عبد الفتاح موسي يكتب: اسلمي يا مصر

" اسلمي يا مصر "إنني الفِدا، لن أرجوَ مع اليوم غدًا”…
لم تكن مجرد أبياتٍ نظمها مصطفى صادق الرافعي، بل كانت نبضة قلب أمة تُقسم بالله أنها لن تُسلِّم رايتها أبدًا.
كانت نغمةً من صدورٍ مؤمنة، تصدح بالعهد واليقين،أنّ هذه الأرض المباركة لن تطأها قدم إلا لتُطهّر، ولن يُرفع عليها علمٌ إلا ليُعانق السماء.
استمع معي، لا بأذنيك بل بقلبك…
هل تسمع نبض الحروف؟
فكل “اسلمي يا مصر” فيها أنفاس من ضحّوا، ودموع من صلّوا، وقلوب من خافوا عليها فباتوا يدعون الله أن يحفظها.
هذا الشعب لم يعرف حبًّا عابرًا،
بل عرف عشقًا يسكن العروق،
شعبٌ أيقن أن الله أكرمه بأرضٍ لا تشبه سواها،فأحبها كما يُحب العابد محرابه،
وصانها كما يصون المؤمن عقيدته.
ثم جاء صوت عبدالحليم، كأنه صدى روح الوطن يقول:
“لو مت يا أمي متبكيش… راح أموت علشان بلدي تعيش.”
كلمات خرجت لا من حنجرة، بل من صدر جنديٍ على الجبهة، يرى الموت أمامه ويبتسم،لأن في داخله يقينًا أعمق من كل خوفأن الله لا يُضيّع من قاتل في سبيل أرضه،
ولا يُهزم من قال: “الله معنا”.
يا لجلالك يا مصر…
كم في ترابك من دموع الأمهات، ودماء الأبطال،
وكم في سمائك من دعاءٍ صادقٍ صعد يومًا فكان النصر.
عظُمتِ يا مصر،
فأهداكِ الله خيرَ أجناد الأرض،
وأهديتِ لهم المجد والعزة والخلود.
وحين يقف الزمان احترامًا في السادس من أكتوبر،تُفتح أبواب الذاكرة،
ويعلو النشيد من جديد…
إسلمي يا مصر إنت الفِدا… لن أرجو مع اليومِ غدًا.
وتبكي القلوب فرحًا وفخرًا،
لأننا لم نكن نحكي عن نصرٍ مضى،
بل عن شعبٍ باقٍ على العهد، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
حقا فلتسلمي يا مصر