حكاية أثر | الكاهن الأكبر «رع مس» وطقوس المعبود مونتو

في قلب القاعة رقم 7، إحدى القاعات الرئيسة بالمتحف المصري الكبير، يقف تمثال نادر يروي لنا قصة أحد أهم الكهنة في مصر القديمة: «رع مس»، الكاهن الأكبر للمعبود الصقر «مونتو» إله الحرب والقوة.
التمثال، الذي يعود إلى عصر الأسرة التاسعة عشرة، عُثر عليه في معبد أرمنت (قرب الأقصر الحالية)، وهو من أبرز الشواهد على الدور المحوري للكهنة في الطقوس الدينية. يظهر «رع مس» حليق الرأس في دلالة واضحة على الطهارة الطقسية، مرتديًا النقبة ذات الثنايا الأنيقة، وفوقها رداء من جلد الفهد، وهو زي تقليدي مخصص لكبار الكهنة.
المشهد الأكثر تميزًا في التمثال أن «رع مس» يحمل بين يديه مذبحًا يعلوه رأسا صقر، رمز المعبود «مونتو». هذا التفصيل النادر لا يُظهر فقط مهارة النحاتين في إبراز التفاصيل، بل يعكس أيضًا الصلة الوثيقة التي جمعت الكاهن الأكبر بالمعبود الذي كرّس حياته لخدمته.
تمثال «رع مس» لا يعد مجرد قطعة أثرية، بل هو شهادة حية على الطقوس والعقائد الدينية في مصر القديمة، وعلى الدور الروحاني الذي لعبه الكهنة في ربط الناس بآلهتهم.
التمثال معروض الآن في القاعة 7 بالمتحف المصري الكبير، ليحكي للزوار جانبًا فريدًا من علاقة المصري القديم بمعبوده "مونتو".