السبت 11 أكتوبر 2025

دكتور عبد الله العوضي يكتب:إيران .. و الملف " النووي " الملتف ؟!

باور بريس

 

إيران من بعد الغارات الإسرائيلية على أرضها و منشآتها " إيران أخرى " ، فهي بدل أن تصفي حساباتها مع المعتدي في عقر داره ، أصبحت تستجدي العالم من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات؟! 
و أعادت رحلة الملف النووي التي طال انتظار حل عقدته ، و لم تتوقع أن تطال يد إسرائيل إلى الملف في الداخل عبر القصف و القتل ؟! 
عادت إيران مرة أخرى لإعادة دورة الحياة إلى هذا الملف الملتف حول عنقها لأكثر من عقد ، بل صار عِقدا خانقا في رقبة الشعب .
لقد بدأ هذا الملف الذي طال عمره أكثر من اللازم يأخذ أبعادا أخرى، و ذرائع عديدة مثل الحفاظ على الأمن الوطني و عدم المساس بالقرار السيادي، فضلا عن التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي و غيرها مما تحملها الأيام المقبلة . 
ترى هل يستحق هذا الملف التضحية برجالات الحكومة و الأبرياء من الشعب الإيراني الذي يبحث عما يخفف عنه شظف العيش في دولة تنام على النفط و تصحوا على الزعفران؟!

إسرائيل .. و نووي إيران ؟!

لم تكن إيران و إسرائيل يوما واحدا على وفاق منذ اللحظة الأولى من إعلان الثورة ، و إن كانتا في عصر الشاه حلفاء .
و كان أشد الفترة من العداوة اللفظية في عهد أحمدي نجاد الذي هدد بإزالة إسرائيل من الوجود ، و مع ذلك ذهب نجاد إلى حال سبيله و استمرت إسرائيل بالتوسع في الوجود .
انتقلت إيران الثورة إلى مرحلة الصراع مع العالم و على  رأسه إسرائيل بالطبع ، حول وجود النووي الإيراني أو عدمه .
و هددت طوال السنوات الماضية بقصف منشآتها النووية في أي لحظة و قد وفت كما فعلت مع العراق ، و ذلك دون أن يمس أحد منشآتها في ديمونة .
اليوم مع وجود " ترامب " في حكم العالم عبر تهديداته الحمائية التي حذر منها " ريجان " في فترة ولايته ، هناك تغيير في نهج التعامل مع و جود إيران نووية بغض النظر إن كانت سلمية أو لا .
هذا ديفيد فريدمان، السفير الاميركي السابق لدى إسرائيل، خلال مقابلة مع صحيفة "إسرائيل هيوم" يقول أثناء حكم بايدن : إذا كانت إدارة بايدن ستعيد تقوية إيران من خلال الاتفاق النووي، فإنها ستقوّض اتفاقيات أبراهام الموقعة بين إسرائيل والدول العربية، وستفقد أميركا مصداقيتها في المنطقة .
لماذا ترفض إسرائيل السلاح النووي الإيراني ؟ فالجواب عند بيني جانتس، رئيس الوزراء الإسرائيلي المناوب، يعلن رفضه لمساعي إيران امتلاك أسلحة نووية، ويقول لسفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل، إن سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية يفتح سباق تسلح في الشرق الأوسط .

" و إن عدتم .. عدنا " !

السؤال المضاد ،  لماذا تظن إسرائيل نفسها بعيدة  عن ذات المبرر ، و هي التي تمتلك مشروع ذات السلاح النووي منذ خمسينيات القرن الماضي ؟! 
نعود إلى الطرف الذي انسحب من الإتفاق النووي ، و كيفية عودته التي وضعتها إيران في معادلة " إن عدتم عدنا "
الخارجية الأميركية صرحت عن سعيها مع الأوروبيين لمنع النظام الإيراني من الحصول على أي أسلحة نووية ، و ذكرت بأنها ستجتمع مع الإيرانيين بحضور الأوروبيين لبحث الاتفاق النووي ، و أنهم مستعدون للعودة إلى الاتفاق النووي القديم شريطة التزام إيران الكامل ببنوده ، و مخاوف إسرائيل من العودة للاتفاق النووي مبررة ولن تضر بعلاقتنا مع تل أبيب .
بين يدينا الموقف المطابق لجلعاد أردان، سفير إسرائيل في واشنطن،  عبر حديثه لـ"إذاعة الجيش الإسرائيلي": إذا عادت الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، فستفقد كل مقوماتها، ولن يكون هناك حافز للإيرانيين للعودة إلى المفاوضات ،  و لا يمكننا أن نكون جزءًا من خطوة العودة إلى الاتفاق مع إيران .
لقد أكد وزير الطاقة الإسرائيلي بأن أمام إيران نحو 6 أشهر لإنتاج مواد انشطارية كافية لصنع سلاح نووي .

