دكتور ياسر بغدادي يكتب : من مصر للبترول إلى اوابك.. مسيرة مهنية صنعتها الخبرات
لا ادري لماذا اكتب هذا الآن، لكن تظل شركة مصر للبترول جزءا راسخا من مسيرتي المهنية ومن الذاكرة التي لا تغادرني مهما ابتعدت عنها.
فهذه الشركة العريقة تعد احدى قلاع الصناعة البترولية في مصر، ومن اوائل شركات تسويق المنتجات البترولية في منطقة الشرق الاوسط، وهي امتداد تاريخي لمنشآت شركة شل العالمية قبل تأميم قطاع البترول في مصر عام 1964، لتصبح بعد ذلك مصر للبترول التي عرفناها جميعا بدورها الوطني المؤثر.
وقد لعبت الشركة دورا مهما عبر تاريخها في تامين امدادات الوقود داخل البلاد تحت اشراف وزارة البترول، خاصة خلال الازمات والاحداث الاستثنائية التي مرت بها مصر، محافظة على استقرار سوق الوقود وداعمة لاحتياجات المواطنين والقطاعات الحيوية. وتمتلك الشركة اليوم شبكة واسعة تضم نحو 873 محطة منتشرة في مختلف المحافظات، مما يجعلها احد الاعمدة الرئيسية لمنظومة الطاقة في مصر.
بدأت رحلتي مع مصر للبترول خلال الفترة من الى 1995، قادما من شركة شل مصر، وكانت نقلة استغربها الكثيرون آنذاك. تمت المقابلة في فترة الدكتور حمدي ابو النجا رحمه الله، مدير عام الشؤون الفنية، حيث جرت المقابلة في مكتبه دون سابق معرفة، لكنه اقتنع بي واوصى بتعييني في ادارة مراقبة الجودة. ورغم قصر مدة عملي، فقد كانت تلك الفترة ذات اثر كبير في تشكيل بداياتي المهنية.
كان لي شرف التتلمذ على ايدي نخبة من الرواد: السيدة عفاف انيس، والدكتور احمد سالم، والدكتور محمد محمود، والدكتورة وداد عبد العظيم، وغيرهم ممن تعلمت معهم معنى الادارة الحقيقية وقيمة الالتزام والعمل بروح الفريق. ولا انسى ايضا الدور الكبير للمهندس سيد بكري الذي كان له الفضل في ترتيب اللقاء مع الدكتور حمدي ابو النجا، ودعمه ومساندته لي عند قدومي من الاسكندرية لبدء مهام عملي في شركة توتال مصر. ومع مرور الوقت احببت عملي داخل الشركة، وانتقلت بين مهامها المختلفة، قبل ان تمتد رحلتي لاحقا الى شركة توتال فينا إلف، ثم الى الشركة المصرية القابضة للبتروكيماويات عام 2013، وصولا الى منظمة اوابك. ورغم تنوع هذه المحطات، تبقى البداية دائما هي مصر للبترول.
وفي ختام هذه الذكرى، لا يسعني الا ان اتوجه بخالص الشكر والتقدير لكافة زملائي ومديريّ خلال مسيرتي المهنية . فقد كان لدعمهم وتعاونهم ومعرفتهم اثر كبير في ما اكتسبته من خبرات وما بنيته من مسار مهني امتد لسنوات طويلة. وستظل تلك المرحلة جزءا عزيزا لا ينسى، وبداية راسخة لكل ما جاء بعدها.