المستوطنون يحرقون المنازل ويسممون آبار المياه ويقتلعون الزيتون
خاص لـ"باور بريس" من رام الله: مدير مركز القدس للدراسات عماد أبو عوّاد يقرأ مشهد الضفة بعد قرار احتلال غزة بالكامل

في ظل قرار الكابينت الإسرائيلي باحتلال غزة بالكامل يرى د. عماد أبو عوّاد، مدير مركز القدس للدراسات أن الضفة الغربية تعيش هذا الواقع منذ أكثر من عقدين مع اجتياحات يومية واستيطان متسارع وتهجير ممنهج للفلسطينيين وفي حوار خاص لـ"باور بريس" من رام الله يتحدث أبو عوّاد عن مخاوف سكان الضفة انعكاسات الحرب على غزة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية موازين القوى بين الفصائل، أداء القيادة الفلسطينية والدور المطلوب عربيًا ودوليًا.
▪ كيف تقرأون قرار الكابينت الإسرائيلي باحتلال غزة بالكامل من منظور الضفة الغربية؟ وهل تتوقعون أن يكون هذا القرار مقدمة لتصعيد مشابه في الضفة؟
هذا القرار موجود عمليًا منذ عام 2002 مدن الضفة الغربية تخضع للاجتياح الكامل لأن الاحتلال موجود سواء في الضفة أو غزة نحن نتحدث عن فكرة تواجد الاحتلال متى شاء، وفي أي وقت داخل المدن والقرى الفلسطينية أو داخل أي منطقة فلسطينية مدن الضفة مستباحة بشكل يومي والاحتلال يدخلها بشكل مستمر القضية تتصاعد من حيث سلب الأراضي واستيطان مستمر وتهجير ناعم للفلسطينيين من مناطق "ج" إلى مناطق "أ" و"ب" وضغط على الفلسطينيين لدفعهم خارج الضفة الغربية.
▪ ما هي أبرز المخاوف لدى سكان الضفة حاليًا في ظل هذا التطور؟
أولى المخاوف أن تزداد الممارسات التي يقوم بها المستوطنون في الضفة لتصبح جزءًا من آلة الاحتلال اليوم لم يعد الفلسطيني يخشى فقط تكثيف الاستيطان أو مصادرة الأراضي هناك اعتداءات شخصية مباشرة حرق بيوت الفلسطينيين تسميم آبار المياه قتل الماشية اقتلاع أشجار الزيتون إضافة إلى ذلك هناك صعوبات شديدة في التنقل بين المدن وأصبح الفلسطيني يخشى على حياته واقتصاده وكل تفاصيل حياته اليومية.
▪ كيف أثرت الحرب على غزة على الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مدن الضفة مثل رام الله ونابلس والخليل؟
الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية تراجعت بشكل كبير منذ بدء الحرب على غزة توقفت دخول العمال الفلسطينيين إلى إسرائيل ما أدى إلى نقص السيولة وارتفاع نسب الفقر حتى بات غالبية الفلسطينيين تحت خط الفقر كثير من الأعمال أغلقت أبوابها والمصالح التجارية بالكاد تستطيع تسيير أمورها.
▪ برأيكم هل يمكن أن يغير هذا القرار موازين القوى بين الفصائل الفلسطينية في الضفة؟
المقاومة الشعبية الفلسطينية قد تتحول إلى مواجهة شاملة لكن من المبكر الحديث عن ذلك هناك إرهاصات لهبّات شبيهة بما حدث سابقًا مثل العمليات الفردية أو نشاط بعض الخلايا لكن الهبات الشعبية تحتاج إلى عوامل غير متوفرة حاليًا وأبرزها وجود قيادة فلسطينية موحدة وهو ما نفتقده في الضفة الغربية.
▪ ما تقييمكم لأداء القيادة الفلسطينية في رام الله حيال التطورات الأخيرة؟
القيادة الفلسطينية لم تكن على قدر المسؤولية هناك فجوة كبيرة بينها وبين الشارع واستطلاعات الرأي تشير إلى هذا بوضوح هناك شعور عام بضرورة إقالة جزء من هذه القيادة، بل إن بعض الفلسطينيين يرون أن السلطة الفلسطينية نفسها ليست بعيدة عن تسلسل القمع الإسرائيلي الممنهج وهناك من يعلن صراحة أنه مع هدم السلطة والقضاء عليها.
▪ هل ترون أن إعلان قيام دولة فلسطين في الأمم المتحدة – كما يُتداول – سيكون له أثر فعلي على الأرض؟
أي اعتراف أو إدانة دولية يدعم الحق الفلسطيني ويوسّع مساحة انتقاد الاحتلال وقد يؤدي مع الوقت إلى تغيير في المواقف الدولية لكن حتى الآن المواقف الدولية لم تتمكن من كبح الاحتلال أو التأثير المباشر في سلوكه.
▪ ما الدور الذي يجب أن يلعبه المجتمع الدولي الآن لحماية الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع معًا؟
المجتمع الدولي للأسف لا يؤدي أي دور حقيقي لحماية الشعب الفلسطيني بل على العكس لولا هذا التخاذل لما استطاعت إسرائيل الوصول إلى هذه المرحلة من الإبادة الجماعية والتدمير الممنهج إسرائيل كانت تراقب ردود فعل العالم منذ بداية الحرب ووجدت أن هذا العالم لا يكترث وأن الإدانات لا تُترجم إلى أفعال بينما الدعم العسكري والسياسي مستمر.
▪ كيف ترون دور مصر والأردن خاصة في ما يتعلق بحماية المقدسات في القدس ودعم الفلسطينيين؟
يُحسب لمصر منع تهجير الفلسطينيين وهذا أمر مهم وكذلك للأردن الكثير من المواقف الإيجابية إلى جانب الفلسطينيين لكن المطلوب هو عمل عربي جماعي يتضمن خطوات حقيقية أولًا كسر الحصار عن الفلسطينيين وإدخال الطعام والشراب وثانيًا اتخاذ موقف موحد لإيقاف هذه الحرب عبر الضغط على الولايات المتحدة والدول الغربية، مستفيدين من المصالح الدولية الكبيرة في الدول العربية.