اليورانيوم.. بلا توقف

و إذا صدقت توقعات هذا الوزير  ، فإن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تذهب في ذات الاتجاه عندما رفضت طلب 3 دول أوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بالتوقف الفوري عن إنتاج معدن اليورانيوم، قائلة إن إنتاج هذه المادة يتوافق مع القانون الذي أقره البرلمان الإيراني، وسيستمر "الإنتاج بلا توقف"، ومن أبرز ما جاء في بيان المنظمة ، بأن كمية صغيرة من معدن اليورانيوم تم إنتاجها في إيران منذ حوالي عشرين عامًا ،  و فور إنتاج معدن اليورانيوم "كمنتج وسيط"، تم تنفيذ إنتاج الوقود المتطور ، و سوف نقدم معلومات للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تصميم مصنع لمعدن اليورانيوم في الوقت المناسب .
و كتب توم أوكونور، تقريرًا بـمجلة "نيوزويك" الأميركية عن التهديدات التي ستواجهها إسرائيل حيث أشار إلى أن  الصراعات الوجودية التي ستواجهها إسرائيل هي سوريا وغزة ولبنان ومصر، حيث ترى إسرائيل أن الحدود مع سوريا أحد أهم أسباب الصراع الوجودي لبلادها، خاصة وأن تل أبيب ترى في وجود إيران والقوات المتحالفة معها مثل "حزب الله" اللبناني تهديدًا للأمن القومي . 
هذه ليست أول مرة ، و لن تكون الأخيرة بالطبع لاستعانة إيران ببعض الوسطاء ، لسبب عدم تعامل إيران المباشر مع أميركا ، فبعد القصف الإسرائيلي ، توقف دور الوسيط العُماني الذي كان قاب قوسين أو أدنى من تحقيق انفراجة محتملة في ملف شائك طال أمده و لم ينته أثره على المنطقة و العالم من حولها ! 
هذا ما صرح به وزير الخارجية العماني في قوله بأن : المحادثات بين إيران وأميركا التي كان مقررًا إجراؤها بمسقط  لن تنعقد ( 14 / 6 / 2025 )

وساطات.. الماضي القريب

انفلت " ترامب " في فترته الأولى من عقاله و نفد صبره على النظام الإيراني الذي لم تستطع عصى العقوبات المشددة ، المساهمة في تعديل السلوك الإيراني الذي ربطه بتغيير النظام .
فالعالم من حول إيران بدأ يبحث عن مسرب للخروج من هذا المأزق ، أو مُخرِج ناجح لإخراج هذا الفيلم عن طوره بدون أي مواجهة مباشرة مع النظام الإيراني .
بداية من المخرج الخليجي الذي تمثله سلطنة عمان لعلاقاته المميزة بإيران و لإطلاق وصف الحياد على سياساتها الخارجية تجاه مختلف القضايا في المنطقة و خارجها ، فهذا وزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي يصرح بأن : سلطنة عُمان تسعى لتخفيف حدة التوتر بين الولايات المتحدة .
و قد تبع هذا التصريح ، زيارة علوي إلى طهران للقاء المرشد ، هذا ما كشف عنه  موقع إيراني مقرب من التيار الإصلاحي، أن خامنئي اجتمع سراً مع وزير الخارجية العُماني خلال زيارة الأخير إلى طهران  ونقل موقع "سحام نيوز" الذي يشرف عليه زعيم حزب الثقة الإيراني المعارض الإصلاحي "مهدي كروبي"، عن مصدر مطلع قوله إن "خامنئي اجتمع سراً في مكتبه  وأبلغه استعداد إيران للتفاوض مع الولايات المتحدة". وأضاف المصدر إن "اجتماع خامنئي مع وزير الخارجية العُماني جاء بعد اجتماع قصير عقده مع نظيره الإيراني " ظريف"، مشيراً إلى أن "اجتماع خامنئي مع بن علوي لم يحضره ظريف" .

دائرة.. الطائفية؟!

