دكتور عبد الله العوضي يكتب:" مبدأ ترامب " .. المئة الأولى

عندما يُذكر " ترامب " ، تدرك أميركا في عظمتها ، ليس في شخص الرئيس، بل أميركا " الحلم " الذي تحقق لرجل ليس من أصل أميركي ، و قد تنبأ في مقتبل شبابه بأنه سوف يصبح رئيسا للولايات المتحدة الأميركية ، و قد كان ، و بعد انقضاء فترته الأولى ، لمح بعودته للحكم فترة ثانية، و قد حدث ، و هو الآن يتهيأ لفترة ثالثة ؟!
هذا هو الحلم الأميركي، و لا يشبه حلما آخر ، نقول بأن ذلك لا يقتصر على السياسة فحسب، بل في عالم المال والأعمال و الاقتصاد و الإختراعات أكثر مما يصعب حصره .
ترامب الفترة الأولى ، كان بمثابة المفاجأة أو الصدمة بالنسبة لكل دول العالم ، و لكن في فترته الثانية ، وقت امتصاص صدماته و إن كانت أكثر من السابق .
في عالم السياسة، يعتبر ترامب " لا منتمي " بمعنى " لا إلى هؤلاء و لا إلى هؤلاء " ، بالمختصر المفيد لا هو جمهوري ولا ديمقراطي!
و هذا الوضع يعطيه مساحة من الحراك السياسي و العملي في اتخاذ قرارات صعبة مع كل دول العالم .
لا زالت أميركا دولة الألفية الثالثة بلا منازع ، و إن كان اليوم يبحث عن تعدد الأقطاب ، و هي ليست دولة عشوائية التخطيط للمستقبل، و خطتها إلى سنة 3000 آلاف جاهزة منذ أكثر من ربع قرن ، تقريبا بكل تفاصيلها الجيوسياسية .
هذا وقد تم تحقيق و تنفيذ معظم مامر عليها في الخمس والعشرين سنة الماضية ، و لا يمكن إغفال جزئية هامة في التخطيط الاستراتيجي الخاص بالمشاريع المستقبلية التي قد تكون على حساب مصالح دول أخرى منافسة سواء كانت صديقة أو حليفة أو خصيمة إلى درجة العداوة
أكثر من.. سيناريو!
و الأمر الأوضح في مسيرة الحياة السياسية في علاقتها الدولية تكمن في وضع سيناريوهات عديدة للمشروع الواحد ، و تبني في طريقها تكتيكات مرحلية متغيرة إلى درجة التناقض و التعقيد و الغموض ؟!
على سبيل المثال، في أزمة " الربيع العربي " التي لم تنته آثارها بعد ، صممت أميركا و هي صانعها الفعلي سبعة عشر سيناريو ، قد يكون البعض في من أمرها ، فضلا عن تدارك نتائجها السلبية على بعض الدول التي لم تتعافي بعد من أزماتها المستفحلة!
أكبر عامل في سر قوة أميركا، أنه ليس فيها أميركي واحد ، فسكانها من كل أصقاع الأرض، و معظهم من بقايا الإستعمار البريطاني، و كل واحد منهم ولاؤه الأوحد لأميركا الوطن الذي يتخطى كل الانتماءات الأخرى دينية أو فكرية أو حزبية أو عرقية ، و هو ما تسميه هيلارى كلينتون شروط لعبة المواطنة !
عنصر القوة الآخر يخص الجانب المادي البحت ، منها تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ عسكرية من ثلاث اتجاهات جيوسياسية، في الشمال و الجنوب و الوسط ، و في تلك المناطق الجغرافية صنعت لها قواعد عسكرية مختلفة يبلغ تعدادها قرابة 800 قاعدة ، و في بعض الدول لها أكثر من قاعدة عسكرية .
