و الأبرياء ، و ذهبت سمعتها أدراج الرياح ، لجأت إلى شراء أطنان من مساحيق التجميل الكاذبة ، لتغطي على جرائم الإبادة الجماعية المقررة في أروقة محكمة الجنايات الدولية!
من هنا قررت الحكومة  الإسرائيلية تخصيص أكثر من نصف مليار شيكل ( نحو 145 مليون دولار ) ، ضمن ميزانية 2025 ، لتمويل حملة رقمية واسعة هي الأكبر منذ العدوان على غزة ، تستهدف تشكيل الرأي العام الأميركي .
الحملة تعرف ضمن " مشروع 545 “ و تركز على " تسليح وسائل التواصل الاجتماعي " ، باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل chat GBT .
أهداف المشروع : تحقيق 50 مليون ظهور شهري ، مع تخصيص 80% من المحتوى لجيل Z ، عبر تك توك و إنستغرام و يوتيوب.
وفقا لسجل الوكلاء الأجانب الأميركي ( FARA ) , وزارة خارجية الإحتلال تعاقدت مع شركة Clock Tower الأميركية.
الشركة يديرها براد بارسكال مدير الحملة الإنتخابية السابقة لترامب .
مهمة الشركة : توجيه الخطاب الإسرائيلي على الإنترنت ، و التأثير على استجابات أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل (Gemini , Grok , Chat GBT ) ، فيما يختص إسرائيل.
إطلاق برنامج مواز باسم " مشروع استر " لدعم المؤثرين الأميركيين ، بعقود تصل إلى 900000 ألف دولار للفرد.
الميزانية الشهرية للمشروع : نحو 250 ألف دولار .
يبدأ التعاون مع ( 5-6 ) مؤثرين يطلب منهم نشر 25 - 30 منشور شهريا ، قبل التوسع ليشمل وكالات أميركية و صناع محتوى إسرائيليين .
( يديعوت أحرونوت- 8 / 10 / 2025 ) 
لقد سقط من قاموس إسرائيل مقولة مزيفة عن أنها " واحة الديمقراطية " في الشرق الأوسط " التي حولته إلى أنهار من الدماء و الأشلاء و الأنقاض التي تنوء بحملها الجرارات ، كيف يمكن لها ان تزيلها بالمساحيق الخادعة و المكياج الفاضح لسوء فعالها منذ أكثر من سبعة عقود سرقت فيها أمة كانت آمنة مطمئنه يأتيها رزقها رغدا من عند ربها ؟!

الخطة : نتنياهو حجر عثرة؟!

ستبقى " خطة ترامب " للسلام في غزة تراوح مكانها، ما دامت أميركا غير حاسمة و حازمة مع إسرائيل " نتنياهو " الذي ينثر الحجارة تلو الأخرى أمام الخطة و الأشواك المؤلمة في طرق تنفيذها!
هذا " النتن .. ياهو " تراجع مؤقتًا عن السماح بمرور آمن لنحو 200 مسلّح في رفح، وذلك نتيجة ضغوط داخلية من شركائه في الحكومة.( يديعوت أحرنوت - 4 / 11 / 2025 ) 
ليس هذا فحسب،  بل زرع شوكة أخرى في قلب " الخطة " من قبل الجيش الإسرائيلي الذي أفاد: باستهداف مسلحين اجتازوا "الخط الأصفر" واقتربوا من موقع عسكري في جنوب قطاع غزة. وأوضح الجيش أن وجود عناصر تابعة لحماس خلف هذا الخط يُعد خرقًا للاتفاق. (  “ القناة 12 “ الإسرائيلية - 4 / 11 / 2025 )
دخل " الخط الأصفر " الذي لا يُعرف له حدودا واضحة ، كابوسا آخر من أجل ممارسة القتل العشوائي ، و كأن اتفاقا لم تر النور بعد لدى إسرائيل! 
اقترحت إدارة ترامب على إسرائيل استسلام "المخربين" المحتجزين في نفق برفح وتسليم أسلحتهم لجهة ثالثة مقابل عفو إسرائيلي .
يأتي  الرد من مسؤول إسرائيلي قوله : نرفض في هذه المرحلة كل بنود الاقتراح الأميركي لحل أزمة "المخربين" المحتجزين في نفق برفح . 
أما الولايات المتحدة فقد طلبت وساطة الاستخبارات التركية لحل أزمة "المخربين" المحتجزين في رفح ورئيسها التقى وفدًا من حماس . (  الجزيرة نقلا عن " القناة 12 “ الإسرائيلية - 6 / 11 / 2025 ) 
و لم يطل الوقت على هذا المطلب، حتى أعلن مسلحو "حماس" المتحصنين في منطقة رفح التي تسيطر عليها إسرائيل في غزة ، أنهم سيسلمون أسلحتهم مقابل السماح لهم بالمرور إلى مناطق أخرى من القطاع بموجب اقتراح لحل مشكلة يُنظَر إليها على أنها خطر على وقف إطلاق النار المستمر منذ شهر ( رويترز - 7 / 11 / 2025 )