و من الجانب الإيراني حسب
صحيفة "الرؤية"العمانية: استقبل بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بديوان عام وزارة الخارجية، عراقجي مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية  الإيرانية الذي قام  بزيارة رسمية للسلطنة .
وتم خلال اللقاء بحث أوجه التعاون الثنائي بين البلدين وتبادل وجهات النظر في القضايا الإقليمية والتطورات التي تشهدها المنطقة. 
و قد أضافت وكالة "مهر"  نفي عراقجي، خلال لقائه  ببن علوي، وجود أي حوار مباشر أو غير مباشر مع أميركا .
وأكد في هذا اللقاء، أهمية إحلال السلام والأمن في منطقة الخليج العربي الاستراتيجية؛ محذرا من خطورة السياسات التي تنتهجها أميركا وبعض حلفائها في المنطقة.
وقال  " إن إيران مستعدة لإقامة علاقات متوازنة، بناءة وقائمة على أسس الاحترام والمصالح المتبادلة مع جميع الدول في منطقة الخليج العربي
وشدّد على أن إيران لا تسعى إلى التصعيد في المنطقة؛ مبينا أن إنهاء الحظر المفروض على إيران من صالح جميع دول المنطقة .
بعد الوسيط العماني ، يأتي دور الوساطة العراقية ،،و الكل يدرك مدى قرب العراق من إيران  حيث صرح رئيس الوزراء العراقي عن زيارة قريبة لواشنطن وطهران لبحث التوتر في المنطقة .
الـRT: تنقل عن وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، بأن وزير الخارجية ظريف وصل  إلى العاصمة العراقية بغداد للقاء مسؤولين عراقيين، ووزير الخارجية العراقي محمد الحكيم .

ثلاثة عشر.. محادثة ؟!

وأضافت أنه من المقرر أن يناقش ظريف مع المسؤولين العراقيين التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية .
ننتقل بعيدا إلى خارج المحيط الخليجي و العربي ، لنكتشف كم تبدو إيران معزولة عن العالم الأكبر و كم هي صغيرة عندما ركنت نفسها في دائرة " الطائفية " .
نجد كيف أن اليابان التى ألغت الحرب من دستورها تهرع إلى إيران لمحاولة إطفاء شرر الحرب قبل اشتعاله و هي التي سامتها في كارثة هوريشيما و نجازاكي ، و هي تعتبر أول زيارة لها منذ العام 1978 .
فذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية أن رئيس الوزراء شينزو آبي يبحث زيارة إيران قريبا ربما في منتصف يونيو، وذلك مع تنامي القلق الدولي من تزايد التوتر بين طهران وواشنطن.
ويأتي النبأ بعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لليابان واجتماعه مع آبي ووزير الخارجية تارو كونو .
أما المانيا التي تمثل عصب القوة الأوروبية فإن  وزراء ووكلاء وزارات من الحكومة الألمانية  أجروا 13 محادثة مع مسؤولين في الحكومة الإيرانية منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران .
ويأتي ذلك وسط التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران. وقد ذكرت وزارة الخارجية الألمانية في ردها على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية لحزب "اليسار" أن ستاً من بين هذه المحادثات أجراها وزير الخارجية هايكو ماس منذ مايو .

دولة طبيعية.. لا ثورية ؟!

هذه الحهود المكثفة كلها من أجل امتصاص الأزمة قبل تفاقمها ، و آخرها و لن تكون الأخيرة بالطبع ما جاء خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد بين وزير الخارجية السويسري و الأميركي ، أهم نقاط الجانبين هو من " كاسيس " :
- بحثنا الدور الذي يمكن أن تقوم به سويسرا في العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران
- نعمل على الوساطة بين واشنطن وطهران
أما بومبيو فقد أكد في هذا اللقاء على أن :-
- القيادة الإيرانية تجاهلت الاحتياجات الأساسية للشعب .
- يمكننا البدء في حوار مع إيران عندما تتصرف كدولة طبيعية .
- مشكلات الشعب الإيراني هي نتاج 40 سنة من الحكم الحالي وليست بسبب العقوبات .
- مستعدون للحوار مع إيران من دون شروط مسبقة .
- سنواصل ضغوطنا لتقويم السياسة الإيرانية .
بعد عرض هذه الوساطات من قِبل ، سلطنة عمان و العراق و اليابان و سوسرا ، هل تستطيع هذه الدول أو غيرها إقناع أميركا و إيران لاتخاذ المفاوضات بديلا ناجحا لنزع فتيل الحرب من المنطقة بأسرها ؟!