أيضا العامل الجغرافي و الطبيعي، و هو هبة من الله تعالى، و لكن أميركا أحسنت الاستفادة منها ، في باطن أرضها التي تتجاوز مساحتها العشر كيلو متر مربع من التنوع و الثراء في المخزون ، فهي وحدها تملك 70 عنصر في باطنها ، بحيث لا تحتاج لمصادر غيرها ، و هي ما لا تتوفر في أي مكان في العالم .
عقل مستفز .. و مستنفر
أما في عالم براءات الاختراع، فإنها لا زالت في المركز الأول على المستوى العالمي، و ركيزة أساسية في تطوير التكنولوجيا الحديثة بشتى فروعها، سواء في مجال الفضاء أو في ظاهر الأرض و باطنها.
من هنا تدرك أميركا أهميتها القصوى ، مقارنة مع الدول المتقدمة الأخرى، و عنصر التحدي و التنافس الحاد يجعل عقلها و فكرها في حالة من الإستفزاز و الاستنفار .
قبل تنصيب ترامب رسميا في 21 /1 / 2025 ، كان العالم مهيئا لاستقباله بكل وضوح و صراحة و حماس، لقد جُرِّب من قبل ، الآن أوضح من ذي قبل .
صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان كان على رأس المهنئين في العالم العربي بفوز ترامب ونائبه جيمس فانس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، متمنياً لهما التوفيق في خدمة الشعب الأميركي الصديق. على مدى أكثر من خمسة عقود، ترتبط دولة الإمارات والولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية وثيقة وشراكة تنموية متطورة محورها اقتصاد المستقبل، ونتطلع إلى مواصلة تعزيز هذه الشراكة خلال الفترة المقبلة لمصلحة بلدينا وشعبينا ( 6 / 11 / 2024 )
رئيسة وزراء إيطاليا قالت: لدينا علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة وسنعززها الآن بشكل أكبر .
و أردف أمين عام حلف الناتو قوله بأن : ترامب أظهر قيادة أميركية قوية طوال فترة ولايته الأولى ، أما
"زيلينسكي" فقد هنأه على فوزه و وصفه ب "المذهل" في الانتخابات و أضاف رئيس الوزراء البريطاني قائلا إني : أتطلع إلى العمل مع ترامب في السنوات المقبلة، وستستمر العلاقات بين البلدين في الازدهار .
كسب .. الود
و الخارجية الصينية عبرت عن فوز "ترامب" بقولها : نأمل في التعايش السلمي مع أميركا .
ماكرون بعد التهنئة يقول إنه : مستعد للعمل معه كما في السابق
أما بيبي نتنياهو " هنأه على العودة "التاريخية" للبيت الأبيض ( 6 / 11 / 2025 )
و في أفريقيا كان السبق لرئيس وزراء إثيوبيا الذي قال : أهنئ "ترامب" على فوزه في الانتخابات وأتطلع إلى العمل معًا لتعزيز العلاقة بين بلدينا ( 6 / 11 / 2024 )
جل العالم يود كسب الود الأميركي مهما تغير الرؤساء، فهم في احتياج دائم لها و بالذات أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، و هو الموعد أو التوقيت الحقيقي لولادة أميركا الجديدة .
روسيا مقارنة بالدول التي هنئت ترامب على فوزه مضت عكس التيار ، هذا ما صرح به المتحدث باسم الرئاسة الروسية، عندما نفى المزاعم التي تحدثت عن إجراء محادثة بين بوتين، و ترامب المنتخب الذي لم يتسلم مهامه بعد، مشددًا على أن هذه الأنباء زائفة ولا تتوافق مع الواقع .( سبوتنيك - 11 / 11 / 2024 )
هذا الموقف المبدئي متوقع، بسبب دعم أميركا لأوكرانيا في الحرب الدائرة لقرابة أربع سنوات طاحنة لرحى العلاقة بين القطبين بعد سنوات طويلة من الحرب الباردة ؟!
يهمنا موقف بايدن بعد فوز ترامب، و هو يستعد لمغادرة البيت الأبيض، حيث علق قائلا : سيكون هناك انتقال سلمي للسلطة في بلادنا في 20 يناير المقبل .
