قطر تستعد لتصدير أكبر شحنة غاز مسال الي الولايات المتحدة الأمريكية
كشف المهندس وائل عبد المعطي خبير أسواق الغاز في منظمة اوابك ان قطر على مقربة من تشغيل "أضخم وأول استثمار قطري مباشر" لتصدير الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة!!
واضاف عبد المعطي في تحليل علي صفحته بفيس بوك وصلت أمس (8 ديسمبر 2025) أول شحنة للغاز الطبيعي المسال إلى ميناء مشروع جولدن باس بالولايات المتحدة الأمريكية (الصورة المرفقة)، وهي التي ستستخدم في تبريد الأجهزة والمعدات بالمشروع تمهيداً لانطلاق عمليات التشغيل التجريبي. ويعد ذلك تطور تاريخي مهم لانه يمهد الطريق أمام تشغيل أول استثمار خارجي لدولة قطر في تنفيذ مشاريع عملاقة لإنتاج وتصدير الغاز الطبيعي المسال خارج حدود دولة قطر.
فقطر تاريخياً تعتمد على احتياطياتها الغنية من الغاز في حقل الشمال لتغذية منشآت الإسالة لديها في منطقة رأس لفان والتي تقدر طاقتها الإنتاجية بـ 77 ملايين طن سنويا.
ومشروع "جولدن باس" من أطول المشاريع تنفيذاً في تاريخ الولايات المتحدة، حيث يعود قرار الاستثمار النهائي إلى عام 2019، والذي اتخذته كل من شركة عملاق الطاقة القطري " قطر للطاقة" التي تستحوذ على الحصة الكبر البالغة 70% وعملاق النفط الأمريكي "إكسون مويبل" الذي يستأثر بالنسبة المتبقية البالغة 30%.
ورغم ثقل الشركاء المطورين للمشروع، إلا أن تنفيذه تأخر عما كان مخططاً نتيجة عدة أسباب كان من أبرزها جائحة فيروس كورونا التي اجتاحت الولايات المتحدة والعالم في السنوات الأخيرة وعطلت الأعمال الإنشائية في المشروع.
إلا أن الحدث الأبرز الذي ساهم في تعطيل تشغيله هو إعلان المقاول الرئيسي في تنفيذه " شركة زاكري" عن إفلاسه في شهر مايو 2024 وعدم قدرته على تلبية الأعباء المالية للمشروع. علماً بأن "زاكري" كانت المقاول الرئيسي بموجب عقد قيمته 5.8 مليار دولار، من إجمالي استثمارات المشروع المقدرة بـ 10 مليار دولار.
وبعد أن تقدمت "زاكري" بطلب الإفلاس، بدأ الشركاء المطورين في إعادة ترتيب الأعمال مع باقي المقاولين مثل شيودا اليابانية، وماكديرمونت، للمضي قدماً تنفيذه لتعديل الجدول الزمني للتنفيذ.
وبوصول شحنة التبريد، فإن إشارة البدء لتشغيل المشروع تكون قد اقتربت من أي وقت مضى، وتكون الولايات المتحدة ودولة قطر معاً على مقربة من تشغيل أضخم استثمار قطري خارج حدود دولة قطر منذ دخولها في قطاع الغاز الطبيعي المسال. علاوة على أنه أول مشروع يجمع بين أكبر عملاقة السوق في الوقت الراهن.
وبحسب مخطط المشروع، فإنه سيضم 3 وحدات إسالة، سعة الوحدة الواحدة حوالي 6 ملايين طن سنويا، أي الطاقة الإجمالية الكاملة للمشروع حوالي 18 ملايين طن سنوياً، وهي التي ستضع المشروع كرابع أكبر مشروع لإسالة الغاز في الولايات المتحدة، مع ارتفاع عدد مشاريع الغاز الطبيعي المسال العاملة إلى 9 مشاريع.
وسيعزز المشروع حال تشغيله في العام المقبل 2026 في تعزيز صدارة الولايات المتحدة وتحكمها بأكثر من ربع السوق العالمي من ناحية، كما أنه في الوقت ذاته يسمح لدولة قطر بإدارة محفظة عالمية من مشاريع جديدة خارج حدودها بجانب مشروع توسعة حقل الشمال العملاق في رأس لفان، ويعزز بالتبعية من مركزها القوي كثاني أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال عالمياً بعد الولايات المتحدة علماً بأن تستأثر حالياُ بحصة 20% أي خمس حجم التجارة العالمية.