الأربعاء 24 ديسمبر 2025

أسامة سماحة يكتب: دعوة لإطلاق حملة وطنية: «كفاية حوادث»

باور بريس

برعاية وزير العدل أو النائب العام**


من كتاب «في انتظار مصر» – الحلقة (20)

أدعو إلى إطلاق حملة وطنية عاجلة تحت عنوان «كفاية حوادث» برعاية وزير العدل أو النائب العام، لأن الطريق لا يعرف مستشارًا ولا ضابطًا ولا مسؤولًا، الطريق لا يعرف إلا إنسانًا: إمّا يحترم قواعد القيادة… أو يعرّض نفسه والآخرين للموت.

ومن هنا، لا يجوز أن يظل تطبيق القانون انتقائيًا أو شكليًا، بينما الدم يُراق يوميًا على الأسفلت.

العدالة على الطريق تبدأ من هنا

جوهر هذه الحملة أن القانون يُطبّق على الجميع دون أي استثناء:
• لا فرق بين ضابط أو مواطن
• لا فرق بين صاحب منصب أو عامل بسيط

فالأسفلت لا يفرّق،
ومن العدل ألا يفرّق القانون.

ولهذا، فإن رعاية وزير العدل أو النائب العام ليست شكلية، بل ضمانة حقيقية لهيبة الردع وتوحيد المحاسبة.

إجراءات واضحة… لا شعارات

ضمن حملة «كفاية حوادث»، أقترح تطبيق إجراءات حاسمة، معمول بها في دول كثيرة، منها:
• الحبس لمدة 24 ساعة لكل من يرتكب مخالفات جسيمة تهدد الأرواح، مثل:
• قطع الإشارة
• السير عكس الاتجاه
• السرعة الجنونية
• دفع كفالة مالية لا تقل عن 2000 جنيه كشرط للإفراج
• تنفيذ العقوبة داخل وحدات مرور مخصصة (أماكن احتجاز مستقلة)،
وليس داخل أقسام الشرطة،
حتى تكون العقوبة تربوية ورادعة لا مهينة ولا عشوائية

وهذه العقوبات تُطبّق دون أي اعتبار للصفة أو المنصب.

الرخصة ليست حقًا… بل مسؤولية

كما تدعو الحملة إلى:
• إنشاء مدارس قيادة حقيقية ومعتمدة على غرار الدول المتقدمة
• جعل الحصول على رخصة القيادة مسألة صعبة وجادة
• اختبارات صارمة نفسية وفنية وسلوكية
• رقابة مستمرة بعد منح الرخصة، لا مرة واحدة ثم تُنسى

فالقيادة ليست مهارة فقط،
بل سلوك واحترام حياة الآخرين.

لماذا لا نأخذ بتجارب الدول الأخرى؟

دول الجوار، ودول أقل إمكانيات، نجحت في خفض حوادث الطرق بنسب كبيرة عبر:
• صرامة القانون
• تعليم قيادة حقيقي
• ردع فوري
• عدالة بلا استثناء

فلماذا نُصرّ على الاستثناء، بينما النتائج أمام أعيننا؟

حل موجود… ومكتوب

في كتاب «في انتظار مصر»، تم تناول ملف حوادث الطرق بصورة تفصيلية، مع طرح خطة عملية متكاملة قادرة – عند تطبيقها – على:

تقليل حوادث الطرق بنسبة تتجاوز 60% إلى 70% خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا.

الحل موجود،
والأرقام واضحة،
والمطلوب فقط إرادة وعدالة وتطبيق حقيقي.

الخلاصة

الطريق لا يقتل وحده،
الذي يقتل هو:
• الاستثناء
• ضعف الردع
• التساهل مع الخطأ القاتل

كفاية حوادث
ليست حملة ضد الناس،
بل حملة لحماية الناس،
وحماية حقهم في طريق آمن… وحياة كريمة.