انتقال.. سلمي
ضع عشرات الخطوط تحت مصطلح " انتقال سلمي "
متى يتم ترسيخ هذا المبدأ في العالم ما بعد الثالث في السلطات كلها حتى تشعر الشعوب و تتذوق لذة الحياة السياسية المستقرة بعد عشرات الإنقلابات التي لم تتوقف حتى اليوم ؟!
بايدن فخور عندما قال بأننا : سنترك وراءنا أقوى اقتصاد في العالم والنتائج والتغييرات ستؤتي ثمارها ، و غيرنا الولايات المتحدة للأفضل والطريق أمامنا واضح واقتصادنا قوي والوضع يتغير بسرعة الديمقراطيون خسروا معركة لكن سينهضون مجددًا ، و سأواصل العمل
في الـ74 يومًا المتبقية من رئاستي ( 7 / 11 / 2024 )
ليس في خطاب بايدن نبرة ضيق بعودة ترامب للرئاسة مرة ثانية ، و لا تبرم منه ، و هذه إضافة مميزة إلى سر عظمة أميركا في عملية تداول السلطة مهما كان حجم الإختلافات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي أثناء مباشرة الحكم , ما أروع و أرقى حس التفاؤل في النهوض بعد الخسارة، و ليس بندب الحظ و الولولة !
الاقتصاد القوي هو الداعم الأكبر للسياسات النافذة و الفاعلة في العوالم من حولنا ، و قد أشار إليه بايدن في كلمته مرتين !
و هو ما يمثل فعلا واقع الوضع الاقتصادي في أميركا التي يصل قيمة الناتج المحلي الإجمالي إلى قرابة عشرين تريليون دولار و الأعلى مقارنة بكل دول العالم بما فيهم الصين و الإتحاد الأوروبي و روسيا الاتحادية.
ما بين .. الترحيلين ؟!
صرح ترامب بعد فوزه إنني : تحدثت إلى نحو 70 من قادة العالم ومحادثتي مع "نتنياهو" كانت جيدة جدًا ، و لم أتحدث بعد مع الرئيس الروسي لكنني أعتقد أننا سنتحدث ، إدارتي لن يكون أمامها خيار سوى تنفيذ عمليات ترحيل جماعي للمهاجرين غير الشرعيين (شبكة إن بي سي نيوز- 8 / 11 / 2024 )
هذا يعني بأن قرابة ثلث العالم أدرك من هو ترامب من أول لحظة ، أفصح عن اتجاه عقارب ساعته السياسية، إسرائيل، حرب غزة و روسيا في أوكرانيا، هذا عن الهاجس الخارجي، أما عن القلق الداخلي فقد أشار إلى استمرار خطته في ترحيل المهاجرين، لقد حاول تنفيذ هذا القرار في ولايته الأولى، و قد حالت العراقيل القانونية و الأمنية دون التطبيق ، إننا نرى بين ترحيل سكان غزة بيد من حديد و ترحيل اللاتينيين المهاجرين بخيط من حرير شبها في المعاناة من الشعبين !
و خطط "ترامب" لتطبيق تدابير صارمة على الحدود باتت جارية بالفعل ، و فريقه وضع الأساس لخطط توسيع مراكز الاحتجاز على الحدود لترحيل المهاجرين غير المسجلين من كل أنحاء أميركا . ( شبكة سي إن إن - 16 / 2024 )
و على ضوء هذا تستمر الاحتجاجات في كاليفورنيا ضد ترحيل مهاجرين غير نظاميين وحاكم الولاية يُحذّر من "تصعيد التوترات" . ( العربية - 8 / 6 / 2025 )
تصعيد.. غير مبرر !
