محمد الشاهد يكتب : لو لم أكن منوفيًا لوددت أن أكون منوفيًا

المنوفية.. اسمها وحده كفاية يهز أي قلب فيه ذرة وطنية. مش بس محافظة على الخريطة، دي قلب مصر الجدع، وكتفها اللي سندها في الشدائد. من أرضها الطيبة طلع الفلاح اللي عاش حياته عرق وتعب، علشان يعلّم مصر كلها يعني إيه كرامة وجدعنة ورجولة.
مين يقدر ينكر إن الفلاح المنوفي هو اللي زرع القمح وأطعم مصر كلها؟ مين يقدر ينكر إن خير الأرض دي وصل لبيوت الغلابة قبل الأغنياء؟ المنايفة مش بس زرّاعين، دول صُنّاع رجال، صُنّاع تاريخ.
لما الإنجليز جُم يحتلوا مصر، كانوا فاكرين إن الفلاح المنوفي سهل يُكسر. لكن الحقيقة إنهم اصطدموا بجدار من نار. من بهما وتلا وسرس الليان خرج الشباب يهتف “الحرية لمصر”، واجهوا الرصاص بصدور عارية، وسالت دماءهم الطاهرة في تراب الأرض. الدم ده لسه شاهد إن المنوفية عمرها ما ركعت لحد غير ربنا.
المنايفة معروفين بالجدعنة. أي بيت في المنوفية لو دخلته ضيف هتاكل وتشرب وتتحط على راسهم من فوق. المنايفة في الغربة إيدهم في إيد بعض، مبيسيبوش بعض وقت الشدة، واللي يعيش معاهم يعرف إن الرجولة ليها عنوان، والعنوان مكتوب: “المنوفية”.
يجي النهارده واحد تافه، فاكر نفسه كبير، يفتح بُقه بكلمة عيب، ويشتم “الفلاح المنوفي”؟! يا خسارة عليك. إنت نسيت إن اللي بتشتمه ده هو اللي أكلّك من خير أرضه؟ هو اللي علّمك إن الجدعنة مش كلام، إن الرجولة مواقف. إنت نسيت إن المنوفية أهدت مصر الرئيس أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الراجل اللي غيّر مجرى التاريخ؟
إهانتك مش بتقلل من قدر المنوفية، بالعكس دي بتخليك إنت صغير. المنوفية عمرها ما هتزعل من كلمة جاية من واحد مالوش وزن، لأن قيمتها في قلوب الناس أكبر من أي شتيمة. المنوفية مش بس محافظة، دي مدرسة للجدعنة والكرامة، اللي يتربى فيها يفضل مرفوع الراس طول عمره.
فلتعلم يا من أسأت: المنايفة مش هيتأثروا بكلامك. المنايفة تاريخ وحاضر ومستقبل. المنايفة اللي زرعوا وضحّوا وصبروا، هما نفسهم اللي هيكملوا يرفعوا راس مصر.
ولو لم أكن منوفيًا… لوددت أن أكون منوفيًا.