الوساطة.. المصرية

طوال السنوات الماضية من خلال الوساطات، لم تكن مصر على لا الوساطة ، و لكن السياسة ليس لها قرار و لا مستقر فكل شيء ممكن بالسياسة .
بناء على ذلك تم اتفاق تعاون بوساطة مصرية حيث توصلت إيران إلى اتفاق في القاهرة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستئناف التعاون بين الجانبين، بعد وساطة مصرية نشطة شملت اجتماعات رفيعة المستوى بين مسؤولين إيرانيين ودوليين. 
علّق وزير الخارجية الإيراني، عراقجي، على الاتفاق المبرم بين بلاده والوكالة الدولية للطاقة الذرية في القاهرة، قائلًا: "تعرب إيران عن امتنانها العميق وتقديرها للحكومة المصرية لدورها البارز والبنّاء في تسهيل المسار الدبلوماسي".
لم تبرد حرارة الإتفاقية بعد ، حتى هدد  "عراقجي " 
بإلغاء الإتفاق اتفاق مع " الوكالة " في حال "اتُّخذ أي إجراء عدائي" ضد إيران أو أُعيد فرض عقوبات أوروبي . 
و أكّدت كايا كلاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، بأنّ "الاتفاق يمكن أن يُمثل خطوة حاسمة على طريق الدبلوماسية النووية، شريطة أنْ تضمن إيران تنفيذه السريع"
و صرّح أوليانوف، الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، بأنّ الوقت مناسب للترويكا الأوروبية لوقف وإلغاء عملية إعادة العقوبات .
و قد رحّبت وزارة الخارجية الصينية بالاتفاق على استئناف عمليات التفتيش التي تقوم بها " الوكالة "  في إيران، معتبرةً أنه خطوة إيجابية نحو خفض التوترات النووية.  
وقع عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، ورافايل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وثيقة الشروط الفنية لاستئناف التفتيش على المواقع النووية الإيرانية.
تم توقيع الاتفاق في لقاء جمع الطرفين في القاهرة يوم الثلاثاء الموافق 9 سبتمبر 2025 ، واعتبر «غروسي» أنه «يمثل خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح». 
أهمية الاتفاق للجانبين ، في 
إبراز جهود الوكالة في تحديد سبل استئناف التفتيش في مواقع تحوي يورانيوم عالي التخصيب كانت تعرضت للقصف الإسرائيلي-الأميركي ،بعد تعليق إيران للتعاون، وعقب خوض سلسلة مفاوضات ثنائية غير مجدية.

" آلية.. الزناد " ؟!

خفض المخاوف الإيرانية بشأن احتمالات تلقي ضربات عسكرية إسرائيلية أميركية ، إضافة إلى الضغوط الاقتصادية والمعيشية المتوقعة إثر التلويح الغربي بتفعيل «آلية الزناد». 
قرار الترويكا الأوروبية بإعادة فرض العقوبات، مشروط بمدى التعاون الإيراني خلال مهلة 30 يومًا، لذلك لا يحول الاتفاق دون تفعيل «آلية الزناد»، لكن طهران باتت أمام فرصة لتقديم ضمانات حقيقية للتعاون.
و يتيح الاتفاق الجديد فرصة أمام الترويكا؛ من أجل استيعاب الانتهاكات الإيرانية السابقة، من حيث استئناف التفتيش، وقد يُنظر للتفاهم كفُرصة لإعادة الدبلوماسية لمربّع التفاوض. 
يمهد هذا الاتفاق، الطريق لاستئناف عمليات التفتيش التي توقفت،  و لكن دبلوماسيين حذروا من أن الشيطان يكمن في التفاصيل التي يجب التوافق بشأنها.
أما نجاح الاتفاق فمنوط بجدية إيران في تنفيذ الاتفاق، والمواقف المتزامنة من جانب أوروبا والولايات المتحدة، كما أن التأثير الإيجابي طويل الأمد ليس مضمونًا، ويُفترض تزويده بعدد من التفاهمات والتسويات السياسية– وهو ما سيحدد الطريق المستقبلي لهذا الاتفاق. (  مركز الإمارات للبحوث والدراسات الاستراتيجية- 10 / 9 / 2025 )

الفصل بين .. المفاوضات ؟!

