السبت 11 أكتوبر 2025

سمر العربي تكتب : فيلم للرجال فقط بين الماضي والحاضر

باور بريس

 

يعد فيلم للرجال فقط واحدا من أهم أفلام السينما المصرية ليس فقط لنجومه الكبار مثل سعاد حسني ونادية لطفي بل لجرأته في تناول قضية عمل المرأة في وقت كانت فيه بعض المهن حكرا على الرجال

الفيلم الذي عرض عام 1964 طرح فكرة أن المرأة قادرة على اقتحام المجالات الأصعب والأكثر ذكورية مثل التنقيب عن البترول في الصحراء ولإثبات ذلك تنكرت البطلتان سلوى (سعاد حسني) وإلهام (نادية لطفي) في زي رجلين وسافرتا إلى مواقع العمل ليكشف الفيلم عبر الكوميديا عن التحيز ضد المرأة ويظهر رجعية الفكرة القائلة إن الكفاءة مرتبطة بالجنس لا بالقدرة


استخدم الفيلم الكوميديا لتسليط الضوء على التحيز ضد المرأة العاملة وحدوث مواقف طريفة  بسبب تنكرهما وتكشف عن سخافة فكرة أن العمل محصور على جنس واحد

وعلى الرغم من أن الفيلم يعرض رحلة البطلتين بطابع كوميدي، فإنه في جوهره رسالة واضحة تؤكد أن كفاءة الفرد لا ترتبط بجنسه فالمهندستان تنجحان في مهمتهما وتثبتان قدراتهما في مجال كان يعتبر للرجال فقط.
والسؤال هنا هل بعد كل هذه السنوات نجحت المرأة في اختراق مجالات عمل كانت في السابق للرجال فقط ؟، والحقيقة وأننا في القرن ال21 وفي ظل التطورات التكنولوجية والتقدم والازدهار الاقتصادي العالمي إلا أن قطاع البترول المصري سمح للمرأة في اختراق بعض المجالات بشكل محدود
ورغم انتشار صور لمهندسات البترول في المواقع والحقول إلا أن هذه الزيارات الميدانية تكاد تكون محدودة تحت بند العادات والتقاليد لا تسمح بتواجد المرأة في الحقول بصفة مستمرة
وتسعى وزارة البترول إلى اشراك المرأة بشكل أكبر في  القطاع وتواصل جهودها لتعزيز تمكين المرأة في قطاع الطاقة وتوفير بيئة داعمة تضمن لها فرصا متكافئة وداعمة تمكنها من أداء عملها تأكيدا على دورها المحوري في تحقيق أهداف الاستدامة والنمو الاقتصادى
فالمرأة في قطاع البترول أصبحت رئيسة مجلس إدارة في شركات التكرير وشركات البحث والاستكشاف، إلا أنها مازال محرم عليها التواجد في الحقول بشكل مستمر فالجميع يسعي لزيادة عدد السيدات بالإدارات المالية والقانونية وحتي المشروعات
وهنا نعيد طرح السؤال مرة أخرى بعد مرور ستون عاما ووصول المرأة لمنصب الوزيرة واعتلائها  منصة القضاء هل سيظل العمل في حقول البترول حكرا على الرجال فقط بسبب العادات والتقاليد