انخفاض اسعار النفط في بداية تعاملات اليوم بعد خفض الفيدرالي اسعار الفائدة

تشهد أسواق النفط العالمية حالة من الترقب والحذر، بعد أن سجلت الأسعار تراجعًا ملحوظًا يأتي هذا الانخفاض في ظل مجموعة من العوامل المتشابكة، أبرزها المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وزيادة المعروض، إضافة إلى التقلبات الجيوسياسية.
يثير هذا الوضع تساؤلات حول تأثيره المحتمل على اقتصادات الدول المنتجة والمستهلكة، ومستقبل أسواق الطاقة على المدى القريب.
انخفضت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس 18 سبتمبر(2025) لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الثانية على التوالي وسط مخاوف من تراجع الطلب عالميًا.
جاء التراجع بعد أن خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة كما كان متوقعًا، وتركيز المتعاملين على المخاوف بشأن الاقتصاد الأميركي وفائض المعروض.
وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، مشيرًا إلى أنه سيخفض تكاليف الاقتراض بشكل مطرد خلال بقية العام، ردا على علامات الضعف في سوق العمل.
وكانت اسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 17 سبتمبر، على انخفاض بنسبة 1% للمرة الأولى في 3 جلسات، مع تقييم المستثمرين تطورات السوق.
تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم نوفمبر2025، بنسبة 0.52%، لتصل إلى 67.60 دولارًا للبرميل.
كما انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الامريكي ، تسليم أكتوبر 2025 بنسبة 0.59% إلى 63.67 دولارًا للبرميل
وأظهرت بيانات أميركية -الأربعاء- انخفاض مخزون النفط الخام في الولايات المتحدة 9.3 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي 12 سبتمبر/أيلول 2025، ليصل الإجمالي إلى 415.4 مليون برميل.
كما هبطت مخزونات البنزين بنحو 2.3 مليون برميل، لتصل إلى مستوى 117.6 مليون برميل، بينما ارتفعت مخزونات المقطرات -التي تشمل الديزل ووقود التدفئة وغيرهما- بمقدار 4 ملايين برميل، لتصل إلى 124.7 مليون برميل.
وقالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا، قالت إن الخطوة الأخيرة والتلميح إلى خفضين إضافيين هذا العام كانا مُحتسبين بالفعل.
وأضافت، في إشارة إلى رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول: "ما لفت انتباه الأسواق لم يكن تخفيف السياسة النقدية فحسب، بل الرسالة المتشائمة التي وجهها باول أيضًا".
وأضافت: "لقد شدد على ضعف أسواق العمل واستمرار التضخم، مما يجعل التخفيض يبدو أشبه بإدارة المخاطر منه بتحفيز الطلب".
وقال كبير الاقتصاديين والمدير العالمي لتحليل السوق في ريستاد إنرجي، كلاوديو غاليمبيرتي، إن إشارة المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى أن صانعي السياسات يُقدرون أن المخاطر التي تُهدد الاقتصاد من البطالة أعلى من مخاطر التضخم.
وأثر استمرار فائض المعروض وضعف الطلب على الوقود في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، على السوق.
أظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية يوم الأربعاء أن مخزونات النفط الخام الأميركية انخفضت بشكل حاد الأسبوع الماضي، إذ انخفض صافي الواردات إلى مستوى قياسي منخفض، بينما قفزت الصادرات إلى أعلى مستوى لها في عامين تقريبًا.
ومع ذلك، أدى ارتفاع مخزونات نواتج التقطير بمقدار 4 ملايين برميل، على عكس توقعات السوق بزيادة قدرها مليون برميل، إلى إثارة المخاوف بشأن الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم، وضغط على أسعار النفط.