تجري المفاوضات " النووية " عبر مسارين مختلفين ، و لا نعرف إن كان هذا الأسلوب الجديد يعجل في التوصل إلى اتفاق نهائي أم يميط خيط الأمل أكثر!
نعرف هذا الموقف من وزير الخارجية الإيراني حين صرح بأن : المفاوضات مع الترويكا الأوروبية مستمرة في سياق منفصل عن المفاوضات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، الاتفاق الجديد مع "الوكالة " يحدد آلية عمل جديدة بين طهران والوكالة ، و لن يسمح بتفتيش المنشآت التي تعرضت للعدوان ، أيضا لا يمكن لمفتشي الوكالة الوصول إلى المنشآت النووية إلا بتصريح من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني .(   سبوتنيك : التلفزيون الإيراني - 12 / 9 / 2025 )
المفاوضات مع الوكالة جرت ضمن موافقات المجلس الأعلى للأمن القومي ، أما 
تنفيذ الاتفاق مع الوكالة مشروط بعدم القيام بأي عمل عدائي مثل إعادة فرض العقوبات ( 14 / 9 / 2025 )  
و من جهة أخرى وجّه وزير الخارجية الإيراني تحذيرًا إلى ألمانيا وفرنسا وبريطانيا من محاولة تفعيل الآلية، معتبرًا الخطوة غير قانونية وتفتقر إلى الشرعية السياسية والأخلاقية، و أنّ هذا التحرّك سيضع الدول الأوروبية أمام مأزق معقّد ويؤدي إلى خسارتها كل شيء .
و قد صرّح رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، إبراهيم عزيزي، بأنّ التفاهم مع الوكالة الذرية من المفترض أن يمنع تفعيل "آلية الزناد"، إلا إذا أخلّ الأوروبيون بتعهداتهم أو لم تنفّذ الوكالة التزاماتها، ملوّحًا بخيارات عديدة للردّ، بينها الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي
و تم الكشف عن تقييم استخباراتي إسرائيلي،  أنّ الهجمات الأميركية -الإسرائيلية في يونيو الماضي، فشلت في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، مع تأكيد قدرة طهران على إنتاج السلاح النووي .  ( صحيفة لوفيغارو الفرنسية - 14 / 9 / 2025 )

حظر .. الهجمات ؟!

قدمت إيران بالتعاون مع روسيا والصين وفنزويلا ونيكاراغوا وبيلاروسيا، مشروع قرار إلى المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية (16 سبتمبر2025) يقضي بحظر جميع أشكال الهجوم والتهديد بالهجوم على المنشآت النووية الخاضعة لضمانات الوكالة.
يستند هذا المشروع إلى القانون الدولي الذي يجرم الاعتداء على المنشآت النووية السلمية باعتبارها جزءًا من البنية التحتية المدنية.
سيطرح هذا المشروع للنقاش والمراجعة يوم الخميس الموافق 18 سبتمبر 2025 في المؤتمر العام للوكالة
من أجل تحقيق هذا الهدف عقد سفراء إيران اجتماعات مع وزارات الخارجية في عواصم مختلفة، وأجرت الخارجية الإيرانية مشاورات مماثلة في طهران للحصول على الدعم الدولي، خاصة وأن القرارات في الوكالة تُتخذ بأغلبية الأصوات ولا يمكن لدولة واحدة أن تفرض إرادتها.
هذا و قد سعت الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغوط لمنع انضمام دول إضافية إلى المشروع الإيراني، ووفقًا لرواية طهران، فإن هذه الضغوط الأميركية قد تدفع بعض الدول إلى تغيير مواقفها. 
لقد أطلقت الترويكا الأوروبية أواخر أغسطس الماضي، مسارًا يستغرق 30 يومًا لتفعيل «آلية الزناد» بما يؤدي لإعادة تفعيل العقوبات الأممية إن لم تلتزم إيران بالاتفاق النووي.
أوقفت إيران تعاملها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم أبرمت معها اتفاق تعاون وفق آليات جديدة، (9 سبتمبر 2025) لإثبات جديتها في طمأنة المجتمع الدولي، والحيلولة دون تفعيل الترويكا الأوروبية «آلية الزناد». 
تحاول إيران عبر هذا القرار تحويل موقفها الدفاعي إلى موقف قانوني معترف به دولياً، بحيث يصبح أي استهداف لمنشآتها النووية بمثابة خرق واضح لقرارات الوكالة والمواثيق الدولية.

الانفتاح .. التجميد .. التصعيد!