المسألة لا تتعلق بشخص أو مجموعة أفراد، فهؤلاء يعدون بالملايين بدل ترحيلهم، من السهولة تعديل أوضاعهم بما يتناسب مع مصلحة الطرفين، و بما أن محاولات ترامب في الفترة الأولى باءت بفشل ذريع، فليس هناك ضمانات بأن الفترة الحالية مختلفة عن ذلك، دون الإخلال بمنظومة الأمن الداخلي و زعزعة الوضع الاقتصادي للشركات الأميركية التي تعتمد على العمالة الرخيصة ، و خاصة في مجال السياحة و الفندقة !
لا يطفئ نار التوترات إلا قلة من العقلاء الذين يعرفون القيمة الفادحة لانفلات الأمن من عقاله ، من هذا المنطلق ، نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، يطلب من وزارة الدفاع الأميركية إلغاء نشر الحرس الوطني في لوس أنجلوس، وسط تصاعد وتيرة الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة لإدارة ترامب ( سي إن إن عربية - 9 / 6 / 2025 )
اندلعت احتجاجات واسعة في مدينة «لوس أنجلوس» عقِب سلسلة مداهمات نفّذتها سُلطات الهجرة الفيدرالية ضد المهاجرين غير الشرعيين، وأسفرت عن اعتقال العشرات منهم.
تركّزت هذه الاحتجاجات في أحياء ذات أغلبية لاتينية، وتحوّلت في بعض المناطق إلى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن.
أمرَ " ترامب" بنشر 2000 جندي من الحرس الوطني في المدينة، مع وضع قوات مشاة البحرية في حالة تأهب؛ ما اعتبرهُ عمدة «لوس أنجلوس» وحاكم «كاليفورنيا» تصعيدًا «غير مبرر».
اعتقال .. 3000 مهاجر يوميا ؟!
تأتي عمليات الاعتقال ضمن توجُّهات إدارة ترامب ،
لتشديد سياسات الهجرة واستهداف ما يُعرف بـ«مدن الملاذ» التي ترفض التعاون مع السُّلطات الفيدرالية.
تعهَّد "ترامب" بترحيل أعداد قياسية من الأشخاص الموجودين في البلاد بشكلٍ غير قانوني وإغلاق الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، حيث حدّد البيت الأبيض هدفًا لسُلطات الهجرة لاعتقال 3000 مهاجر يوميًا على الأقل.
« لوس أنجلوس» تحتضن واحدة من أكبر الجاليات اللاتينية والمهاجرة في الولايات المتحدة؛ ما يجعلها مركزًا دائمًا للتوتُّر بين السُّلطات الفيدرالية والمحلية حول قضايا الهجرة ، الاحتجاجات تزامنت مع غضب منظمات حقوقية ونقابات عمالية، واتهامات للسُّلطات الفيدرالية بترهيب المجتمع المحلي وتجاوز صلاحيات الولاية.
تُعد "كاليفورنيا" معقلًا للحزب الديمقراطي، وقد وجّه «ترامب» انتقادات متكررة لسياساتها؛ إذ تتبنى الولاية سياسات ليبرالية في قضايا الهجرة، البيئة، والحقوق المدنية، بينما يُروّج الرئيس الأمريكي لسياسات محافظة ومتشدّدة، خاصةً في ملف الهجرة.
هذه الاحتجاجات تعكِس حجم الانقسام المجتمعي والسياسي في الولايات المتحدة حول سياسات الهجرة، وتُسلّط الضوء على المواجهة بين الحكومة الفيدرالية وسلطات الولايات والمدن الكبرى.
الأحداث مُرشحة للاستمرار مع دعوات لمزيد من الاحتجاجات، وسط ترقُب لتداعياتها على العلاقات بين «واشنطن» وسُلطات كاليفورنيا، ومستقبل سياسات الهجرة في البلاد. ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 9 / 6 / 2025 )
لطفا .. يا عنف !
ترامب : سنرسل المزيد من قوات الحرس الوطني إلى كاليفورنيا إذا لزم الأمر ، و الأمور في جنوب ولاية كاليفورنيا تتجه إلى مسارها الصحيح . ( 10 / 6 / 2025 )
من غرائبية سياسة ترامب مع المهاجرين غير الشرعيين ، أنه سماهم غزاة يحتلون كاليفورنيا ، و هذا المصطلح يستخدم لأول مرة للتعبير عن حالة مستعصية و عصية على الحل خاصة بعد اللعب في استخدام مصطلح " الغزو و الإحتلال في غير محله و لا وقته .