مصر .. الدور الأكبر

مصر تعتبر دولة مفصلية لإنجاح عمل " مجلس السلام  " في غزة ، فهي الشريان التاجي لقلبها و المعبر الآمن لإيصال كل احتياجاتها من كل النواحي .
هذا أمر ، و الأمر الآخر، لدى مصر خبرة طويلة قاربت النصف قرن في التعامل مع إسرائيل من بعد توقيعها على معاهدة السلام معها بين السادات و بيجن و بشهادة الراعي الأميركي كارتر .
لا شك في أن هذه الخبرة الطويلة عامل مساعد لإحلال السلام المنشود في غزة العزة والكرامة، رغم الدمار و الإبادة الجماعية ، 
من المهم و الضروري إن يكون دور مصر في الصدارة.
ذكرت هيئة الاستعلامات المصرية في هذا الصدد قولها بأن : قوة حفظ الاستقرار منفصلة عن إدارة غزة، وتكليف القوة الدولية بنزع سلاح حماس سيؤدي لصدامات ، و إسرائيل تضع شروطًا تعرقل تطبيق خطة غزة،و أميركا تطالب إسرائيل بتخفيف شروطها .
الشرطة الفلسطينية المدربة هي من ستتولى أمن غزة، والفلسطينيون لن يقبلوا بقوة أجنبية تتولى أمن غزة و لقد مررنا رسائل حاسمة لإسرائيل عن قواتنا في سيناء . ( العربية - 6 / 11 / 2025 )
هذه الخطوط العريضة، لا بد من أخذها بعين الإعتبار، إذا أرادت أميركا المضي في خطتها حتى النهاية التي ترسخ جذور السلام في المنطقة برمتها ، و لو لم ترض غرور إسرائيل الطاغي !
لذا أميركا لم تغفل دور مصر في حل هذا الصراع المأزوم و المفتوح على كل الاحتمالات ؟ 
واشنطن وزّعت بشكل رسمي مشروع قرار بشأن غزة على أعضاء مجلس الأمن الدولي الذي ينص على إنشاء مجلس السلام كهيئة انتقالية لإعادة الإعمار وإدارة المساعدات ، و يدعو
إلى تأييد الخطة الشاملة لإنهاء الصراع في غزة ، و تشكيل قوة دولية مؤقتة للاستقرار تعمل بالتنسيق مع مصر وإسرائيل , و لمدة لا تقل عن عامين، تمنح "واشنطن" والدول المشاركة تفويضًا واسعًا لإدارة القطاع وتوفير الأمن حتى نهاية عام 2027 مع إمكانية التمديد . (  موقع "أكسيوس "4 / 11 / 2025 ) ،  (  الجزيرة - 6 / 11 / 2025 )  
و كذلك السلطة الفلسطينية تُرحب بانتشار قوات متعددة الجنسيات في قطاع غزة مع التحفظ على بعض بنود مسودة المشروع  الأميركي . (  سكاي نيوز عربية - 4 / 11 / 2025 )

أميركا.. ضغط أعظم !

الداخل الإسرائيلي يفور نقدا ل " نتن .. ياهو " و يزداد مدحا في " ترامب " لفضله على عملية تبادل الرهائن و خطة وقف الحرب في غزة !
لا زلنا ننتظر من أميركا الوصول إلى نقطة الضغط الأعظم على " نتنياهو " لأنه ربط مصير دولة إسرائيل كلها في فوزه لولاية رابعة؟! 
و أميركا قادرة حتى اللحظة ممارسة سياسة أكثر صرامة مع حكومة نتنياهو المتطرفة إلى أقصى درجة! 
إحدى أدوات هذا الضغط تكمن في زيارة مفاجئة لمديرة الاستخبارات الأميركية ، تولسي غابارد، إلى إسرائيل بهدف دعم تنفيذ اتفاق غزة ومتابعة التنسيق الأمني. (القناة 12 الإسرائيلية - 4 / 11 / 2025 )
و هو  ما أقر به مسؤول إسرائيلي في قوله : كنا مترددين في الموافقة على تفويض أممي للقوة الدولية في غزة، لكننا تراجعنا تحت ضغط أميركي .
لقد شاركنا بصياغة مشروع القرار  الأميركي لإنشاء القوة الدولية ولا نزال نحاول التأثير على صياغته ، و ستحاول بعض الدول زيادة مشاركة مجلس الأمن قدر الإمكان، وستسعى إسرائيل لمنع ذلك . (سي إن  إن - 5 / 11 / 2025 ) 
حتى على المستوى الإنساني للولايات المتحدة الأميركية اليد العليا على إسرائيل ، أيضا باعتراف مسؤول أمني إسرائيلي حيث قال : إن قوات  أميركية تشارك في الإشراف على نقل المساعدات إلى غزة ضمن خطة ترامب لوقف إطلاق النار، و  أن مركز التنسيق المدني العسكري الأميركي سيتولى إدارة دخول المساعدات بدلًا من إسرائيل، مع بقائها جزءًا من العملية .(  صحيفة الشرق الأوسط و صحيفة واشنطن بوست  - 9 / 11 / 2025 )
يبدو أن أميركا شعرت بضياع إنسانية إسرائيل وسط  ركام غزة، فأرادت أن تنثر بقايا من رماد إنسانيتها قبل أن تذروها رياح السياسة العاتية  ؟!