تبدو الأمور مفتوحة على خيارات تتأرجح بين «الانفتاح، والتجميد، والتصعيد»، وجميعها منوط بمدى استعداد الدول الغربية وتنسيقها مع واشنطن، للتجاوب مع «تنازلات» طهران لمنحها مزيدًا من الوقت.  مركز الإمارات للبحوث و الدراسات الاستراتيجية - 17 / 9 / 2025 )
ما هي الضمانات التى تجبر إسرائيل مجددا على عدم القيام بهجمات أخرى ، بعد أن تجاهلت العالم بأكمله و القوانين الدولية فحسب؟! 
و خاصة بأن أميركا الراعية العظمى لإسرائيل في جميع تحركاتهاالعدائية ليست تجاه طهران فقط ، بل في كافة الدول المحيطة بها.
حتى الدول المتعاونة مع إيران في أزمة ملفها النووي المستعصي ، لديها حد معين لكي تقف عندها ، فهي لن تتماها في عمق الصراع السياسي مع القوى العالمية الكبرى ؟! 
و الغريب هنا حقا ، بأن دولة بحجم إيران التي استطاعت في غضون أكثر من أربعة عقود مد أذرعها في لبنان و سوريا و العراق و سوريا و اليمن ، قصرت ذراعها بل كسرت عن أن تطال إسرائيل التي تجرأت لأول مرة في ضرب عمقها السيادي ، بل رجعت عقود طويلة إلى الوراء للبحث من جديد في ملفها النووي ، و كأنه هو قارب النجاة لكل مشاكله في المنطقة و العالم أجمع !
إيران بعد الضربة الموجعة و المهينة تفعل المستحيل لكي تقنع العالم المتربص بها ، بأن مفاعلاتها النووية أكثر من سلميّة ، و لم يقر العالم لها حتى الآن بذاك !

حل عادل.. و متوازن

و من تلك الجهود المضنية و المتواصلة ، تمسّكٌ إيراني بحل متوازن مع الأوروبيين في الملف النووي حين دعا وزير الخارجية الإيراني ، في اتصال هاتفي مع نظرائه من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إضافةً إلى مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، لإظهار جديتها  ومجدّدًا استعداد طهران للتوصّل إلى حل "عادل" و"متوازن" يضمن المصالح المتبادلة.
أما نتائج هذه الإتصالات الهاتفية ، فقد أشار دبلوماسيون أوروبيون إلى أن الاتصال لم يُسفر عن تقدم ملموس، معتبرين أن التفاهم بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يفتقر إلى إطار زمني محدد وتفاصيل واضحة، مما يتيح لطهران هامشًا واسعًا للمماطلة.
و كانت ألمانيا أكثر الدول الأوروبية تشدّدا في ذلك ، حيث صرّحت وزارة الخارجية  بأن إيران لم تتخذ بعد خطوات عملية كافية لمنع إعادة تفعيل عقوبات الأمم المتحدة وفق قرار 2231، مؤكدّة أن العقوبات سيُعاد فرضها إذا لم يكن هناك التزام ملموس قريبًا.
و في نفس السياق شدّدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، على لزوم التعاون الكامل من طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك السماح بالتفتيش الفوري لكافة المواقع النووية، محذّرةً من أن نافذة الحل الدبلوماسي تتقلّص.
و من ناحية أخرى أوضح رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية  : بأن استئناف عمليات التفتيش مرهون بتوفير ضمانات لحماية المنشآت النووية والعاملين فيها، مع تأكيد مخاوف إيران من تسرّب معلومات أمنية حسّاسة. (  مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 18 / 9 / 2025 )

الإعادة.. و الإعفاء؟!

مضيا مع إعادة توجيه سلاح العقوبات في وجه إيران التي تبحث جاهدة عن مخرج يحفظ لها ماء وجهها ، 
الرئيس الفرنسي يتوقع أن يعيد مجلس الأمن الدولي، قبل نهاية الشهر الحالي، فرض عقوبات دولية على إيران على خلفية برنامجها النووي ( صحيفة الشرق الأوسط - 19 / 9 /2025 )
و على الضفة الأخرى من الأحداث الولايات المتحدة تلغي إعفاء ميناء «تشابهار» الإيراني من العقوبات .
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ( 18 سبتمبر 2025) إلغاء إعفاء ميناء تشابهار الإيراني من العقوبات، الممنوح منذ 2018 بموجب قانون «حرية إيران ومكافحة الانتشار»، على أن يدخل القرار حيّز التنفيذ في 29 سبتمبر الجاري. 
تدير شركة «موانئ الهند العالمية المحدودة» رصيف شهيد بهشتي في ميناء تشابهار منذ عام 2018، وقد استثمرت الهند أكثر من 120 مليون دولار في تطويره. شهد الميناء مناولة أكثر من 8 ملايين طن من البضائع خلال السنوات الخمس الماضية، ويُخطط لزيادة سعته من 100 ألف إلى 500 ألف حاوية، وربطه بشبكة السكك الحديدية الإيرانية بحلول 2026.
تهديد مباشر لممرات التجارة الإقليمية للهند يُشكِّل ميناء تشابهار محورًا لتجارة الهند مع آسيا الوسطى، بتبادل ثنائي يُقدَّر بنحو مليارَي دولار، مع إمكانات تصل إلى 170 مليار دولار، ويُسهم في خفض تكاليف الشحن بنسبة 60% وخفض وقت الشحن بنسبة 50%.