يقول ترامب : لن نسمح بغزو مدينة أمريكية واحتلالها من قبل عدو أجنبي وهذا ما يقومون به في كاليفورنيا
كيف يسمي ترامب المهاجرين " غير الشرعيين " بالأعداء و قد مضى على وجودهم عقود طويلة ألا يمكن تحويل هؤلاء " الأعداء " إلى أصدقاء للحلم الأميركي الذي لطالما افتخرت القارة بها قرون عددا ؟!
بل و يحذر ترامب أوروبا للإقتداء به قائلا : على الأوروبيين القيام بفعل شيء ما بشأن الهجرة غير المنضبطة قبل فوات الأوان
قبل تدخل رجال الأمن لم يكن هناك رائحة للعنف ، و لا نعرف عندما تقوم سيارة الشرطة بدهس الناس في الطرقات عنفا أم لطفا يا عنف ؟!
ترامب يصرح : سنستخدم كل الموارد اللازمة للقضاء على العنف في لوس أنجلوس ( 11 / 6 / 2025 )
قرار ترامب الذي أشعل فتيل العنف، سوف يطفئه ، بعنف آخر أشد و أنكى ؟!
خطوة .. نحو الاستبداد ؟!
قالت شرطة نيويورك إنها اعتقلت عددًا من المشاركين في مظاهرات مناهضة لإدارة الهجرة والجمارك، بعد إغلاق الطرق أمام المباني الفيدرالية، فيما شهدت مدن أخرى احتجاجات مماثلة، من بينها أتلانتا، لويزفيل، دالاس، بوسطن، بيتسبرغ، شارلوت، سياتل، وواشنطن العاصمة
ترامب يدافع عن نشر الحرس الوطني و وصف القرار في كاليفورنيا بأنه "قرار عظيم"، معتبرًا أن تدخل القوات أنقذ مدينة لوس أنجلوس من "الدمار"، ومتهمًا "المتمردين" بإثارة الفوضى .
رفع المدعي العام في كاليفورنيا، "روب بونتا"، دعوى قضائية ضد "ترامب" بتهمة تجاوز صلاحياته، بسبب نشره الحرس الوطني دون إذن حاكم الولاية، واعتبر أن ما حدث لا يندرج تحت حالات التمرد أو الغزو التي يسمح فيها القانون بهذا الإجراء .
أعلن الجيش الأمريكي إرسال 700 عنصر من مشاة البحرية إلى لوس أنجلوس لدعم قوات الحرس الوطني، في محاولة لاحتواء التظاهرات بموجب قرار رئاسي وصف "نيوسوم" حاكم ولاية كاليفورنيا قرار نشر مشاة البحرية بأنه يعكس "الخيال المضطرب لرئيس ديكتاتوري"، مؤكدًا أن هذا التصعيد غير مبرر ومخالف لصلاحيات الولاية
و اعتبر "نيوسوم" دعوة "ترامب" إلى توقيفه شخصيًا تجاوزًا خطيرًا للسلطات، ووصف ذلك بأنه "خطوة لا يمكن إنكارها نحو الاستبداد"
دعا فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إلى وقف عسكرة المشهد، قائلًا: "لا نريد مزيدًا من التصعيد، وندعو جميع الأطراف إلى العمل على التهدئة"
" تمويل.. المخربين " ؟!
اتهم ترامب حاكم "كاليفورنيا"، وعمدة "لوس أنجلوس" بتمويل المخرّبين، والمحرّضين، والمتمرّدين، قائلًا: "إنهما متورطان في محاولة متعمّدة لإبطال القانون الفيدرالي، ومساعدة الغزاة المجرمين في احتلال المدينة"، متعهدًا بتحرير "لوس أنجلوس"
فرضت السُّلطات حظر تجوُّل في أجزاء من وسط المدينة بعد تصاعُد الاحتجاجات وأعمال النهب؛ حيث تعرّض نحو 23 متجرًا للنهب مع استمرار الاحتجاجات العنيفة .
