الإثنين 23 يونيو 2025

غلق مضيق هرمز.. هل يفتح باب أزمة طاقة عالمية؟

باور بريس

في خطوة قد تُشعل واحدة من أكبر الأزمات الاقتصادية في العالم، عاد الحديث مجددًا عن احتمالية غلق مضيق هرمز، الممر البحري الأهم لتجارة النفط عالميًا. هذا السيناريو لا يحمل فقط أبعادًا سياسية أو عسكرية، بل يهدد استقرار أسواق الطاقة، ويُنذر بتداعيات واسعة تطال أسعار البترول، وسلاسل التوريد، وتكلفة النقل العالمية.

 

 ما هو مضيق هرمز؟

هو ممر مائي ضيق يفصل بين الخليج العربي وخليج عمان، ويُعد البوابة البحرية الوحيدة تقريبًا لصادرات النفط القادمة من الخليج.

تمر عبره يوميًا نحو 20.5 مليون برميل نفط، أي ما يُعادل ثلث صادرات النفط المنقولة بحرًا على مستوى العالم.

يتحكم في تدفق الإمدادات من الدول الخليجية المنتجة للنفط إلى أسواق آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.

 ماذا يعني غلق المضيق؟

1. قفزة غير مسبوقة في أسعار النفط:
أي توقف في الملاحة بمضيق هرمز قد يؤدي إلى ارتفاع جنوني في أسعار النفط.
تقديرات أولية تشير إلى احتمالية ارتفاع السعر من 80 دولارًا إلى ما بين 200 و400 دولار للبرميل، بحسب طول مدة الإغلاق وحجم التصعيد.

2. الدول الأكثر تضررًا:

الصين: تستورد ما يزيد عن نصف مليون برميل نفط يوميًا عبر المضيق ما يجعلها من أكثر الدول عرضة للتأثر.

الهند، اليابان كوريا الجنوبية: تعتمد هذه الدول على مضيق هرمز في 60-80% من وارداتها النفطية.

السعودية والإمارات: رغم امتلاكهما خطوط أنابيب بديلة إلا أن حوالي 88% من صادراتهما النفطية تمر عبر المضيق.

3. اضطراب سلاسل التوريد العالمية:

أكثر من 100 سفينة بضائع وناقلات تمر عبر المضيق يوميًا.

أي غلق سيؤدي إلى زيادة حادة في تكاليف الشحن والتأمين وربما تأخير الإمدادات الحيوية للعديد من الصناعات العالمية.

 أبعاد استراتيجية وأمنية

مضيق هرمز لطالما كان ورقة ضغط بيد إيران في مواجهة الغرب خاصة في ظل العقوبات الاقتصادية والصراعات الإقليمية.


وقد شهدت السنوات الأخيرة تهديدات متكررة بإغلاقه سواء كرد على التوترات مع الولايات المتحدة أو الهجمات على منشآت نفطية بالخليج.
لكن اليوم ومع تصاعد التوتر الإيراني – الإسرائيلي، وتدخلات أمريكية عسكرية مباشرة، يصبح التهديد أكثر واقعية وأقل قابلية للاحتواء.

 

 هل هناك بدائل؟

تمتلك السعودية والإمارات خطوط أنابيب تنقل النفط إلى البحر الأحمر لكنها ليست كافية لتعويض حجم الصادرات المارة عبر المضيق.

كما أن بناء مسارات بديلة يتطلب وقتًا واستثمارات ضخمة، ولا يُمكن تنفيذه في الأجل القصير.

إغلاق مضيق هرمز لن يكون مجرد تطور عسكري أو سياسي، بل زلزال اقتصادي عالمي.
الأسواق تترقب والخوف يسبق الفعل فهل نشهد الأيام القادمة موجة جديدة من اضطرابات الطاقة؟ أم تنجح الجهود الدبلوماسية في تجنيب العالم هذا السيناريو الكارثي؟