سياسة.. الضغوط القصوى!

يُعد الميناء بوابة رئيسية للهند نحو أفغانستان، حيث نُقل عبره أكثر من 110 آلاف طن مساعدات لأفغانستان بين 2018 و2023، مخفضًا زمن الشحن إلى كابول بنسبة 60% مقارنة بباكستان.
" تشابهار " أداة للضغوط القصوى حيث وصفت الخارجية الأميركية الخطوة بأنها جزء من سياسة الضغوط القصوى على إيران، وتهدف لتعطيل شبكاتها المالية، بالتزامن مع تصويت مجلس الأمن على إعادة العقوبات (19 سبتمبر 2025 ). 
تستهدف العقوبات تعطيل أي تقدم اقتصادي إيراني، خاصة بعد اتفاق (16 سبتمبر2025 ) مع باكستان لإنشاء خطوط شحن مباشرة تربط موانئ البلدين، بما فيها «تشابهار» و«جوادر».
القرار الأميركي يعرقل استراتيجية الهند للانفتاح على آسيا الوسطى، ويختبر قدرتها على موازنة شراكتها الاستراتيجية المتنامية مع واشنطن وعلاقاتها الاستراتيجية طويلة الأمد مع إيران. 
في حال فقدت الهند مساحة في هذه المنطقة، فسيمكّن ذلك بكين من السيطرة عليها وفرض إرادتها هناك دون أي معارضة، بالنظر إلى اتفاق التعاون الشامل بين الصين وإيران لمدة 25 عامًا.(  مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 19 / 9 / 2025 )

مجلس الأمن .. لا للتمديد

صوت مجلس الأمن «19 سبتمبر2025»، ضد مشروع قرار قدمته كوريا الجنوبية «رئيسة المجلس لشهر سبتمبر»؛ لرفع العقوبات عن إيران بشكل دائم، ضمن «آلية الزناد» التي صُممت لتكون محصنة ضد استخدام حق النقض «الفيتو».
صوتت «روسيا والصين وباكستان والجزائر» لصالح مشروع القرار وصوتت ضده تسع دول «بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة وسيراليون وسلوفينيا والدنمارك واليونان وبنما والصومال» بينما امتنعت «غُيانا وكوريا الجنوبية».
قال مندوب إيران في مجلس الأمن إن «أي محاولة لإعادة عقوبات سبق رفعها تُشكل هجومًا على القانون الدولي ومصداقية مجلس الأمن». 
انقسام داخل مجلس الأمن طعنت روسيا والصين في الشرعية القانونية للقوى الأوروبية لتفعيل «آلية الزناد»، بحجة أنها فشلت هي الأخرى في الوفاء بالتزامات خطة العمل الشاملة المشتركة.
أكدت دول الترويكا «بريطانيا وفرنسا وألمانيا»، عودة كل العقوبات إذا فشل التوصل إلى اتفاق بشأن التمديد بنهاية 27 سبتمبر 2025  ,  لكنها أعربت عن استعدادها للحل الدبلوماسي خلال الفترة المقبلة  الأسبوع المقبل .
فشل دبلوماسية السباق مع الزمن .
حاولت طهران احتواء التصعيد باتفاق تعاون مع «الوكالة» بوساطة مصرية، قبل انتهاء مهلة «آلية الزناد»، وأكدت أنها بضغوط أمريكية سحبت مشروع قرار أمام وكالة الطاقة الذرية يدعو إلى حظر الاعتداء على المواقع الخاضعة لإشراف «الوكالة».

التهديد.. بالإنسحاب!