أسفر اعتصام سلمي، في "برج ترامب" بـ"نيويورك" عن اعتقال 24 شخصًا؛ إذ قال رئيس البلدية، إن الشرطة "لن تتسامح مع هذا النوع من الاشتباكات التي اندلعت في لوس أنجلوس"، كما اعتُقل العشرات في جنوب شرق المدينة و"سان فرانسيسكو" في ولاية "كاليفورنيا" .
في بعض الاحتجاجات، أعرَب المتظاهرون عن دعمهم لديفيد هويرتا، زعيم نقابي بارز في "كاليفورنيا"، أُلقي القبض عليه في "لوس أنجلوس" أثناء احتجاجه .
قال مسؤول بارز في "البنتاغون" إن تكلفة نشْر القوات، الذي سيستمر 60 يومًا، تُقدّر بنحو 134 مليون دولار تشمل سفر الجنود وسكنهم وطعامهم. فيما عبّر السيناتور "جاك ريد"، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، عن انزعاجه بشدة من نشْر القوات البحرية في "لوس أنجلوس" . ( 11 /6 / 2025 )
ذكاء اصطناعي.. سلبي !
التوظيف السلبي للذكاء الاصطناعي يؤجج الاحتجاجات ، فيما يعكس
جانبًا سلبيًّا في توظيف النماذج الذكاء الاصطناعي
كشفت صحيفة (New York Times) (10 يونيو)، عن انتشارٍ ملحوظٍ للصور المزيفة والمعلومات المضلِّلة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط الاحتجاجات التي تشهدها مدينة لوس أنجلوس منذ السادس من هذا الشهر، وبصورة تهدف للمبالغة في تأثير الاحتجاجات، وتصوير المدينة على أنها تمرُّ بحالة من الفوضى الشاملة.يبرز كثير من هذه المعلومات من حساباتٍ غير موثَّقة أو تتبع أطرافًا من خارج الولايات المتحدة؛ ما يشير إلى محاولات لإثارة العصيان المدني في الداخل الأميركي ، وتقويض الثقة في قدرة المؤسسات على التعامل مع أحداث الشغب هذه.
أدى التلاعب بالمعلومات إلى تشويهٍ في الروايات العامة، وعرقلةٍ لجهود الجهات الأمنية، مع احتماليات قائمة بتوسُّع الاضطرابات لمناطق جديدة.
أخذًا بحقيقة التأثيرات السلبية التي ظهرت للأدوات الذكية أثناء الاحتجاجات، يُتوقَّع زيادة مراقبة الشركات المطوِّرة للنماذج الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي للمحتوى، وبما يسهم في خفض نسبة المزَّيف منه ووصوله لمختلف الفئات
المجتمعية ( 11 / 6 2025 - مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية )
وزارة العدل الأميركية تكشف عن اتهامات جنائية في خطة إيرانية أُحبطت لاغتيال "ترامب" قبل الانتخابات ، و دعوى جنائية أمام محكمة أميركية ضد مسؤول في "الحرس الثوري" أصدر تعليمات لجهات معينة بمراقبة "ترامب" وقتله . ( وكالة اسوشيتد برس - 9 / 11 / 2024 )
" مؤامرة.. مقززة " !
لم تتأخر إيران كثيرا عن مرمى ترامب، حتى تُتهم بمحاولة القيام بعمليات اغتيالات ، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية صرح قوله : نرفض اتهام "طهران" بالضلوع في محاولة اغتيال مسؤولين أميركيين سابقين أو حاليين ، و تكرار هذا الادعاء "مؤامرة مقززة" من قبل الأوساط الصهيونية لتعقيد القضايا بين الولايات المتحدة وإيران . ( 9 / 11 / 2024 )
أميركا و إيران قصة بدأت عند احتلال سفارتها في طهران ، و لن تنتهي عند النووي .