أعلنت إيران تقديمها مقترحًا لدول الترويكا الأوروبية بشأن الملف النووي، قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن على إعادة فرض العقوبات ضد طهران.  
ليس من الواضح كيف سترد إيران على إعادة تفعيل العقوبات، لكن مسؤولين سابقين لديها هددوا بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، ربما على غرار كوريا الشمالية عام 2003.
استمرار طهران في المناورة الدبلوماسية وتأكيد التزامها بالمسار السلمي، لا ينفي البعد العسكري، وسط تهديدات غير مباشرة من واشنطن وتل أبيب، وتلويح أمريكي بسلاح استراتيجي قادر على ضرب المنشآت النووية المحصنة.  ( مركز الإمارات للبحوث والدراسات الإستراتيجية - 20 / 9 / 2024 )
أشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية إلى ما وصفها "الطبيعة الاستفزازية وغير القانونية لتصرفات الدول الأوروبية المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة"، وأكد  أن "هذه التصرفات لا تمت بصلة للدبلوماسية، وتؤدي حصرًا إلى مزيد من تصعيد التوترات المحيطة بالبرنامج النووي الإيراني"
و قد حذّر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، من أن طهران ستعلّق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة عليها، وذلك غداة موافقة مجلس الأمن الدولي على المضي بهذا الإجراء
و أكد أحمد بخشايش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، على ضرورة التحرك نحو بناء أسلحة نووية في أسرع وقت ممكن. ورجح "بخشايش" أن يقترح بعض أعضاء البرلمان خلال الأيام المقبلة خطةً للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، مضيفًا: "أجرت قواتنا العسكرية مؤخرًا اختبارًا لصاروخ عابر للقارات يعمل بالوقود الحراري"

الرد : بناء مفاعلات جديدة ؟!

أدلى مسعود بزشكيان، الرئيس الإيراني بتصريحات خلال مشاركته في القمة الخامسة والعشرين لمنظمة شنغهاي للتعاون، وقال: "رغم الضغوط حاولنا البقاء في هذه العملية حتى النهاية، لكن الأوروبيين لم يلتزموا حتى بالحد الأدنى من البنود التي كان من المفترض أن يلتزموا بها، أنشطتنا النووية سلمية بحتة وسنستمر في هذا الاتجاه"(  تلفزيون الصين المركزي - 21 / 9 / 2025 )
أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، أنّ طهران وموسكو ستوقّعان اتفاقية لبناء 8 محطات نووية جديدة، بينها 4 في "بوشهر"، موضحًا أنّ المفاوضات والدراسات اللازمة اكتملت، وأنّ الاتفاق سيدخل مباشرةً في مرحلة التنفيذ.
و كشف النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا عارف، عن إعداد الحكومة خططًا خاصّة للتعامل مع الظروف الاستثنائية في حال إعادة فرض العقوبات، موضحًا أنّ هذه الخطط تتضمّن حزم دعم معيشية وتطوير آليات الإدارة الحكومية .924

العقيدة النووية .. الجديدة ؟!


وجّه أكثر من 70 عضوًا بالبرلمان الإيراني رسالةً إلى المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورؤساء السلطات الثلاث، دعوا فيها إلى مراجعة العقيدة الدفاعية، معتبرين أنّ فتوى المرشد الأعلى بتحريم إنتاج واستخدام الأسلحة النووية صدرت في سياق مختلف، وأنّ تصنيع الأسلحة النووية كوسيلة ردع يختلف عن استخدامها المحرّم شرعًا.
طلب كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، من طهران استئناف التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فورًا، معربًا عن قلقه إزاء تعليق التزامات إيران النووية، ومؤكّدًا أهمية دور الوكالة في التحقّق من الأنشطة النووية الإيرانية.
أوضحت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في بيانٍ، أنّ امتناعها عن التصويت على قرار إعادة فرض العقوبات على إيران جاء بعد دراسة عوامل متعدّدة؛ بهدف حلّ القضية النووية الإيرانية سلميًا ودبلوماسيًا.( 22 / 9 / 2025 )

الدوران ..حول الذات ؟!

سيبقى الملف النووي الإيراني في حالة دوران حول الذات أولا باستدعاء الأمن القومي ، كلما حلت أزمة و استشكلت حلقاتها .
ثم ينتقل هذا الملف المليء بالألغام السياسة القاتلة، و الشائكة لدى العالم منذ أكثر من عقد دون أن يتمكن أحد من فك عقدتها، بل تماسكت خيوطها و تصلبت .
نقول ما تريد إيران بعد أن قصفت بسبب هذا الملف ، هل هناك وهن و ضعف في مواجهة " الشيطان الأكبر " و الشيطان الأصغر " المتكبر 
على الأكبر