ففي قائمة الإنتظار علاقة إيران بما تصنّفه أميركا بالمنظمات الارهابية من " حزب الله " إلى " داعش " و ما بينهما ؟!
خرج " نتنياهو " عن صمته بعد الإعلان عن فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، و هو المهرول دائما و المستعد لإشعال نار الحروب و لا يكتفي بالشرر وحده ؟!
فهو الآن يبحث عن ترامب من دعمه لاتخاذ خطوات أكثر صرامة ضد إيران بما في ذلك العمل العسكري ضد برنامجها النووي ، و قد صرح سيناتور مقرب من "ترامب" بأنه أبلغ "نتنياهو" بفعل ما يجب لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي ( أكسيوس - 17 / 11 / 2024 )
هذه صورة مصغرة للمشهد في كيفية التعامل مع النووي الإيراني، و لكن ميكروسكوب السياسة ضاعفت حجم ذات الصورة " النووية " بعد أكثر من ستة أشهر من فوز ترامب إلى مرحلة "تهديد أميركي مباشر" حين لوّح "ترامب" بشن عمل عسكري ضد إيران إذا واصلت تخصيب اليورانيوم، معتبرًا أن استمرار ذلك سيُجبر واشنطن على "التحرك بطريقة أخرى"
" خطأ .. استراتيجي " !
مقابل هذا التهديد المفاجئ ، كان " تحذير إيراني لأوروبا" عندما وصف وزير الخارجية الإيراني، بأن أي محاولة أوروبية لإصدار قرار ضد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "خطأ استراتيجي"، متوعدًا برد حازم على أي "انتهاك" لحقوق بلاده النووية بذريعة "اتهامات باطلة"
تصعيد دبلوماسي إيراني ضد الوكالة ، حين احتجت البعثة الإيرانية في فيينا رسميًا على التقرير الأخير لمدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الأنشطة النووية الإيرانية، معلنةً رفضها الشديد لمحتوى التقرير ونبرته ونطاقه، ومعتبرةً أنه "يُشير إلى انحراف واضح عن المهمة المحايدة للمدير العام"
" تمسك البرلمان الإيراني بالتكنولوجيا النووية" حيث أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، رفض التفاوض على مبدأ الصناعة النووية، قائلًا إنه لا يمكن التفاوض مطلقًا على الحفاظ على التكنولوجيا النووية وصيانتها وتطويرها .
و على نطاق الإتفاق النووي، هناك "محاولة إيرانية لتوسيع الاتفاق" عندما كشف مصدر رسمي إيراني، في مقابلة مع "الجزيرة" عن أن طهران تدرس بجدية فكرة "شرق أوسط خالٍ من الأسلحة النووية"، موضحًا أن هذا الإجراء يأتي كضمانة وكجزء من أي اتفاق نووي محتمل .
الكل يدرك بأن الطرف الأكثر تشددا في إيران التي تتأهب عسكريا هو القائد العام للحرس الثوري الذي صرح بأن إيران "مستعدة تمامًا لمواجهة أي سيناريو"، مع التزام بحماية استقلالها وحقوق شعبها، فيما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن إيران طلبت من الصين كميات من مادة "بيركلورات الأمونيوم" قد تكفي لصنع 800 صاروخ باليستي، ورجحت الصحيفة أن هذه المواد قد تُستخدم لإعادة بناء القدرات العسكرية لما يُعرف بـ "محور المقاومة"، وسط تعثر المحادثات النووية مع واشنطن . ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 8 / 6 / 2025 )
" السيد .. الكبير " ؟!
صرح مستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط قوله : يشعر الرئيس أن إيران غيرت تكتيكاتها منذ إعادة انتخابه ، و سوف يمارس أقصى الضغوط على إيران مجددًا ( 5 / 12 / 2024 )
أميركا ليست دولة عادية، من هنا يختلف حجم مسؤوليتها في العالم عن بقية الدول ، فهي اليوم بمثابة " السيد الكبير " الذي كان يطلق على سلطان " اسطنبول ) ، و هو باللاتينية و الإيطالية ، يعني الشخص المرهوب من دون أن يضطر لقول أو فعل شيء، رهبته تأتي من ذاته، من نظراته ، من صمته ! ( المصدر : ص 42 من رواية " المسيح الأندلسي "
في حوار ترامب مع مجلة " تايمز " الأميركية ذكر بأن :
مشكلة الشرق الأوسط أسهل في التعامل معها مما يحدث مع روسيا وأوكرانيا ،
و أؤيد أيَّ حل يؤدى لسلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
هذه المقارنة بين مشكلتين سياسيتين في مكانين مختلفين تماما في الجغرافيا والتاريخ ، واحدة في منطقة الشرق الأوسط و أخرى في قلب أوروبا الشرقية ، الأولى مضى عليها قرابة سبعة عقود من الصراع و الصدام و الآلام ما فوق الإحتمال و لا زال تلاطم الأمواج العاتية تحدث أمورا لم تخطر على بل البشرية في ضياع بوصلته الإنسانية ؟!
هذه المقارنة من دون المقاربة ، مجحفة ، أوكرانيا أزمة وليدة لم تكمل عامها الرابع بعد ، يعني لا زالت في مرحلة " kg2 “ السياسية ؟!
أما فلسطين فقد تعدت مرحلة الكهولة السياسية بسنوات دون أن تنال جائزتها في دولة مستقلة ، مثلها مثل أوكرانيا التي خرجت عن جلباب الإتحاد السوفييتي السابق و تسعى في حربها مع روسيا الآن أن تصبح عضوا في الناتو و من ثم في الاتحاد الاوروبي .
" مبيد .. بشري " ؟!
ترامب يرى بأن مشكلة فلسطين بعد تدمير غزة أسهل على الحل من أزمة أوكرانيا - روسيا ، كيف ؟!
فإذا كان ذلك كذلك ، فلم لا تبدأ أميركا بحل الدولتين في العيش بسلام دائم في أقرب وقت ، و من ثم التفرغ للفصل في الصراع الدائر بين روسيا و أوكرانيا ؟!
و عندما أعلن ماكرون عن استعداده للإعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل منفرد ، خرجت أميركا عن طورها مهددة فرنسا و غيرها بالويل و الثبور ؟!
أما إيران الذي رفض ترامب قصفها في الفترة الأولى لرئاسته ، ها هو يترك العنان لنتنياهو لكي ينفذ مضمون مقولته: كل شيء يمكن أن يحدث مع إيران .
و قد أصبحت طهران في مرمى النيران الإسرائيلية ، دون أن يطلق ترامب للسانه عنان الإدانة و الاستنكار فحسب ؟!
( مجلة تايم الأميركية - 13 / 12 / 2024 )
و في موقع آخر ، يعود ترامب للحديث عن " الرهائن " في غزة المنكوبة بيد ربيبتها قائلا :
إذا لم يتم إطلاق سراح رهائن "غزة" قبل 20 يناير سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط ،
الجميع يتحدث عن الرهائن المحتجزين لدى "حماس" لكن مجرد كلام من دون أفعال ، سيتلقى المسؤولون عن احتجاز الرهائن في "غزة" ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الطويل والحافل ( 3 / 12 / 2024 )
يبدو في هذا الخطاب الذي رفع ترامب سقف التهديد أكثر من خط التهدئة ، أكثر حرصا و حرقة على الرهائن من " نتنياهو " ذاته الذي ترك وراءه أمرهم لكي يهرول إلى ضرب طهران .
لماذا ترامب يعاقب " الشرق الأوسط " كله ليكافئ " نتنياهو " المبيد البشري الذي يعيش في خيمة محصنة عن تنفيذ أحكام محكمة العدل الدولية، و قبو أحكام القضاء الإسرائيلي؟!